عمان اليوم

«النصوص الأصول العربية» في حلقة نقاشية بجامعة السلطان قابوس

17 فبراير 2020
17 فبراير 2020

نظم قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة السلطان قابوس حلقة نقاشية بعنوان (النصوص الأصول العربية بوصفها مكونًا للأنواع الأدبية: من منظور الأدب العالمي) حيث قدم الدكتور محروس محمود القللي أستاذ مساعد بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية رؤيته متمثلة في محاولة الإجابة عن تساؤل: ما الذي يجب أن نقدمه لأدبنا العربي لكي يحتل مكانه الطبيعي ضمن دورة الأدب العالمي؟ وللإجابة عن هذا التساؤل، قدّم الدكتور محروس افتراضات منهجية مركبة تستوحي فكرة الأدب العالمي التي تقدم تلك الرؤية المتزنة التي تمكّن من الانشغال بالآداب، وخلفياتها وأصولها، دون التوقف أمام قضايا عنصرية تقلل من خصوصيات الآداب المختلفة، ولذلك تراءى أن يكون الغطاء المنهجي للقراءة منطلقًا من (النظرية التيبولوجية).

وقد دار النقاش حول قائمة مهمة من النصوص العربية بوصفها أصولًا نصية وفكرية تعد ضمن أعمدة الثقافة العالمية، تسهم مثل غيرها في معالجة القضايا المجتمعية والسياسية والثقافية، عالميًا وإقليميًا، ليس هذا فقط، بل ولها أن تتبوأ مكانتها ليتحقق وضعها ضمن أصل لبعض الأنواع الأدبية في مصادر (نظرية الأدب العالمية) وبخاصة في نصوص (الحكاية على لسان الحيوان)، ولذلك فقد قُدّمت خلال الحلقة، نصوص عربية الأصول ضمن أخرى من جغرافيات مختلفة روعي فيها التنوع النوعي والزمني مثل: إيسوب، ابن المقفع، إخوان الصفا، المعري، ابن الهبارية، ابن غانم المقدسي، وج. سويفت، وج. درايدن، وأورويل...إلخ.

وذكر الدكتور القللي عدد من التجارب المقارنة -كما أطلق عليها- بيَن خلالها عدد من هذه النصوص العربية، والأخرى الأجنبية، وبخاصة بين (إخوان الصفا) و(رحلات جلفر) و(مزرعة الحيوان) بهدف توضيح الأثر المنهجي المتبع في وضع النصوص العربية في مكانها ضمن تاريخ الإنسانية، وقد أثار ذلك عددًا من القضايا النقدية والمقارنة لعلاج مشكلة نوعية الدراسات التي تُقدِّمُ النصوص العربية إلى الآخر، فعرجت على فكرة وجود (الثوابت) الفكرية والثقافية، قبل مبدأ (التأثير والتأثر) التاريخية-الوثائقية، التي تضع الأدب العربي في وضع المتلقي دائما...وكذلك على فكرة الثقافة المقارنة، والأفكار الأدبية بين الآداب المختلفة بوصفها آليات عالمية تدرس نصوصا تنتمي كلها إلى عالم واحد تشترك مجتمعاته في كثير من القضايا المصيرية، لا أن يحاصر أدب من جراء عنصرية الآخر -كما تنبأ جوتة- أو أن ينزوي الدارسون في مربع التأثر أو التلقي التاريخيين والوثائقيين.

وفي ختام الحلقة النقاشية أشار الدكتور محروس القللي إلى حجم المدونة العربية التي تقدمها الدراسة، بحيث نجدها بحاجة إلى تطوير آلية قراءتها، سواء أكانت قديمة تراثية أم حديثة، ذلك بوصفها أصولًا تسهم في حقيقة تكوين الوعي الإنساني، على المستويين الثقافي والنقدي.