1436289
1436289
العرب والعالم

اتفاق سلام محتمل بين أمريكا وطالبان.. فبراير الحالي

12 فبراير 2020
12 فبراير 2020

الـ«ناتو» رحب بالتقدم في المفاوضات -

بروكسل-كابول- (وكالات): قال مصدران في الحكومة الأفغانية ودبلوماسي غربي أمس: إن من الممكن توقيع اتفاق سلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في فبراير الحالي إذا قلصت الحركة الهجمات بوضوح وإن الاتفاق يمكن أن يفضي إلى سحب قوات أمريكية من أفغانستان.

جاء الإطار الزمني الذي حددته المصادر بعد يوم من قول الرئيس الأفغاني أشرف غني إن هناك انفراجة محتملة في المحادثات بين أمريكا وطالبان في قطر.

ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود لأسباب منها مطلب أمريكي بموافقة الحركة على تقليص الهجمات بشدة في إطار أي اتفاق على انسحاب القوات الأمريكية.

وقال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في العاصمة القطرية الدوحة إنه تم إحراز تقدم لكنه رفض ذكر المزيد من التفاصيل.

وتستضيف الدوحة المحادثات بين الطرفين المتناحرين منذ 2018 على الرغم من استمرار القتال في أفغانستان الذي أدى إلى مقتل المئات من المدنيين والجنود مع بسط طالبان سيطرتها على أراضٍ هناك.

وقال مسؤول أفغاني ثالث: إن الولايات المتحدة وافقت من حيث المبدأ على إبرام اتفاق لكنها لن توقعه حتى تظهر طالبان أنها خفضت العنف.وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن اتفاقا قد يبرم هذا الشهر.

وقال دبلوماسي غربي في كابول: إن المفاوضين الأمريكيين يعملون على خطة تقضي بموافقة طالبان على خفض العنف لعشرة أيام على الأقل دون أي انتهاك كبير.

وأضاف المصدر مشترطا عدم الكشف عن اسمه «بعد تلك الأيام العشرة يمكن للجانبين إجراء محادثات وترتيب خطط لحوار بين الأفغان».

ويوجد في الوقت الحالي نحو 13 ألف جندي أمريكي وآلاف الجنود الآخرين من حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بعد 18 عاما من غزو نفذه تحالف تقوده الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة في واشنطن ونيويورك.وقال الدبلوماسي إن الولايات المتحدة تسعى لخفض عدد القوات إلى نحو تسعة آلاف.

وقال مسؤولون أفغان: إن أنباء إبرام اتفاق محتمل لخفض العنف تأتي في ظل استمرار هجمات طالبان التي تسيطر على نحو 40% من افغانستان .

وقال قيادي بطالبان اشترط عدم ذكر اسمه «سنوقف كل الهجمات في مقابل التزام الولايات المتحدة بوقف كل عملياتها ضدنا في أفغانستان».

وسلم رجال دين في طالبان رسالة قوية هذا الشهر إلى الولايات المتحدة عبر فريق التفاوض التابع لهم وطلبوا منهم إبرام اتفاق سلام قبل بدء «موسم القتال» في الربيع.

وقال قيادي آخر في طالبان «أضاعت (الولايات المتحدة) الكثير من وقتنا وطاقتنا تحت مسمى محادثات السلام. على القيادة أن تقرر إن كانت ستبرمه (الاتفاق) أم ستوقف عملية السلام للأبد وتهتم بساحة القتال». وقال مسؤول أفغاني رفيع المستوى معني بشؤون الدفاع إن كابول مستعدة لمواصلة القتال إذا فشلت المحادثات.

ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج أمس بالتقدم نحو التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان في أفغانستان، إلا أنه أكد ضرورة أن تخفض الحركة المسلحة هجماتها.

وبموجب الاتفاق المرتقب تسحب الولايات المتحدة آلاف الجنود من أفغانستان مقابل أن توفر طالبان مختلف الضمانات الأمنية وتبدأ محادثات في نهاية المطاف مع حكومة كابول.

وصرح ستولتنبرج لدى وصوله إلى اجتماع وزراء دفاع دول الناتو الذي سيناقش مهمة الحلف للتدريب والدعم في أفغانستان اليوم «نرحب بأي خطوة يمكن أن تؤدي إلى خفض العنف».

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أفغان وأمريكيين قولهم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم موافقة مشروطة على اتفاق مع طالبان في إطار مساعيه لإنهاء أطول حرب أمريكية.إلا أن التقدم لا يزال هشا إذ وقع هجوم انتحاري دام في كابول أمس الأول أكد التهديد المستمر للعنف، وقال ستولتنبرج: إن على الجهاديين الوفاء بوعودهم.

وأضاف «على طالبان أن تظهر إرادة حقيقية وقدرة على خفض العنف لإتاحة المجال لأي تقدم نحو التوصل إلى حل سلمي دائم ومستدام في أفغانستان». ومن شأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار على الأرض أن يتيح للأمريكيين البدء بسحب آلاف الجنود من أفغانستان.

وكانت الولايات المتحدة وطالبان على وشك تحقيق انفراج في سبتمبر الماضي قبل أن يوقف ترامب المفاوضات في اللحظات الأخيرة بسبب استمرار عنف طالبان.

على صعيد آخر ذكر مصدر بوزارة الشؤون الخارجية الأفغانية أمس أن الوزارة سحبت سفيرة أفغانستان لدى إيطاليا، هيلينا مالكيار ونائبها، ووافق الرئيس الأفغاني أشرف غني على ذلك الإجراء طبقا لما ذكرته قناة «طلوع نيوز» التلفزيونية الأفغانية أمس. وأضافت القناة التلفزيونية أنها حصلت قبل حوالي أسبوعين على وثيقة، أمر فيها القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني، هارون شاخانسوري ستة دبلوماسيين أفغان في إيطاليا بالعودة إلى أفغانستان، خلال 48 ساعة.

وذكرت مصادر أن الدبلوماسيين الستة، من بينهم السفيرة الأفغانية، هيلينا مالكيار، يؤلفون تقريبا من جميع موظفي السفارة الأفغانية في إيطاليا، وتشمل المجموعة بعض الدبلوماسيين، الذين تم تعيينهم في السفارة قبل بضعة أسابيع فحسب.

وذكرت المصادر أنه تم اتخاذ القرار من قبل وزارة الشؤون الخارجية، بعد توتر العلاقة بين الدبلوماسيين الأفغان والسفيرة الأفغانية.