1438557
1438557
العرب والعالم

الجيش السوري يؤكد تصميمه على مواصلة عملياته العسكرية لاستعادة الأرض

16 فبراير 2020
16 فبراير 2020

أحبط محاولة اعتداء عبر 5 طائرات مسيرة الكترونيا -

دمشق- عمان - بسام جميدة- وكالات:-

تواصل وحدات من الجيش السوري عملياتها الميدانية في ريف حلب وتستعيد مزيدًا من القرى والبلدات هناك من الفصائل المسلحة «جبهة النصرة ومن يواليها» عقب اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيمي «هيئة تحرير الشام» و«الحزب الإسلامي التركستاني» وحلفائهما على البوابة الغربية لحلب.

وأفاد مصدر ميداني لـ(عُمان) أن وحدات الجيش لن توقف عملياتها العسكرية قبل أن تحرر كل شبر من الأرض السورية، وأنها تواصل القتال بكفاءة عالية رغم كل التحديات، وقد استطاعت أمس من التقدم تحت غطاء جوي كثيف في ريف حلب الغربي، وسيطرت على قرية كفر داعل وتل شويحنة وقرية عويجل والسعدية وجمعية الأمين وقرية عاجل، والراشدين الشمالية والمنصورة وجمعية الكهرباء ومدرسة الشرطة ومنطقة البحوث العلمية بريف حلب الغربي، وتتقدم على محور الشيخ عقيل للالتقاء بالوحدات العسكرية المتقدمة من قرية عويجل على الطرف الآخر، والتي بات يفصلها عن محور الشيخ عقيل 8 كيلومترات. وستواصل تقدمها من أجل الوصول إلى بلدات كفر حمرة وحيان وعندان وحريتان. وأضاف المصدر: إن تقدما آخر لوحدات الجيش سجل غرب الطريق الدولي وتحديدا غرب بلدة خان العسل حيث سيطرت وحدات من الجيش السوري على بلدات «عاجل» و«عويجل» و«حلاقيم» و«جمعية الرحال» بعد دحر المسلحين منها.

وفي السياق تصدت وحدات الجيش لهجوم الفصائل المسلحة على مواقعها في محور كفر حلب، وتعاملت مع الهجوم وفق التكتيك المناسب حسب مصادر إعلامية متطابقة، فيما ذكر المرصد السوري المعارض أن هجومًا عنيفًا بدأته الفصائل المسلحة صباح أمس، على محور كفر حلب الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية بريف حلب الغربي، حيث استهلت هيئة تحرير الشام الهجوم بتفجير عربة مفخخة، فيما يترافق الهجوم مع قصف مدفعي تركي مكثف يستهدف كفرحلب وميزناز، كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، على محور الشيخ دامس وركايا سجنة بريف إدلب الجنوبي، في محاولة من قبل القوات الحكومية للتقدم في المنطقة.

وفي هذه الأثناء تواصل القوات التركية تعزيز وجودها في الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، حيث دخل رتل عسكري جديد عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال إدلب، ويتألف الرتل من نحو 70 آلية أغلبها مغلقة مما يرجح أنها تحمل ذخائر وأسلحة، وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت منطقة «خفض التصعيد» خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير الجاري، إلى نحو 2100 شاحنة وآلية عسكرية تركية إلى الأراضي السورية، تحمل دبابات وناقلات جند ومدرعات و«كبائن حراسة» متنقلة مضادة للرصاص ورادارات عسكرية، فيما بلغ عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة أكثر 7000 جندي تركي حسب المرصد السوري المعارض الذي ذكر أن أعداد النقاط التركية في منطقة «خفض التصعيد» وصلت إلى 33. فيما قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوجلو أمس إنه أبلغ نظيره الروسي خلال اجتماع عقد بينهما أمس الأول ضرورة وقف الهجمات في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا فورا وضرورة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار. في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن أعداد النازحين في حلب وإدلب تخطت حاجز المليون شخص، (منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي)، حيث أجبر نحو مليون وخمسة آلاف مدني على النزوح من منازلهم، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، نظرًا لعدم توافر الحد الأدنى من متطلبات الحياة واكتظاظ مناطق النزوح بالمدنيين». وأوضح أن ارتفاع أعداد النازحين جاء مع اتساع رقعة النزوح لتشمل مناطق جديدة بعد فتح القوات الحكومية لجبهات جديدة كمحاولتها التقدم بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي وحصارها مناطق عدة.

إلى ذلك، أحبط الجيش السوري أمس محاولة اعتداء إرهابية عبر 5 طائرات مسيرة الكترونيا على مصفاة حمص.

وذكرت سانا أن وحدة من الجيش تمكنت من تعطيل وإنزال 5 طائرات مسيرة الكترونيا كانت تحاول استهداف مصفاة حمص.

سياسيا، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن سوريا دولة شقيقة ومهمة في محور المقاومة مشددًا على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال لاريجاني في تصريح للصحفيين أمس ، لدى وصوله إلى مطار دمشق الدولي حيث كان في استقباله رئيس مجلس الشعب حموده صباغ.. «لدينا مشاورات مهمة حول قضايا تهم السوريين بحسب الظروف والمستجدات وتطوير العلاقات الثنائية».

بدوره بين رئيس مجلس الشعب في تصريح أن سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية تجمعهما روابط متينة أبرزها محاربة الإرهاب التكفيري والتآمر والحصار الذي يتعرض له البلدان مؤكدًا أن الانتصارات التي تتحقق يوميًا على الأرض دليل واضح على حتمية انتصار الإرادة الصلبة في مواجهة كل هذه المشاريع التآمرية.

وكان لاريجاني صرح للصحفيين في طهران قبيل توجهه إلى دمشق أن التطورات الراهنة في المنطقة تتطلب مشاورات وثيقة بين الدول ومنها سورية وأن زيارته ذات طابع برلماني من جهة وتشمل محادثات مختلفة حول القضايا المهمة في المنطقة.

من جهة أخرى، اتهمت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» التي تسيطر عليها القيادات الكردية، نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بتأزيم الأمور في البلاد.

وقالت «الإدارة الذاتية» في بيان أمس: «في الوقت الذي أكدت الإدارة الذاتية على جاهزيتها من أجل الحوار مع الحكومة ضمن ما يخدم مستقبل الحل الوطني السوري، نجد أن هناك أصواتًا تتعالى من داخل الحكومة لتتحدث بذات العقلية والنهج الذي كان سببًا في تأزيم وتعقد الأمور في سوريا».

واعتبر البيان أن هذه التصريحات لا تتناسب مطلقا مع المرحلة التي تمر فيها سوريا و«تساهم في عرقلة جهود الحوار الوطني السوري»، مشددًا على أن «الخطاب الإعلامي والمواقف الرسمية من مسؤولي الحكومة السورية يجب أن لا تكون بهذه النبرة، مع العلم بأن الإدارة الذاتية مشروع وطني ولا يهدد مطلقا وحدة سوريا وشعبها ولا مستقبل الحل فيها، على عكس النبرة التي تنظر إلى سوريا وكأنها لم تشهد أي تغيير».

وحسب البيان، فإن السنوات التي مضت، أثبتت أنه «لا يمكن صياغة أو إنتاج حل تقليدي بموازاة التعنت والإبقاء على مسببات هذه الأزمة، ومنها بشكل رئيسي تعنت النظام ورغبته في تجاهل التغيير في سوريا».

وكان المقداد قد أعرب أمس الأول عن رفض دمشق فكرة وجود أي إدارة ذاتية كردية في البلاد، مشددًا على وحدة أراضي سوريا بالكامل.