صحافة

آفتاب:الانتخابات وتقرير المصير

16 فبراير 2020
16 فبراير 2020

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (آفتاب) تحليلا قالت فيه: تشهد إيران يوم الجمعة المقبل إجراء انتخابات برلمانية يتنافس فيها حوالي 7200 مرشح من مختلف التيارات السياسية المؤثرة في الساحة، ويعتقد المراقبون أن هذه الانتخابات تحظى بأهمية بالغة كونها تجري في ظلّ ظروف استثنائية تمر بها إيران على أكثر من صعيد خصوصًا فيما يرتبط بالأزمة النووية مع الغرب والتصعيد غير المسبوق بين طهران وواشنطن الذي وصل إلى حدّ استخدام القوة العسكرية ضد الطرف الآخر كما حصل في حادث اغتيال قائد فيلق القدس «قاسم سليماني» على يد القوات الأمريكية، وردّ طهران الصاروخي على هذه العملية باستهداف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق إحداهما قاعدة «عين الأسد». وقالت الصحيفة: إن الانتخابات البرلمانية المقبلة في إيران التي أكد المسؤولون الإيرانيون على ضرورة المشاركة الواسعة فيها ستفرز جملة من الأمور المهمة في مقدمتها أن نتائج هذه الانتخابات ستحدد شكل البرلمان الإيراني القادم وما لذلك من تأثير كبير في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم الشعب الإيراني سواء على مستوى الداخل أو الخارج خصوصا فيما يرتبط بالحظر الاقتصادي الذي تواجهه إيران منذ سنوات طويلة بسبب الأزمة النووية مع الغرب وتحديدًا مع أمريكا، وما تبعه من صعوبات اقتصادية أثّرت على شرائح مهمة في المجتمع والتي تمثلت بارتفاع أسعار العديد من البضائع وهبوط قيمة العملة الوطنية واتساع ظاهرة البطالة وتلكؤ القطّاع الخاص وتراجع فرص الاستثمار في مختلف الميادين. وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الانتخابات البرلمانية القادمة ستقرر أيضا مصير التيارات السياسية الفاعلة في الساحة لوجود تنافس كبير بين هذه التيارات، مؤكدة بأن حسم نتائج هذه الانتخابات سيعتمد بشكل كبير على مدى قناعة الناخب الإيراني بأهمية البرامج والخطط التي طرحها ويطرحها المرشحون خلال فترة الدعاية الانتخابية، بالإضافة إلى نوعية المرشحين ومدى تحليهم بالكفاءة والنزاهة والخبرة والتخصص لتولي مسؤولية تمثيل الشعب في البرلمان القادم، مشيرة في هذا الخصوص إلى أن أعدادا ليست قليلة من البرلمانيين السابقين قد ثبت عدم امتلاكها المواصفات المطلوبة، الأمر الذي جعل الشعب الإيراني يتطلع إلى وجوه جديدة قادرة على تحمل المسؤولية للسنوات الأربعة القادمة من عمر البرلمان الإيراني.

كما شددت الصحيفة على ضرورة أن تكون الشعارات المطروحة من قبل المرشحين قريبة من الواقع وقابلة للتطبيق، منوّهة إلى أن الشعب الإيراني لم يعد يتحمل سماع شعارات غير واقعية ولا تمتلك رصيدًا لترجمتها على أرض الواقع، داعية في الوقت ذاته الناخبين إلى التحلي باليقظة وتوخي الدقة والحذر في انتخاب الأصلح من بين المرشحين والابتعاد كلّيا عن الانتخاب على أساس الولاءات الشخصية والفئوية، باعتبار أن قضية الانتخابات البرلمانية تمثل مفصلا مهما من مفاصل الحياة السياسية في إيران ومن شأنها أن تضع الحجر الأساس لمختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك من خلال القرارات التي سيتخذها أعضاء البرلمان القادم في هذه الميادين، مشددة كذلك على ضرورة رفع مستوى التنسيق والتعاون بين الجهات ذات العلاقة بالقطّاعات المذكورة خصوصا اللجان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية في البرلمان والحكومة على حدّ سواء.