1434308
1434308
الرئيسية

رؤى السلطان قابوس تقود قطاع الغاز إلى المزيد من التقدم .. وتساهم في تنويع مصادر الدخل

11 فبراير 2020
11 فبراير 2020

أكد أن مصادر الطاقة في عمان كافية للتطوير الصناعي -

كتبت - رحمة بنت علي الكلبانية -

برؤى مستقبلية واعدة ونهج مدروس قاد جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- قطاع الغاز إلى نمو مستمر مما انعكس إيجابًا على قطاعات الصناعة والتنويع الاقتصادي وعلى رفاهية وخدمة الإنسان والمواطن على أرض السلطنة.

وكان جلالته قد أكد على أهمية هذا المورد المهم في تعزيز الاقتصاد العماني، حين قال -طيب الله ثراه- في خطاب العيد الوطني السابع: «إن مصادر الغاز الطبيعي في عمان كافية لتمد السلطنة بالطاقة اللازمة للتطوير الصناعي .. هذه كلها موارد قيمة ستستغل إلى أقصى حد في التخطيط الهادف إلى تنويع مصادر دخلنا وتحقيق نمو سريع لاقتصادنا الوطني».

وقد شهدت السلطنة نموًا مطردًا في الإنتاج فقد شهد العام الماضي نموًا في الإنتاج المحلي بنسبة 0.8% حيث ارتفع من 41844 مليون متر مكعب في نهاية نوفمبر 2018، إلى 42194 مليون متر مكعب حتى نوفمبر 2019.

وأشارت آخر الإحصائيات الصادرة في نهاية نوفمبر العام الماضي إلى أن المشاريع الصناعية تستحوذ على ما نسبته 3.8% من استخدامات الغاز الطبيعي بالسلطنة، حيث بلغت الاستخدامات للمشاريع الصناعية 26 مليارًا و87 مليون متر مكعب، وبلغ إجمالي استخدام المناطق الصناعية في السلطنة، ويشمل شركة عُمان للتعدين، وأسمنت عمان 138 مليون متر مكعب.

وبلغت استخدامات حقول النفط من الغاز الطبيعي 8 مليارات و886 مليون متر مكعب بارتفاع نسبته 1.5 بالمائة عن نهاية نوفمبر 2018م، حيث تشمل الاستخدامات الفاقد وفروقات العداد ومعامل التقلص. وبلغ الإنتاج غير المصاحب للغاز الطبيعي شاملا الاستيراد 34 مليارًا و550 مليون متر مكعب فيما بلغ الإنتاج المصاحب للنفط 7 مليارات و644 مليون متر مكعب.

رؤى واعدة

وانطلاقًا من الأساس المتين الذي بناه القائد الراحل، يستمر قطاع الغاز في النمو والتوسع، مع توقعات واعدة بارتفاع الإنتاج مع انطلاق المشاريع والخطط التي يتم العمل عليها في الوقت الحالي، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز في السلطنة على مدى السنوات الأربعة المقبلة بمقدار 47 مليار قدم مكعب عن مستواه الحالي، وأن تعزز الزيادة هذه الزيادة الإنتاج حصة الغاز في مزيج الوقود في البلاد بنسبة 15٪ (من 35٪ في عام 2015 إلى 50٪ بحلول عام 2025). وذلك وفقًا للتقرير الأخير الصادر عن الشركة العربية للاستثمارات البترولية (ابيكورب).

ومن جانبه، أكد المهندس يوسف بن محمد العجيلي، رئيس شركة بي. بي. عُمان في تصريحات له على هامش أحد مؤتمرات القطاع على أن مستقبل الغاز يعد واعدًا، وهو مصدر موجود ومن المتوقع أن يزداد الطلب عليه عالميًا بنسبة 50% حتى 2040.

تاريخ الإنتاج

ويعود تاريخ اكتشاف الغاز في السلطنة إلى عام 1962 بعد العثور على كميات منه، وفي 1978 تم افتتاح أول محطة كبرى لمعالجة الغاز الطبيعي في حقل جبال، تلى ذلك افتتاح خط أنابيب الغاز من مريرات إلى صحار بطول 226 كم، وفي 1984م وقعت الحكومة اتفاقية مع شركة تنمية نفط عُمان لإجراء استكشافات جديدة عن الغاز الطبيعي لمدة عشر سنوات.

ومنذ نهاية الثمانينات من القرن الماضي توالت الاكتشافات والمشاريع المعززة لإنتاج الغاز، ففي عام 1989 تم اكتشاف كميات كبيرة من الغاز الطبيعي في حقل سيح نهيدة، وخلال عامي: 1990 و1991م تم اكتشاف الغاز الطبيعي غير المصاحب للنفط في حقلي: بارك وسيح رول، وفي عام 1994م، وفي العام نفسه انتهى العمل في مشروع غاز البيوتين في حقل جبال، وفي عام 1996م بدأ بناء محطة معالجة الغاز المركزية في سيح رول وتمديد خط أنابيب الغاز إلى محطة الغاز الطبيعي المسال في قلهات، إضافة إلى التوقيع على اتفاقية تطوير حقول الغاز بوسط عُمان مع شركة تنمية نفط عُمان، وفي عام 1999م افتتحت ثاني محطة كبرى لمعالجة الغاز في سيح رول وبدأ تشغيل محطة الغاز التابعة لحقل بارك، وتفعيل وصله خط أنابيب الغاز بوسط عُمان.

وقد تم تصدير الشحنة الأولى من الغاز الطبيعي المسال في عام 2000م وتولت بعدها شركة الغاز العُمانية إدارة نظام نقل الغاز الطبيعي في شمال عُمان عوضًا عن شركة تنمية نفط عُمان.

مشروع غزير

وتتوالى مسيرة الإنجازات التي تقودها شركات النفط والغاز في السلطنة على النهج الذي رسمه لها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- ففي مشروع تطوير الغاز في مربع منطقة الامتياز ٦١ (حقل غزير) يشارف العمل في المرحلة الثانية على الانتهاء، ومن المتوقع أن يتم تشغيلها في 2021، حيث ستضيف المرحلة الثانية حوالي نصف مليار قدم مكعب من الغاز، وأكثر من 15 ألف برميل من المكثفات يوميا، وكان الإنتاج من حقل خزان قد بدأ في سبتمبر ٢٠١٧.

مشروع تيسير

وفي 2014، تم اكتشاف حقل الغاز الحمضي «تيسير» جنوب السلطنة والذي تم تطويره بمحطة معالجة إنتاج مبدئية لمعالجة الغاز والمكثفات التي تحتوي على نسبة 4% من غاز كبريتيد الهيدروجين لإنتاج 35 مليون قدم مكعب من الغاز و4.400 برميل يوميًا من المكثفات لتصبح المحطة الأولى في إنتاج كميات من الكبريت تصل إلى 60 طنا يوميا. وقد استغرق استكمال تنفيذ المشروع أربع سنوات فقط بعد إعلان نتائج الاكتشاف، عندما تمت دراسته واتخاذ قراره الاستثماري في نهاية عام 2016 ثم البدء في التنفيذ في بداية عام 2017 ليستكمل المشروع محققًا الهدف صفر في إحصائيات الصحة والسلامة مجتازًا ٣ ملايين ساعة عمل آمنه. تم تسليم المشروع في نهاية عام 2018 ليبدأ التشغيل وإنتاج الغاز والمكثفات في بداية هذا العام 2019 بتكلفة إجمالية بلغت حوالي 350 مليون دولار أمريكي لعشر سنوات قادمة.

مشروع صلالة للغاز البترولي المسال

ويهدف مشروع صلالة للغاز البترولي المسال بدوره للاستفادة من موارد الغاز ودعم البنية الأساسية لنقل الغاز في السلطنة باستثمار بلغت تكلفته حوالي 826 مليون دولار أمريكي منها 200 مليون دولار، سوف يتم إنفاقها داخل السلطنة كقيمة محلية مضافة، وتشير التقديرات أن تصل الإيرادات إلى حوالي 200 مليون دولار أمريكي سنويًا من خلال بيع 300 ألف طن سنويًا من الغاز البترولي المسال والمكثفات، ومن المتوقع استكمال المشروع وتصدير أول شحنة من المكثفات البترولية في الربع الثالث من العام الجاري.

وعلى صعيد آخر، تتوقع مجموعة OQ المشغلة للمشروع أن يبدأ التشغيل التجاري لمشروع خطوط أنابيب الدقم بنهاية العام الجاري، حيث تبلغ قيمة مد خطوط الأنابيب 75.4 مليون دولار، والغاز بقيمة 23 مليون دولار، بطاقة إنتاجية تصل لـ25 مليون متر مكعب يوميا.

العمانية للغاز الطبيعي المسال

وجاء تأسيس الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بموجب مرسوم سلطاني سامي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -طيب الله ثراه- بإصداره في فبراير 1994. وقد بلغت نسبة التعمين في الشركة العمانية للغاز المسال 87% من إجمالي 667 موظفًا، وأوضح التقرير السنوي بأن 80.01% من العاملين في الأعمال الرئيسية للمشاريع التي تعمل عليها الشركة في الوقت الحالي هم من العمانيون، في حين أن معظم الوظائف التي يشغلها الوافدون مؤقتة ومرتبطة بفترة تنفيذ تلك المشاريع فقط.

وبلغ صافي دخل الشركة العمانية للغاز المسال خلال عام الماضي 642 مليون دولار أمريكي بعد خصم الضرائب وقيمة إيرادات بلغت 2.196 مليون دولار. وتستثمر الشركة أكثر من 350 مليون دولار أمريكي في 6000 مشروع ومبادرة اجتماعية في جميع أنحاء السلطنة، وخصصت 1.5% من صافي أرباح الشركة لبرامج الاستثمار الاجتماعي.