oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

كورونا.. الصدى العالمي والتحسب المحلي

10 فبراير 2020
10 فبراير 2020

يعتبر فيروس كورونا الذي توسع انتشاره في الصين مؤخرا محدثا صدى عالميا في كافة القطاعات الإنتاجية شكلا من أشكال الأوبئة التي تتطلب التعاون على المستوى العالمي لأن عالم اليوم بات مفتوحا ويصعب محاصرة الأمراض بالأشكال التقليدية كما في العالم القديم.

لكن المسألة الأعمق من ذلك هي أن هذا الفيروس أو الجائحة قد أثار هذه المرة العديد من الأسئلة المتعلقة بالتكهنات التي دارت حوله، هل يشكل ذلك الفيروس نوعا من الحرب البيولوجية السرية أو نوعا من الانفجار المعملي غير المحسوب الذي أدى لهذه الأمر؟! وغيرها من التساؤلات التي تشير في نهاية المطاف إلى مجرد الرغبة في إثارة قد لا تكون ذات محتوى موضوعي.

لقد تأثرت الصين الآن أكثر من أي بلد آخر بما جرى وما زالت تقاوم لأجل الاحتواء، وأنعكس ذلك على بلدان كثيرة في العالم خاصة أن الصين تشكل مصدرا كبيرا لكل العالم ولأغلب السلع وهي أيضا في المقابل مستوردا رئيسيا وسوقا مركزية للنفط، وهذا بدوره قد كان له انعكاساته على أسعار النفط وتحرك المنظمات والجهات المختصة لمحاولة إيجاد الحلول السريعة، كذلك وصل الأثر إلى سوق الطيران وهناك مجالات أخرى سوف تتأثر بلاشك، ويتضافر ذلك مع بعض التوقعات عن أفق الاقتصاد العالمي التي قد لا تكون مبشرة إذا ما استمرت الأوضاع دون علاج نهائي.

على المستوى المحلي فثمة جهود مبذولة من البداية تقوم بها الجهات الاختصاصية في وزارة الصحة بشكل أساسي وكافة القطاعات الأخرى ذات الصلة، بهدف التحسب المبكر من هذه الجائحة، وبحمد الله لم تسجل أية حالة اشتباه في السلطنة مع استمرار حالة الاستنفار والتحسب وفق المعايير العلمية الدقيقة والمطلوبة، بما في ذلك ضبط حركة الطيران والسفر وغيرها من الأمور التي يصب جوهرها في التوعية الإعلامية المنشودة بكثافة في مثل هذه الظروف مع التحوطات الأخرى.

ندعو الله أن تكون هذه الجائحة مؤقتة وأن تعبر الإنسانية بسلام مع التأكيد على أن عالم اليوم هو إطار تكاملي ولا بد من تعزيز هذا الجانب، لأن الحلول لم تعد تنطلق من إطار فردي كما أن تداخل أمور عديدة اقتصادية وسياسية قد يكون له دور حتى لو كان ذلك مقصودا أو غير مقصود أو مرات عن طريق غير مباشر، ما يعني الانتباه والحذر والتحلي باليقظة والاستعداد الدائم على مستوى الأفراد والقطاعات.