صحافة

ارتفاع معدلات الفقر في بريطانيا

10 فبراير 2020
10 فبراير 2020

بريطانيا من الدول المتقدمة ذات الاقتصاد القوي الذي يصعب معه وجود فقراء في المجتمع البريطاني، لكن الحقيقة غير ذلك، حيث نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا كتبه فيليب انمان حول ارتفاع معدلات الفقر بين الطبقة العاملة البريطانية ، نقلا عن تقرير أعدته مؤسسة «جوزف راونتري» الخيرية جاء فيه أن نسبة الأشخاص الذين يعيشون في حالة فقر في البلاد ارتفعت للعام الثالث على التوالي في عام 2018 إلى مستوى قياسي رغم ارتفاع مستويات التوظيف وتسجيل أدنى معدلات الباحثين عن عمل منذ 45 عاما.

وقالت المؤسسة الخيرية في تقريرها: «على الرغم من زيادة نسبة التوظيف، إلا أن معدل الفقر بين العمال ارتفع أيضا لأن أجور الناس وساعات العمل أو كليهما، غالبا ما لا تكون كافية». ووفقا لتقرير الفقر السنوي للمملكة المتحدة الصادر عن مؤسسة جوزف راونتري فإن سبعة أطفال فقراء من بين كل 10 يعيشون في أسر عاملة، وأن العائلات ذات العائل الواحد هي الأكثر تضرراً من اتجاه الأجور المتخلفة عن تكاليف المعيشة، بينما استحوذت العائلات التي يعمل بها الوالدان على ثلاثة من كل 10 أسر في حالة فقر في عام 2018 ، مقارنة مع اثنين من كل 10 في عام 2011.

وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة، كلير أينسلي، إن آخر مقياس للفقر في المملكة المتحدة كشف عن حجم المهمة التي تواجه إدارة بوريس جونسون إذا كانت تهدف إلى «زيادة» الدخول في جميع أنحاء المملكة المتحدة من خلال تضييق الفجوة بين المدن الأكثر ثراء والمناطق والأكثر فقراً.

وقالت اينسلي إن «أمام الحكومة الجديدة فرصة تاريخية مع دخولنا العام 2020»، وأضافت: «تشير النجاحات السابقة في العقود الأخيرة إلى أنه من الممكن للمملكة المتحدة أن تخفف قبضة الفقر بين أكثر الفئات تعرضًا للخطر، ولكن هذا التقدم بدأ في الانهيار، وسيستغرق بذل جهد مستمر في جميع أنحاء البلاد ومن خلال حكومات المملكة المتحدة للتحرر من الفقر».

ووسط المخاوف من أن تحصل العائلات الأكثر فقرًا على رعاية صحية أسوأ، ووظائف غير آمنة، قالت أينسلي إن السياسة الحكومية الحاضرة متهمة بأن عدد الفقراء في جميع القوى العاملة قفز من 9.9٪ في عام 1998 إلى 12.7٪ في عام 2018.

واتهم حزب العمال الحكومة بالسماح للعديد من الناس بالبقاء محاصرين في أعمال غير آمنة منخفضة الأجر، وفي كثير من الأحيان فشل نظام الضمان الاجتماعي في منح الناس الدعم الذي يحتاجونه.

وقال فرانسيس أوجرادي، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال إنجلترا وويلز تي يو سي «يجب على الحكومة اتخاذ إجراءات صارمة ضد نماذج الأعمال القائمة على دفع أجور منخفضة ووظائف غير آمنة، يجب حظر عقود الصفر، ويجب أن يصل الحد الأدنى للأجور إلى ما لا يقل عن 10 جنيهات إسترلينية في الساعة على الفور. «وتشير الإحصائيات إلى أن هناك حوالي 14 مليون شخص يعيشون في فقر في المملكة المتحدة، أكثر من واحد من كل خمسة من السكان، بما في ذلك 4 ملايين طفل و 2 مليون متقاعد، بزيادة قدرها 400 ألف و 300 ألف على التوالي خلال السنوات الخمس الماضية.

وتصنف الأسرة على أنها في حالة فقر إذا كان دخلها أقل من 60٪ من متوسط ​​الدخل بعد تكاليف السكن، ويشمل دخل الأسرة المكاسب الناتجة عن العمل، والعمل الحر، واستحقاقات الدولة، والميراث.

ويقول التقرير إن الناس يكونون أكثر عرضة للفقر إذا كانوا يعيشون في مناطق معينة من المملكة المتحدة، أو أن يوجد في الأسرة شخص معاق أو يحتاج رعاية، أو إذا كانوا يعملون في قطاع الضيافة أو البيع بالتجزئة، أو إذا كانوا يعيشون في مساكن مستأجرة.

وفي الختام يقول تقرير المؤسسة إن الأرقام الرسمية أظهرت أن نسبة الباحثين عن عمل في بريطانيا بلغت 3.8 %، في أدنى معدلاتها منذ العام 1975، غير أن «مؤسسة جوزف راونتري» قالت إن 56% من الأشخاص الذين يعيشون في فقر ينتمون إلى عائلة بريطانية تعمل، مقارنة بـ 39 % قبل 20 عاماً.