صحافة

فلسطين :لماذا تأجَّل ضم الأغوار والمستوطنات إلى ما بعد الانتخابات؟

14 فبراير 2020
14 فبراير 2020

في زاوية مقالات وآراء كتب الدكتور فايز أبو شمالة مقالاً بعنوان: لماذا تأجَّل ضم الأغوار والمستوطنات إلى ما بعد الانتخابات ، جاء فيه: لم يأتِ تأجيل ضم الأغوار والمستوطنات لـ(دولة إسرائيل) إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية احتراماً للعرب، ولم يكن التأجيل خشية من غضب السلطة الفلسطينية، ولا خوفًا من ردة فعل المجتمع الدولي ضد الاحتلال، تأجيل ضم المستوطنات والأغوار لمدة شهر جاء بقرار من الرئيس الأمريكي، كي لا يبدو منحازاً مع حزب في (إسرائيل) ضد حزب آخر، ذلك الانحياز الذي بدا واضحاً من خلال توقيت إعلان صفقة القرن.وللتأكيد على ما سبق، فقد تراجع السفير الأمريكي في (إسرائيل) ديفيد فريدمان عن تصريحه الذي أعطى فيه الضوء الأخضر للحكومة الإسرائيلية بالشروع في ضم غور الأردن والمستوطنات اليهودية إلى (إسرائيل)، وأعلن عشية ضجيج الضم الحكومي عن معارضة أمريكا للضم قبل الانتخابات الإسرائيلية، لأن ذلك يضر بالصفقة.

وتم تأجيل جلسة اجتماع الحكومة الإسرائيلية التي استعدت للموافقة على الشروع بالضم، وبلع حلفاء نتانياهو في الائتلاف الحاكم ألسنتهم، وما عادوا يتفاخرون بالبدء بتنفيذ الصفقة، والتزموا بالقرار الأمريكي الذي أضر بالحملة الانتخابية لحزب الليكود وحلفائه.

تأجيل ضم الأغوار كان رشوة سياسية من ترامب إلى حزب أزرق أبيض، رشوة تؤكد حرص الرئيس الأمريكي على علاقة متوازنة بين الحزبين الكبيرين المتنافسين في الانتخابات، علاقة تمكن إدارة ترامب فيما بعد من الضغط على كلا الحزبين الكبيرين للتوافق على تشكيل حكومة مشتركة، تجنب (إسرائيل) جولة رابعة من الانتخابات، وتسمح لكلا الحزبين بالعمل معاً لدعم صديق (إسرائيل) ترامب في حملته الانتخابية التي صارت على الأبواب.

فوز ترامب مصلحة إسرائيلية تجمع عليها كل الأحزاب الإسرائيلية الطامعة بضم الضفة الغربية، بما في ذلك حزب أزرق أبيض، الذي أعلن زعيمه بيني جينتس تأييده لضم المستوطنات وغور الأردن، ولكن بعد الانتخابات، وليس قبلها، وأعلن أنه سيطبق صفقة القرن كاملة في حال فوز حزبه بالانتخابات، وأزعم أن هذا التصريح قد جاء رسالة شكر لترامب، ورد جميل لقراره بتأجيل الضم إلى ما بعد الانتخابات، ولا سيما بعد تأكيد زعيم حزب أزرق أبيض أنه لن يشكل حكومة مع القائمة العربية المشتركة.