1439008
1439008
الاقتصادية

المنتدى الإحصائي الخليجي يناقش توظيف مستجدات التقنية في تطوير العمل المعلوماتي

17 فبراير 2020
17 فبراير 2020

لدعم القرار واستشراف التوقعات المستقبلية للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية -

الإسماعيلية: نتوقع توسـع توظيـف الذكـاء الاصطناعـي بالسلطنـة في الفـترة القريبـة القادمـة -

كــــــــتب : ماجــد الهـطـالــي -

ناقش المنتدى الإحصائي الخليجي الثاني الذي تستضيفه السلطنة ممثلة في المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بالتعاون مع المركز الإحصائي الخليجي، المنهجيات الجديدة لتوظيف المستجدات التقنية الحديثة في تطوير العمل الإحصائي والمعلوماتي بما يخدم دعم القرار واستشراف التوقعات المستقبلية للقطاعات الاقتصادية والاجتماعية.

ويستمر المنتدى ليومين تحت شعار «البيانات الذكية»، ويناقش في يومه الثاني الاستشعار عن بعد وصور الأقمار الصناعية والبيانات المؤسسية وعلم البيانات والتحليل المعزز.

رعى افتتاح المنتدى معالي المهندسة عزة بنت سليمان الإسماعيلية وزيرة التقنية والاتصالات، التي قالت إن المنتدى يركز على توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل الإحصائي والمعلوماتي ، موضحة أن هذه التقنية من التقنيات الناشئة المرافقة للثورة الصناعية الرابعة التي بدأت السلطنة في توظيفها في عدة قطاعات منها على سبيل المثال: قطاع الصحة والزراعة وغيرها من القطاعات التي نتوقع أن تشهد فيها توظيفاً لهذه التقنية في الفترة القريبة القادمة .

وأضافت معاليها إن الدول تعتمد على البيانات والإحصائيات في التخطيط لحاضر ومستقبل شعوبها ، ومن هنا تأتي أهمية توظيف التقنيات الناشئة للثورة الصناعية الرابعة ومنها: البيانات الذكية التي سيسهم تبنيها في استشراف أنماط العمل المستقبلية ومجالات التطوير التي تحتاجها مختلف القطاعات التنموية للدول، وهذا ما نحرص على القيام به في السلطنة وتنظيم هذا المنتدى يشير إلى عمق الاهتمام بهذا الجانب ومواكبة ما يحدث في العالم من تبنٍ لهذه التقنيات.

وافتتحت راعية الحفل المعرض المصاحب الذي يقام لمدة يومين بالتزامن مع انعقاد المؤتمر ويتم فيه عرض أفضل الممارسات والحلول الإحصائية الابتكارية المتقدمة من قبل المراكز الإحصائية الخليجية وشركات محلية وخليجية ودولية، وهي فرصة أخرى للتعرف عن قرب على هذه التجارب وتعزيز الاستفادة منها في تطوير العمل الإحصائي الرسمي، وإيجاد شراكات تعزز مبدأ التكامل بين مؤسسات المجتمع المختلفة.

ويشارك في المنتدى الجهات الإحصائية والمعلوماتية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجال الإحصاء والمعلومات وعدد من مؤسسات القطاع الخاص المهتمة بالعمل في مجال الإحصاء والمعلومات وعلوم البيانات والباحثون والأكاديميون والطلبة والمهتمون بعلوم البيانات.

آفاق واسعة

وقال سعادة الدكتور خليفة بن عبدالله البرواني الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات في كلمته إن تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد وأنترنت الأشياء والمعاملات الإلكترونية والطفرة الهائلة في وسائل التواصل الاجتماعي، بات لها تأثير بالغ نلمسه جميعا على حياتنا اليومية، فقد ساهمت من خلال البيانات الدقيقة والتفصيلية التي توفرها في تعزيز إمكانية اتخاذ القرارات في مختلف الأنشطة الحياتية وعلى مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والصناعية وغيرها.

وأوضح سعادته إن هذه التقنيات قد فتحت آفاقا واسعة أمام المراكز والأجهزة الإحصائية لتطوير العمل الإحصائي والاستفادة من البيانات التفصيلية والمتنوعة الناجمة عنها في تلبية الاحتياجات المتزايدة من المعلومـات الإحصـائية بكفاءة وفعّالية، وبمرونـة تتيح التكيف عمليا لتلبية الطلبات من البيانات الناشئة حديثا والتي لا يمكن توقعها ضمن إطار خطة التحول في الإحصاءات الرسمية التي التزمت بها المؤسسات والمراكز الإحصائية الرسمية خلال اجتماعات الدورة الثامنة والأربعين للجنة الإحصائية بالأمم المتحدة، آخذين بعين الاعتبار أن التعامل مع هذه البيانات يصاحبه تحديات عديدة ينبغي معالجتها.

وأشار سعادته إلى أن المنتدى يستعرض أهم تجارب الدول والمنظمات الإقليمية والشركات العاملة في مجال علوم البيانات لتعزيز استفادة المؤسسات الإحصائية الخليجية في توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي في إنتاج إحصاءات رسمية موثوقة تدعم اتخاذ القرار ورسم السياسات الوطنية القائمة على الأدلة والبراهين الإحصائية.

وأكد سعادة خليفه البرواني على أن التنمية المتواصلة للكوادر البشرية تعد من أهم دعائم التطوير وأهم أسس الإدارة الناجحة، فقد استهدف المنتدى ضمن فعالياته ماراثون البيانات الخليجي (الداتاثون) الذي نظم خلال الفترة 28 أكتوبر وحتى 3 نوفمبر 2019م وتعزيز قدرات ومهارات بعض الكوادر العاملة في الحقل الإحصائي بدول مجلس التعاون الخليجي من خلال برنامج تدريبي في التفكير التصميمي تضمن التعريف والتدريب على استخدام بعض الحلول التقنية للتحليل المعزز للبيانات أعقبه تنافس بين المشاركين ضمن أربع فرق عمل لاستثمار وتعظيم الاستفادة من المعرفة المكتسبة في تقديم عدد من الحلول المبتكرة لمواجهة بعض التحديات البيئية والتنموية.

وقال سعادة خليفة بن سعيد العبري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون أن تحقيق الحكومة الإلكترونية على أرض الواقع يعد مرحلة متقدمة من مراحل التكامل الاقتصادي والتنموي بين دول المجلس.

وأضاف أنه في مجال الاتصالات تم تطبيق أسقف لأسعار التجوال بين دول مجلس التعاون على ان يتم تحديد اسقف الأسعار بشكل سنوي ، وفي مجال الهوية الوطنية فإن العمل جاري على تضمين الملف الصحي في البطاقة الذكية لمواطني دول المجلس لتسهيل عملية الوصول إلى البيانات الأولية للمستفيدين من الخدمات الصحية في حالات الطوارئ.

وأشار إلى إنه في مجال الحكومة الإلكترونية فقد تم اعتماد البدء في تنفيذ عدد من الخدمات من خلال شبكة الحكومة الإلكترونية الخليجية كمرحلة أولية ومنها خدمة التنقل عبر البوابات الإلكترونية في المطارات بدول المجلس وتأشيرة دخول مرافقي مواطني دول المجلس وتبادل المخالفات المرورية بين دول المجلس وتأسيس وإدارة الأنشطة التجارية المملوكة لدول المجلس وخدمات التقاعد بدول المجلس فيما يجري العمل على توسيع وتطوير التعاون بين دول المجلس في مجال الاتصالات والحكومة الإلكترونيةأخذا في الاعتبار التطور الهائل في هذا المجال.

رؤى مستقبلية

وقدم مجد عبار المتحدث الرسمي للمنتدى مسؤول التكنولوجيا في مجموعة الشرق الأوسط، ميكروسوفت العرض الرئيسي للمنتدى والذي تناول فيه كيفية الاستفادة من معطيات عصر الثورة الصناعية الرابعة وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير الإحصاءات الرسمية واستثمار الثروة المعلوماتية وتحويل البيانات من مجرد بيانات خام إلى رؤى مستقبلية تساعد راسمي السياسات ومتخذي القرار.

وتم تقديم عرض مرئي توثيقي يتضمن العرض فعاليات ماراثون البيانات (داتاثون) الخليجي الذي نظمه المركز الوطني للإحصاء والمعلومات خلال الفترة من 28 أكتوبر وحتى 3 نوفمبر 2019م كأولى فعاليات المنتدى الإحصائي الخليجي الثاني وشارك فيه نخبة من مواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية العاملين في الهيئات والمراكز الإحصائية الخليجية وابتدأ بدورة تدريبية متقدمة في التقنيات والتحليل الإحصائي والمعلوماتي والتفكير المنطقي، ومن ثم أعقبه التسابق على ابتكار حلول تقنية تصب في مصلحة الحقل الإحصائي والمعلوماتي وتخدم صناع القرار ومستخدمي البيانات.

بيانات الهواتف النقالة

وناقشت الجلسة الأولى البيانات التي يتم الحصول عليها من إشارات استخدامات الهواتف النقالة والتي تلخص طبيعة استخدامات المستفيدين من خدمات الهواتف النقالة وكيفية الاستفادة من هذه المصادر في إنتاج بيانات ومعلومات إحصائية مثل استخراج بعض الخصائص الديموغرافية للسكان وبعض المؤشرات السياحية والهجرة الداخلية بالإضافة إلى بيانات أنترنت الأشياء والتي تبثها أجهزة الاستشعار المثبتة بأجهزة الاستخدامات المنزلية والمخازن والحاويات العملاقة وأجهزة مراقبة السرعة وأجهزة التصوير والمضخات المائية والمولدات الكهربائية وغيرها المرتبطة بالشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت) والتي يمكن الاستفادة منها في العمل على إنتاج مؤشرات إحصائية مثل حجم استهلاك الكهرباء والمياه وحوادث الطرق والاحصاءات اللوجستية.

وقدم الورقة الرئيسية في الجلسة مارك ديبوشير منسق الإدارة والبيانات الضخمة في الإحصاءات البلجيكية الذي بيّن أنه منذ حوالي عام 2015 ، تستكشف المراكز الإحصائية في الاتحاد الأوروبي وفي جميع أنحاء العالم بشكل مكثف إمكانات بيانات إنترنت الأشياء كمصدر للإحصاءات الرسمية.

وأضاف أن عمليات تخزين ومعالجة تكنولوجيا المعلومات والقضايا المنهجية تمثل تحديات ضخمة وجديدة تمامًا ، ولكنها ليست السبب الرئيسي لهذا النقص النسبي في التقدم. فالمشكلة الأكبر بكثير تتمثل في الوصول إلى هذه البيانات المملوكة ملكية خاصة ، بسبب مخاوف الخصوصية والسرية التجارية.. مشيرا إلى آليات يمكن من خلالها استخدام مصادر البيانات الجديدة المملوكة ملكية خاصة بشكل فعّال لإنتاج إحصاءات رسمية.

وتحدث أحمد المفرجي مدير دائرة التطبيقات بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات بالسلطنة عن تنفيذ المركز الوطني للإحصاء والمعلومات المشروع الخاص بالاستفادة من بيانات استخدامات الهواتف النقالة في إنتاج مؤشرات إحصائية رسمية في قطاع السكان والسياحة والحركة اليومية بين محافظات وولايات السلطنة، تلبية للدور المناط بالمركز المتمثل في بناء وإدارة منظومة متكاملة على المستوى الوطني تشمل مؤشرات اجتماعية واقتصادية وبيئية وثقافية ومؤشرات لقياس الأداء التنموي في السلطنة؛ حتى يسهل عملية متابعة التقدم الاجتماعي والاقتصادي لدعم عملية صناعة القرار.

وبين المفرجي أنه خلال عملية الحصول على البيانات صادف المشروع عدة معوقات تتعلق بالحق القانوني للمركز للحصول على هذه البيانات، حماية الخصوصية، وإدارة البيانات. تم التغلب عليها جميعا وتمت عملية فحص جودة هذه البيانات. وسلط في ورقة العمل الضوء على هذا المشروع والمراحل التي مر بها وأهم التوصيات التي يجب اعتبارها عند تنفيذ تجربة مشابهة.

وتحدث ريفا روفيادي نائب مدير إحصاءات السياحة في الإحصاء الإندونيسي عن بيانات الهاتف النقال التي باتت علاجًا لمشكلة تغطية بيانات السياحة الداخلية. كما أنها تساعد على تحديد بلدان المقصد من المسافر للخارج. علاوة على ذلك ، تجعل بيانات الهاتف النقال بيانات السياحة أكثر دقة وأسرع وأرخص من المسح التقليدي. وبين أن بيانات الهواتف النقالة تفيد جدًا لتخطيط المدينة ولتحليل الأحداث كما هو الحال في الألعاب الآسيوية على سبيل المثال.

واستعرض الدكتور عزيز الجعيد مدير إدارة البيانات الضخمة بالهيئة العامة للإحصاء بالمملكة العربية السعودية، تجربة إحصاءات النقل والمرور من أجهزة الاستشعار عبر مشروع يهدف لاستخدام أجهزة الاستشعار المثبتة من قبل وزارة النقل على الطرق السريعة في المملكة العربية السعودية لإنتاج إحصائيات رسمية عن حركة النقل والمرور.

مواقع التواصل الاجتماعي

وفي الجلسة المتعلقة ببيانات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية تم مناقشة البيانات التي تتكون بشبكات التواصل الاجتماعي عبر تبادل الحوار بين المستخدمين حول المواضيع المتعددة والمشاركة وعرض المواضيع المختلفة وتبادل وجهات النظر بين الجمهور حول مواضيع وقضايا الرأي العام حيث أصبح لهذه المعلومات تأثير مباشر وغير مباشر في صناعة القرار وهذه المصادر أصبحت توفر معلومات هائلة يمكن استخلاص مؤشرات إحصائية ومعلوماتية أولية منها، تفيد المراكز الإحصائية والمعلوماتية فيما يعرف بالإنذار المبكر وغيرها.

و تحدثت الدكتورة أسيل المنصور عن استخدام البيانات الضخمة المتمثلة في بيانات مواقع الويب في إنتاج إحصاءات رسمية عن العروض العقارية الإلكترونية (مثل: سعر العرض للبيع وللإيجار) وذلك لعقارات القطاع السكني. وكذلك العمل على تحقيق تكامل مصادر البيانات المختلفة من خلال بناء مؤشرات جديدة تتكامل مع مؤشرات الرقم القياسي للعقار التي تنتجها الهيئة العامة للإحصاء بالمملكة العربية السعودية.

كميات هائلة

كما تم التطرق إلى مواقع الشبكات العالمية للمعلومات (الانترنت) وما يتوفر بها من كميات هائلة من البيانات الاقتصادية والاجتماعية التي تنتج من خلال المعاملات والخدمات التجارية والاقتصادية. وكيف تعمل المراكز الإحصائية والمعلوماتية على الاستفادة المثلى من هذه المصادر لإنتاج مؤشرات إحصائية عن الضرائب ومؤشرات أسعار المستهلكين والمنتجين وغيرها.

وفيما يخص بيانات الدفع الإلكتروني وبطاقات الائتمان ناقشت الجلسة البيانات التي يتم إنتاجها بكميات هائلة من استخدام بطاقات الائتمان والدفع الإلكتروني في المعاملات التجارية مثل البيع والشراء حيث يمكن من هذه المصادر إنتاج مؤشرات إحصائية عن القوة الشرائية ومعدل استهلاك الأسرة والفرد ومؤشرات اقتصادية أخرى للمراكز الإحصائية والمعلوماتية.

تم خلال الجلسة استعراض عدد من التجارب العالمية في هذا الشأن حيث استعرض توماز سبيه من المكتب الإحصائي في سلوفينيا تجربة إحصاء سلوفينيا في الوظائف الشاغرة كمصدر للبيانات باستخدام تجريد الويب.

وبين أن هناك طرقا مختلفة للوصول إلى البيانات ، أو تجريد الويب لبوابات الوظائف ومواقع المؤسسات أو الوصول المنظم (على سبيل المثال مع بوابة الوظائف ، أو وكالة التوظيف الوطنية ، أو الموردين التجاريين). تختلف طبيعة الوظيفة الشاغرة باختلاف البلدان. يمكن أن تحتوي البيانات على أي نوع من الهياكل ، فقد تكون منظمة أو شبه منظمة أو غير منظمة تمامًا.

وتعتمد جودة البيانات على القدرة على جمع ومعالجة البيانات مسبقًا (تحديد الإعلانات المكررة ، وما إلى ذلك) ويجب ربطها بالسجلات ، بالإضافة إلى الجمع مع مصادر البيانات الإحصائية الأخرى. هذه الاختلافات تجبر أيضًا على تحويل النهج إلى التحليل: من النهج القائم على النموذج إلى النهج القائم على البيانات.

واستعرضت سيليفيا فراسترو نائب مدير عام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المعهد الوطني للإحصاء والجغرافيا في المكسيك. رؤية منقحة لـ «مزاج تويتر في المكسيك» والتي كانت بمثابة نظرة عامة على تمرين عملي قامت به الإدارة لتوليد المعلومات الإحصائية باستخدام بيانات الوسائط الاجتماعية ، ولا سيما تغريدات جغرافية مرجعية ، والتي تقدم في موقع الويب نسبة الإيجابية التي تربط التغريدات مع المشاعر الإيجابية والسلبية.