1433762
1433762
العرب والعالم

أمريكا تحذر إسرائيل من اتخاذ خطوات «أحادية» في الضفة الغربية ونتانياهو يتراجع

09 فبراير 2020
09 فبراير 2020

أبو ردينة: خارطة الدولة على حدود 67 الوحيدة التي نعترف بها -

القدس المحتلة - رام الله - عمان - «رويترز» -

حذر السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان السلطات الإسرائيلية أمس من مغبة إعلان السيادة على أراض في الضفة الغربية دون موافقة واشنطن، في معارضة لدعوات من قوميين متشددين داخل ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو باتخاذ إجراء فوري في هذا الشأن.

وتضع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والتي تم الكشف عنها في 28 يناير، تصورا لاحتفاظ إسرائيل بمساحات أساسية من الأراضي المحتلة التي يسعى الفلسطينيون إلى أن تكون جزءا من دولتهم المستقبلية. لكن توقيت تنفيذ الخطوة أثار خلافا نادرا بين الدولتين الحليفتين.

وتعهد نتانياهو في البداية بسرعة «تطبيق القانون الإسرائيلي»، بما يعني الضم العملي، في التكتلات الاستيطانية اليهودية وغور الأردن الأمر الذي أسعد قاعدة الناخبين من المتدينين اليمينيين قبل انتخابات يخوضها في الثاني من مارس المقبل أملا في الفوز بولاية خامسة.

لكنه اضطر إلى التراجع بعد أن أوضح البيت الأبيض جليا رغبته في إتمام عملية رسم الخرائط في إطار لجنة أمريكية - إسرائيلية أولا وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو أكثر. أما الفلسطينيون فقد رفضوا خطة ترامب ووصفوها بأنها محكوم عليها بالفشل.

وتدخل السفير الأمريكي إثر إطلاق وزير الدفاع نفتالي بينيت وقوميين متشددين آخرين دعوات لإجراء تصويت فوري في مجلس الوزراء على السيادة في الضفة الغربية.

وكتب السفير الأمريكي أمس على تويتر «على إسرائيل أن تستكمل عملية رسم الخرائط في إطار لجنة إسرائيلية - أمريكية مشتركة. أي إجراء من جانب واحد قبل استكمال العملية من خلال اللجنة سيهدد الخطة والاعتراف الأمريكي».

وفي تصريحات منفصلة قال فريدمان إن رسالته مفادها «القليل من الصبر لمراجعة العملية وتنفيذها بالشكل الصحيح وهو أمر لا نعتقد أن طلبه مبالغ فيه».

وأضاف فريدمان في تصريحات أدلى بها في مركز القدس للشؤون العامة، وهو مركز بحثي، «مع ورود أنباء عن أن مجلس الوزراء (الإسرائيلي) كان على وشك الانطلاق في مسار قد يكون مخالفا لوجهة نظرنا عن العملية، فنحن نحيط الناس علما بموقفنا فحسب ، لم يكن الأمر تهديدا». وبالتزامن مع ذلك، أسس نتانياهو تصريحاته على موقف البيت الأبيض.

وقال نتانياهو لمجلس وزرائه أمس «الاعتراف (الأمريكي) هو أهم شيء ولا نريد أن نجازف بذلك».

وقال فريدمان في المركز إن تلك العملية لن تستكمل على الأرجح قبل الانتخابات الإسرائيلية التي تجرى في الثاني من مارس . لكنه لم يستبعد احتمال تنفيذ الأمر حتى إذا لم تسفر الانتخابات عن فائز واضح مثلما كان الوضع في تصويتين العام الماضي.

وردا على سؤال عما إذا كانت واشنطن تريد حكومة إسرائيلية مستقرة، مقابل حكومة تصريف الأعمال التي يترأسها نتانياهو منذ أشهر، قبل التنفيذ قال فريدمان «لم نطلب مثل هذا الطلب».

وتعتبر أغلب الدول أن المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراض تم الاستيلاء عليها وقت الحرب انتهاك للقانون الدولي. وخالف ترامب سياسة أمريكية متبعة منذ فترة طويلة وقرر سحب اعتراض بلاده على ذلك مما تسبب في إدانات واسعة لخطط إسرائيل لضمها.

ويقول الفلسطينيون إن المستوطنات تجعل دولتهم المستقبلية غير قابلة للاستمرار. وتتعلل إسرائيل باحتياجاتها الأمنية وبصلات دينية وتاريخية للأرض التي بنت عليها المستوطنات.

وقال نتانياهو لتجمع انتخابي أمس الأول إن عملية رسم الخرائط بدأت بالفعل مع الأمريكيين. وأضاف «نحن ننتظر منذ 1967 والبعض يعتبر أن بضعة أسابيع أمر جلل» في إشارة لخصومة من اليمين.

وأضاف خلال خطاب في مستوطنة «معاليه أدوميم» قرب القدس، إن «تجهيز الخرائط يعني تطبيق السيادة على كافة الأراضي بما في ذلك المستوطنات في الضفة ومنطقة الأغوار بأكملها». وزعم أنه «دون المستوطنات في الضفة الغربية لن يكون هناك وجود لـ (وطن إسرائيل)، وستبقى هي هوية وتراث ومستقبل إسرائيل ولهذا السبب يحاول أعداؤنا إخراجنا من وطننا لن ينجحوا وسنبقى هنا إلى الأبد».

من جانبها ، قالت الرئاسة الفلسطينية، إن خارطة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والقدس الشرقية هي الوحيدة التي نعترف بها.جاء ذلك ردا على إعلان نتانياهو.

وعقب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان صحفي، أمس، بأن «الخارطة التي نعرفها هي خارطة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ولن نتعامل مع خرائط غيرها». وأضاف أبو ردينة أن «خارطة دولة فلسطين هي الخارطة التي يعترف بها العالم وفق قرارات الأمم المتحدة، وهي الوحيدة التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وأن أية خرائط أخرى تعني استمرار الاحتلال ولا يمكن القبول بها».

من جهته قال وزير الشؤون المدنية الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ، إن «الأرض الفلسطينية كانت وما زالت وستبقى أرض الآباء والأجداد والأبناء والأحفاد وأن الاحتلال زائل مهما طال الزمن».

وأضاف الشيخ على حسابه في تويتر أن «إرادة الشعب الفلسطيني القائمة على الحق أقوى من قوة الطغيان والاستعباد والاستعمار، مؤكدا بقاءه على أرضه والاحتلال إلى زوال».

بدورها جددت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، تأكيدها على أن جميع إجراءات الاحتلال ضد القدس و«الأقصى» والمقدسات باطلة وغير شرعية وغير قانونية.

وشددت في تصريح صحفي وصل «عُمان» نسخة منه أمس، على أن «صفقة القرن» المشؤومة لن تستطيع تشريع تدابير الاحتلال وأهدافه ضد المسجد الأقصى المبارك، وأنها ستفشل وستتحطم أمام صمود الشعب الفلسطيني والمواطنين المقدسيين وتمسكهم بحقوقهم .

وقالت: «إن دولة الاحتلال وأجهزتها المختلفة وما يسمى بـ«اتحاد منظمات جبل الهيكل» والجمعيات اليهودية الاستيطانية المتطرفة تستغل أي فرصة لتكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك في إطار السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه».

وأشارت الوزارة إلى أنه في الآونة الأخيرة تصاعدت بشكل ملحوظ اعتداءات الاحتلال وشرطته على المصلين في المسجد الأقصى، خاصة الاعتداءات الهمجية المتواصلة على المصلين في الفجر العظيم الذي عظم من تواصل المرابطين والمسلمين وعلاقتهم بالأقصى المبارك، وتترافق تلك الاعتداءات مع دعوات تهويدية عنصرية تطالب بطرد الأوقاف الإسلامية ومنعها من أداء دورها في الإشراف على شؤون المسجد، بما في ذلك استهداف رجالاتها وحراسها ومؤسساتها.

ولفتت الوزارة الى الفتوى التهويدية الجديدة التي تقف خلفها جماعات الهيكل المزعوم، التي دعت لاقتحام مركزي للأقصى صباح اليوم الاثنين، خلال ما يسمى يوم الشجرة العبري الذي يؤرخ لبدء الموسم الزراعي بالتقويم العبري، وذلك كله في سياق خطة تهويدية يتم تنفيذها بالتدريج وعلى مراحل في محاولة لضرب العلاقة بين المسلمين ومسجدهم الأقصى والحيلولة دون وصولهم اليه، أو تخفيف الأعداد التي تتمكن من الصلاة فيه.

وأدانت الوزارة، بأشد العبارات، المخططات الإسرائيلية الهادفة للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وتكريس السيادة الإسرائيلية عليه، وقالت: إن نوايا الاحتلال تجاه الأقصى باتت مكشوفة لجميع الأطراف القريبة والبعيدة ولا تحتاج لمزيد من العناء والجهد لإدراكها، وهو ما يتطلب وبشكل عاجل موقفا عربيا وإسلاميا دوليا يُجبر سلطات الاحتلال لكف يدها عن المسجد الأقصى المبارك، والاستجابة الفورية لدعوات ونداءات الهيئات والأوقاف الإسلامية والمرجعيات الدينية المنادية لمزيد التلاحم مع الأقصى المبارك لإفشال تلك المخططات الاستعمارية العنصرية.

وأضافت أن دولة فلسطين تواصل تنسيق جهودها وتحركها بهذا الشأن مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية وعلى المستويات والأصعدة كافة، لفضح الاستهتار الإسرائيلي بالعالمين العربي والاسلامي وبالمجتمع الدولي وإداناته ومناشداته، والاستخفاف بالشرعية الدولية والأمم المتحدة ومؤسساتها ذات الصلة وقراراتها.