1435472
1435472
العرب والعالم

الرئيس الفلسطيني يدين خطة السلام الأمريكية ويتعهد بمقاومتها

11 فبراير 2020
11 فبراير 2020

أكد استعداده لبدء مفاوضات إذا وجد الشريك الحقيقي -

نيويورك - رام الله - عمان - وكالات: أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي مساء أمس.وقال عباس «إنها خطة إسرائيلية - أمريكية استباقية لإنهاء القضية الفلسطينية، لقد رفضناها لأنها تعتبر أن القدس الشرقية لم تعد تحت سيادة دولة فلسطين، هذا بمفرده يكفي بالنسبة لنا لرفض هذه الخطة». وأكد عباس «سنقاوم تطبيقها على الأرض».

وشبه عباس خريطة الخطة بـ«الجبن السويسري» قائلا «من منكم سيقبل بدولة مشابهة وظروف مشابهة؟».

وقال عباس، إن الخطة الأمريكية المطروحة احتوت على 311 مخالفة للقانون الدولي، مؤكدا أنها لا يمكن أن تحقق السلام والأمن، لأنها ألغت قرارات الشرعية الدولية وسنواجه تطبيقها على الأرض.

وأضاف ، أن الرفض الواسع لهذه الصفقة يأتي لما تضمنته من مواقف أحادية الجانب، ومخالفتها الصريحة للشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية، وألغت قانونية مطالب شعبنا في حقه المشروع في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله في دولته، وشرعت ما هو غير قانوني من استيطان واستيلاء وضم للأراضي الفلسطينية. وشدد على وجوب عدم اعتبار هذه الصفقة أو أي جزء منها، كمرجعية دولية للتفاوض، لأنها أمريكية - إسرائيلية استباقية، وجاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لن يجلب الأمن ولا السلام للمنطقة، مؤكدا عدم القبول بها، ومواجهة تطبيقها على أرض الواقع.

وقال إن السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي ما زال ممكنا وقابلا للتحقيق، داعيا لبناء شراكة دولية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم، الذي ما زلنا متمسكين به كخيار استراتيجي.

وأضاف: قمنا بالفعل بخطوات تاريخية حرصا على تحقيق السلام، وتجاوبنا مع جهود الإدارات الأميركية المتعاقبة، والمبادرات الدولية، وكل الدعوات للحوار والتفاوض، إلا أنه لم يعرض علينا ما يلبي الحد الأدنى من العدالة لشعبنا، وكانت حكومة الاحتلال الحالية هي التي تفشل كل الجهود.

وأكد رفض مقايضة المساعدات الاقتصادية بالحلول السياسية، لأن الأساس هو الحل السياسي.

ودعا الرباعية الدولية ممثلة بالولايات المتحدة وروسيا الاتحادية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأعضاء مجلس الامن لعقد مؤتمر دولي للسلام، وبحضور فلسطين وإسرائيل والدول الأخرى المعنية، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، ورؤية حل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وذلك بإنشاء آلية دولية أساسها الرباعية الدولية لرعاية مفاوضات السلام بين الجانبين.

وجدد عباس التاكيد على عدم قبول وساطة أمريكا وحدها، داعيا المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال لوقف ممارساتها الاحتلالية وقراراتها المتواصلة في ضم الأراضي الفلسطينية وفرض السيادة عليها، التي حتماً تدمر بشكل نهائي كل فرص صنع السلام الحقيقي.

وأكد أنه يمد يده للسلام محذرا من ضياع الفرصة الأخيرة، وأنه مستعد لبدء مفاوضات فورا إذا وجد شريك حقيقياً في إسرائيل لصنع سلام حقيقي للشعبين.

وقال : إن شعبنا لم يعد يتحمل استمرار الاحتلال، والوضع أصبح قابلا للانفجار، وللحيلولة دون ذلك لا بد من تجديد الأمل لشعبنا وكل شعوب المنطقة في الحرية والاستقلال وتحقيق السلام.

وأضاف مخاطبا الشعب الإسرائيلي: إن مواصلة الاحتلال والاستيطان والسيطرة العسكرية على شعب أخر لن يصنع لكم أمناً ولا سلاماً، فليس لدينا سوى خيار وحيد لنكون شركاء وجيراناً كل في دولته المستقلة وذات السيادة، فلنتمسك معاً بهذا الخيار العادل قبل فوات الأوان.

وجدد عباس التأكيد على أن صراعنا ليس مع أتباع الديانة اليهودية، ولكن مع من يحتل أرضنا، لذلك سنواصل مسيرة كفاحنا لإنهاء الاحتلال وتجسيد دولتنا الفلسطينية، مشددا على أن شعبنا لن يركع ولن يستسلم. واختتم الرئيس الفلسطيني كلمته قائلا: «حذار أن يقتل الأمل لدى شعبنا الفلسطيني».

في السياق تظاهر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، أمس الثلاثاء،رفضا لخطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا باسم «صفقة القرن». وانطلقت تظاهرات من عدة مناطق في الضفة الغربية، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تحتج على الخطة الأمريكية، من بينها «فلسطين ليست للبيع»، و«مؤامرة صفقة القرن لن تمر»، وأخرى تندد بالسياسات الأمريكية «المنحازة» لصالح إسرائيل،وأقيم مهرجان مركزي وسط مدينة رام الله عقب التظاهرات. وأعلنت الحكومة الفلسطينية تعليق الدوام الحكومي لإفساح المجال أمام الموظفين للمشاركة في المهرجان كما جهزت المحافظات وسائل النقل لنقل المواطنين من مدنهم إلى مدينة رام الله.

من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال المهرجان الخطابي في رام الله، إن الفلسطينيين «متحدون خلف قيادتهم في رفض الخطة الأمريكية والعمل لإسقاطها».

وأضاف اشتية «لسنا عدميين لا نقول لا فقط بل نقول نعم للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين، ونحن اليوم في موقف وحدوي استثنائي وكل الفصائل موحدة». وأكد قدرة الفلسطينيين على إسقاط «كل المشاريع التصفوية ضد القضية الفلسطينية»، مشيدا بموقف شعوب دول العالم وحكوماتها المساند للموقف الفلسطيني والرافض للخطة الأمريكية.

بدوره، قال نائب رئيس حركة (فتح) محمود العالول، إن الفلسطينيين متوحدون في رفض صفقة القرن الأمريكية.

وأضاف العالول أنه لا يمكن لأي فلسطيني القبول بالخطة الأمريكية «التي تستهدف الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها القدس المحتلة عاصمة دولة فلسطين».

وأشار إلى أن الفلسطينيين يتعرضون لضغوطات اقتصادية كبيرة وتصعيد لـ«هجمة» إسرائيل الاستيطانية «لكنهم صامدون في وجه مؤامرات استهداف قضيتهم».

ودعا القيادي في حركة فتح إلى موقف عربي وإسلامي مساند للقضية الفلسطينية، قائلا: «نأمل أن لا تتمكن واشنطن من تمرير صفقتها عبر أي من الأشقاء العرب والمسلمين». وفي السياق،أكد منسق القوى والفصائل في الضفة الغربية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل ابو يوسف،أن رفض الخطة الأمريكية محل إجماع كامل من الفصائل الفلسطينية.

وفي غزة، تظاهر مئات الفلسطينيين وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية وسط هتافات تؤكد على رفض خطة السلام الأمريكية وأخرى تتمسك بالحقوق الفلسطينية.