1435364
1435364
العرب والعالم

إنذار تركي جديد لدمشق وإسقاط مروحية في إدلب

11 فبراير 2020
11 فبراير 2020

الجيش السوري يستعيد السيطرة الكاملة على طريق استراتيجي -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات :-

وجهت أنقرة أمس إنذاراً جديداً لدمشق في حال شنتّ هجوماً آخر ضد قواتها المنتشرة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث قتل طياران سوريان جراء إسقاط مروحيتهما في حادثة نسبها المرصد السوري لحقوق الإنسان للقوات التركية.

وفي ديسمبر الماضي بدأت قوات الجيش السوري بدعم روسي هجوماً واسعاً في في مناطق في إدلب وجوارها تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى معارضة أقل نفوذاً، دفع بنحو 700 ألف شخص للنزوح عنها. كما أسفر عن سقوط مئات القتلى، آخرهم 12 مدنياً أمس الأول.

وحققت قوات الجيش السوري هدفاً طال انتظاره بسيطرتها، وللمرة الأولى منذ عام 2012، على كامل طريق حلب - دمشق الدولي.

وبعد أسابيع من القصف والمعارك، تشهد المنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي توتراً ميدانياً قل مثيله بين أنقرة ودمشق تخللته مواجهات أوقعت قتلى بين الطرفين، آخرها أمس الأول.

وقتل جنديان سوريان أمس جراء إسقاط مروحيتهما قرب منطقة قميناس في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وفق المرصد السوري الذي قال إن القوات التركية استهدفت المروحية بصاروخ. وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان جثتي الطيارين وبقايا المروحية المحطمة.

وذكرت وزارة الدفاع التركية إنها تلقت معلومات تفيد بأن «مروحية تابعة لسوريا تحطمت» من دون أن تتبنى مسؤولية إسقاطها، فيما قالت وسائل إعلام تركية أن المروحية سقطت بنيران الفصائل.

واتهم مصدر رسمي في الخارجية السورية، وفق ما نقلت وكالة الإعلام الرسمية (سانا)، تركيا بمحاولة «إنقاذ .. المجموعات الإرهابية» عبر نشر المزيد من القوات التركية في المنطقة واستهداف «بعض النقاط العسكرية».

وركزت قوات الجيش السوري هجومها بداية على ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي ثم ريف حلب الجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر طريق «إم 5» الدولي الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

وإثر تقدم جديد غرب مدينة حلب، أفاد المرصد السوري أمس عن سيطرة قوات الجيش السوري على كامل الطريق الدولي للمرة الأولى منذ العام 2012.

ووثق المرصد أمس مقتل 12 مدنياً، نحو نصفهم من الأطفال، في غارات شنتها الطائرات الحربية السورية مستهدفة مدينة إدلب، مركز المحافظة.

كما دفع الهجوم بمئات الآلاف للفرار في أكبر موجة نزوح منذ بدء النزاع قبل نحو تسع سنوات، وفق الأمم المتحدة.

وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون لوكالة فرانس برس «خلال عشرة أسابيع فقط، ومنذ الأول من ديسمبر الماضي نزح حوالي 690 ألف شخص من منازلهم في إدلب والمناطق المحاذية لها». وأفاد مراسل لفرانس برس في بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي عن استمرار فرار مدنيين من المنطقة، منهم من ينزح سيراً على الأقدام، حاملين القليل من حاجياتهم.

وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثر خيما تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء أو في سياراتهم أو في أبنية مهجورة قيد الإنشاء وفي مدارس وحتى جوامع. من جانب آخر أكد الدكتور زاهر اليوسفي عضو لجنة الشؤون العربية والخارجية في البرلمان السوري في تصريح خص به صحيفة عُمان، إن العدوان التركي والتوتر الذي تشهده جبهتي إدلب وحلب من قبل الفصائل المدعومة من تركيا تأتي نتيجة للانتصارات الساحقة والسريعة والمتلاحقة للجيش السوري على جبهتي ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حلب الجنوبي الغربي ومحاصرة نقاط المراقبة التركية وانهيار العصابات الإرهابية وتقهقرها أمام ضربات الجيش السوري طار صواب العدو التركي الضامن والراعي والداعم لتلك العصابات الإرهابية فقام بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الداخل السوري لرفع معنويات أزلامه هناك، وبالرغم من تحذيرات الجيش العربي السوري المتكررة بأن أي تدخل تركي سيتم الرد عليه بقوة وحزم، إلا أنه قام بالاعتداء على بعض نقاط قواتنا المسلحة التي قامت بالرد مباشرة ، وأنزلت في صفوفه خسائر فادحة، وتلك رسالة قوية تنذر التركي بأن عدوانه لن يمر مرور الكرام لأن الجيش جاهز لرد عدوانه ومصمم على تطهير إدلب وكل سورية من الإرهاب وداعميه، والتقدم الذي يحرزه الجيش كل يوم ماهو إلا دليل على أن استعادة إدلب وباقي المناطق من رجس الإرهابيين وداعميهم بات قريبا جدا، وخطوات الضامن التركي باتت مكشوفة للجميع، والمفاوضات التي يقوم بها لكسب الوقت فقط، ولكن كل ذلك لن يثني الجيش السوري عن متابعة انتصاراته واستعادة أراضيه.

وفي هذا الصدد أفاد مصدر ميداني لعُمان أن معارك عنيفة تدور بين وحدات من الجيش السوري وبين الفصائل المسلحة من تنظيم «هيئة تحرير الشام» و«أجناد القوقاز» و«الحزب الإسلامي التركستاني» وبمساندة من القوات التركية على محور بلدة «النيرب» غرب سراقب بريف إدلب الشرقي وإن وحدات من الجيش السوري تتصدى لمحاولة الهجوم وسط تبادل كثيف لقصف مدفعي وصاروخي فيما يقوم الطيران الحربي السوري الروسي المشترك، بتنفيذ سلسلة من الغارات الجوية باتجاه مواقع المسلحين ومحاور هجومهم على امتداد خطوط الاشتباك في المنطقة. إلى ذلك، أفاد مصدر ميداني لعُمان إن وحدات الجيش السوري واصلت عملياتها الحربية ضد تنظيم جبهة النصرة ومن يواليه، وتقدمت في ريفي حلب وإدلب، وحررت قرى كفر حلب وكماري وقناطر غرب الطريق الدولي حلب إدلب بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها بعد أقل من 24 ساعة على تحرير قرى البوابية والكسيبية وتل حدية والزربة والبرقوم ومركز البحوث الزراعية (ايكاردا) بريف حلب الجنوبي الغربي.

وأضاف المصدر أن وحدات الجيش نفذت رمايات كثيفة بسلاح الراجمات ضد المجموعات الإرهابية وتحصيناتها في قرية معرة النعسان ومواصلة التقدم على محور طريق حلب دمشق انطلاقاً من جسر البرقوم 17 كم عن مدينة حلب وباقي محاور الاشتباك على اتجاه المدينة.