oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

النهضة التعليمية وصناعة التطور

09 فبراير 2020
09 فبراير 2020

لا يحتاج أحد إلى شرح وتوضيح كيف أن التعليم كان جوهر النهضة العمانية التي بدأت عام 1970 مع تولي السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - مقاليد الحكم في البلاد، حيث أصبحت رسالة العلم والتعلم هي مفردة مركزية في عمليات البناء والتطوير والتحديث التي دخلتها السلطنة منذ تلك الفترة المبكرة.

لقد تشكلت عبر التعليم نهضة حقيقية يعرفها الجميع وأصبحت عمان في مرتبة يشار إليها بالبنان بين الأمم، وليس من صورة أوضح لتدل على ذلك من التأبين الكبير الذي أقامته منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، للقائد الراحل رحمه الله والتذكر بمآثره ودوره الريادي والإنساني في السلم الدولي.

بيد أن واحدة من النقاط المهمة التي تمت الإشارة إليها والتركيز عليها هي عملية التعليم أو النهضة التعليمية الكبيرة التي عمت ربوع عمان، وهي عمل كبير ومهم ساعد بدرجة ملموسة على نقل السلطنة إلى آفاق العصر والتحضر، فمعروف أن التعليم هو المحور الأساسي الذي عبره تستطيع الأمم والشعوب العبور إلى مصاف التقدم.

بالطبع كانت البدايات صعبة لكن مع الإيمان بالهدف والاشتغال عليه فقد مضت المسيرة إلى تحقيق الأهداف المرجوة، وبعون الله تحقق المستحيل إذ أصبح التعليم الشغل الشاغل للجميع ومن ثلاث مدارس في السلطنة أصبحت المدارس في كل موقع من البلاد، مع توفر كافة المعينات التي تعين على هذه العملية المستمرة مدى الحياة.

لقد أولى جلالة القائد الراحل رحمه الله التعليم جلّ الاهتمام والرعاية، وكان يحرص بنفسه في السنوات الأولى من النهضة على زيارة المدارس ومتابعة شأن التعليم بدقة تامة، حيث كان جلالته رحمه الله يراه المدخل المركزي للعصر والحياة المعاصرة وإحداث النقلة المرجوة في الدولة إلى مصاف التقدم.

نشير هنا في هذا الإطار ونحن نذكر بالتعليم وكيف ساعد في بناء النهضة العمانية، إلى المؤتمر الأول حول «التعليم والتعلم في التعليم العالي» الذي يبدأ اليوم بجامعة السلطان قابوس، تحت عنوان «إعادة تصور التدريس لتحقيق أقصى قدر من التعلم الطلابي» ويستمر لثلاثة أيام.

لاشك إن إثراء النقاش حول قضايا التعليم بشكل عام، سواء التعليم على المستوى العام أو التعليم العالي، من شأن ذلك أن يساعد في تلمس الآفاق الأكثر رحابة باتجاه المستقبل المنشود وتنمية الأجيال الصاعدة ورفدها بكافة متطلبات العصر والحداثة، مع الوضع في الاعتبار أن عملية التعليم والتعلم باتت بوتقة معقدة تضم الكثير من الفلسفات والآليات والمعينات الأمر الذي يجب وضعه في الاعتبار.

أخيرا إن النهضة العمانية ماضية ومتجددة في كافة النواحي والقطاعات ودائما سيكون التعليم هو رأس الرمح الذي يضيء أفق الغد المشرق، ولابد أن الإيمان بهذا الهدف والتضافر لأجله بالعمل والتأكيد والدأب المستمر، كل ذلك سوف يقود إلى الأفضل دائما في سبيل كل ما هو طيب ومثمر بإذن الله.