1434602
1434602
المنوعات

«طفـيلي» يصنع تاريخاً جديداً لجائزة الأوسكار .. و«خواكين فينيكس» ورقة الجوكر الرابحة

10 فبراير 2020
10 فبراير 2020

ضمن النسخة الثانية والتسعين لأبرز الأحداث السينمائية -

متابعة:شذى البلوشية -

قد تخيب التوقعات وقد تصيب، ولكن الاحتمالات الضئيلة قد ترتفع في لحظة فتصيب بها قمة الهرم، فتشكل حالة من السعادة العارمة، ولكن الأجمل في عالم التوقعات أن تدخلها بالورقة الرابحة، فتكون على ثقة تامة أن سباق المنافسة لن ينتهي إلا بالفوز.

سيناريوهات سنوية تتكرر كل عام لحظة انتظار إعلان جائزة «الأوسكار»، فيمكن أن يرتفع حاجباك، وتتسع حدقة عينيك اندهاشًا بفوز عمل، بعد أن كانت الأنظار والأضواء مسلطة على آخر، ويصاحبك في لحظة أخرى شعور بالانتصار بعد أن راهنت على فوز ما، وصدقت توقعاتك، وحصلت أنت نفسك على «أوسكار الرهان».

فوز الفيلم الكوري الجنوبي «طفيلي» (باراسايت) نقطة تحول كبيرة في عالم الجوائز العالمية، فقد أعلنت أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية مساء أمس الأول في مسرح دولبي بلوس أنجلوس فوز الفيلم الكوري الجنوبي، محطما منافسيه، ومقدما السينما الكورية الجنوبية للعالمية، ليصنع تاريخا جديدا في جوائز الأوسكار، ويصبح أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يحصد اللقب.

فيلم «طفيلي» تدور أحداثه حول عائلة عاطلة عن العمل، تُقيم داخل شقة فقيرة، تتغير حياتهم كُليًا عندما يلتحق الابن بوظيفة مدرس لابنة عائلة ثرية، وسرعان ما يصير جميع أفراد اﻷسرة الفقيرة عاملين لدى اﻷسرة الثرية.‎

حصل الفيلم على أربع جوائز أوسكار شملت: «أفضل مخرج»، و«أفضل سيناريو» لبونج جون هو، و«أفضل فيلم روائي دولي»..

وقال بونج وهو يتسلم جائزة أفضل مخرج «لم أتخيل أني سأفوز». وأبدى احترامه لزملائه الأربعة الآخرين الذين رشحوا للجائزة قائلا «أتمنى لو حصلت على منشار وقسمت الأوسكار إلى خمسة (أجزاء) وتقاسمتها معكم جميعا».

الجوكر.. يحقق التوقعات

وفاز خواكين فينيكس بأول جائزة أوسكار عن أدائه دور البطولة في فيلم «الجوكر»، ليحقق التوقعات العالمية، وينتزع اللقب من منافسيه بجدارة أدائه المؤثر في الفيلم، فقد أدى شخصية الجوكر، ولم يكتف بالأداء فحسب، بل تقمصها واشتغل على نفسه ليتقن الدور، مؤديًا دور المهرج الفاشل الوحيد والمنعزل الذي يشق طريقه للشهرة من خلال ممارسة العنف والقتل، وهذا ما جعل الفيلم ينقسم من ناحية التقييم الجماهيري إلى مؤيد ومعارض، وهو ما جعله يقول عند إعلان نتيجة فوزه بالجائزة أنه يشعر بالامتنان لفوزه بالجائزة ولكنه لا يشعر بأنه مفضل عند أي شخص موجود في الحفل، وأن جميع الموجودين وهو منهم يشتركون في حب الفيلم.

ولعلّ قوله نابع من تواضعه أو ربما خجله، إلا أن المتأمل في تفاصيل أدائه للفيلم يدرك أحقيته في الحصول على الجائزة، كما أن تقمصه لهذا الدور بفقدانه 23 كغم نتيجة اتباعه نظاما غذائيا خاصا، وتحت إشراف الطبيب، يجعلنا على يقين أن مشوار الأوسكار بدأ منذ فكرة العمل على أداء الشخصية الانفصامية، كما أن طريقة أداء خواكين للدور جعلت منه مميزا حيث لم يكتف بالسير على خطى من سبقوه في أداء شخصية «الجوكر» بل أضفى إليها أسلوبه الشخصي، وفاز فينيكس بالجائزة بعد أن رشح لها ثلاث مرات سابقة.

أفضل ممثلة

وفازت رينيه زيلويجر بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «جودي»، وذلك عن تجسديها دور المغنية الأمريكية الراحلة جودي جارلند، وهي ثاني جائزة أوسكار تفوز بها زيلويجر (50 عامًا) من بين أربع ترشيحات.

أفضل ممثلة مساعدة

وفازت لورا ديرن بجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «قصة زواج» (ماريدج ستوري، وهي أول جائزة أوسكار تفوز بها ديرن (52 عامًا) خلال حياتها المهنية الممتدة لأكثر من أربعين عامًا عن دورها كمحامية طلاق.

أفضل ممثل مساعد

وفاز براد بيت بجائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «ذات مرة في هوليوود» (وانس آبون أتايم إن هوليوود، وهذه أول مرة يفوز فيها بيت (56 عامًا) بجائزة أوسكار للتمثيل بعد 30 عامًا في صناعة السينما. وسبق أن فاز بيت بإحدى جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية كمنتج في 2014 لأفضل فيلم.

ولعب بيت في فيلم «ذات مرة في هوليوود» دور دوبلير لنجم تلفزيوني بدأ نجمه في الأفول ويجسده الممثل ليوناردو دي كابريو. وقال بيت على المسرح أثناء تسلمه الجائزة: «أنا مندهش بعض الشيء.. لست الشخص الذي أنظر للوراء ولكن هذا يجعلني أفعل ذلك».

أفضل فيلم أنيميشن .. ووثائقي

وفاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم رسوم متحركة «قصة لعبة الجزء الرابع»، فيما فاز فيلم «مصنع أمريكي» (أمريكان فاكتوري) بجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي، ويتناول الفيلم ما حدث لمجموعة من عمال السيارات بولاية أوهايو والذين تم تسريحهم خلال ركود عام 2008. وهذا الفيلم أيضا باكورة إنتاج شركة هاير جراوند التي أسسها الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل عام 2018، والفيلم من إخراج جوليا رايشرت وستيفن بوجنار. وعلى صعيد احتفالات «كوريا الجنوبية» بالفوز العالمي الأول فقد امتلأت الأفراح وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعلان النتائج، وتصدرت كلمتا باراسايات والمخرج بونج جون هو التغريدات المتداولة بموقع تويتر كوريا الجنوبية فيما أصبح اسم الفيلم الأكثر بحثًا على المنصة الإلكترونية المحلية.

ورغم أن صناعة السينما في كوريا الجنوبية من بين الأكبر في العالم فإن الفيلم الناطق بالكورية صنع هزات غير مسبوقة بالأسواق الدولية، وقال بونج إنه يعتبرها علامة على أن اللغة لم تعد عائقًا أمام النجاح عالميًا..

وتشارك رواد مواقع التواصل الاجتماعي الكورية الجنوبية تسجيلًا مصورًا بطيئًا لصناع الفيلم وهم يحتفلون على البساط الأحمر. وكتب السفير الأمريكي في كوريا الجنوبية هاري هاريس على تويتر «نقيم حفل بث مباشرًا بالسفارة ونتناول الجاباجوري» في إشارة إلى طبق المعكرونة الذي كانت تتناوله العائلة الثرية بالفيلم.