1432966
1432966
المنوعات

الإعداد لإطلاق مسبار فضائي في مهمة لفك أسرار الشمس

08 فبراير 2020
08 فبراير 2020

دارمشتات (ألمانيا) ـ «د ب أ»: إنها ساخنة بشكل لا يمكن تصوره، مضيئة بشكل يبهر الأبصار، تبعد عن الأرض ملايين الكيلومترات، ومع ذلك فهي الأساس الذي لا يمكن الاستغناء عنه في جميع جوانب الحياة على كوكب الأرض.

الشمس هي مركز نظامنا الكوكبي، ومحطة طاقته. ومع ذلك فلا تزال الشمس غير مفهومة في كثير من جوانبها.

من المقرر أن تبدأ مهمة المسبار الشمسي، غدا العاشر من فبراير الجاري، من محطة الفضاء كيب كانافيرال للقوات الجوية، بولاية فلوريدا الأمريكية.

ينتظر لهذه المهمة التي تتكلف نحو 5ر1 مليار يورو، وفقا للتقديرات، أن تلقي أضواء جديدة على ما يحدث على سطح الشمس التي تبعد عنا نحو 150 مليون كيلومتر.

يعتمد هذا المسبار الذي سيتم إطلاقه بشكل مشترك بين وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء، ووكالة الفضاء الأوروبية، إيسا، على عشر وسائل علمية، وسيتم توجيهه من المركز الأوروبي للعمليات الفضائية ((ESOC)) بمدينة دارمشتات الألمانية.

ينتظر لهذا المسبار أن يحلق، ولأول مرة، بالقرب من قطبي الشمس. متحدثا عن المهمة، يقول البروفيسور سامي سولانكي، مدير معهد ماكس بلانك لأبحاث الشمس، بمدينة جوتينجن الألمانية: «نعرف بعض المعلومات بشأن ما يحدث على الشمس، ولدينا بعض المعلومات بشأن ما يحدث داخلها، بما في ذلك حقيقة أن الشمس تؤثر على الأرض بشكل متعدد الجوانب.

لكن هناك الكثير مما نجهله بشأن كيفية تأثير الشمس على الأرض، وما وراء ذلك. لذلك فلا يمكننا إطلاق تنبؤات، أي أنني لا أستطيع القول إنه سيكون هناك غدا تآكل في الشمس، مما قد يتسبب في هذه الظاهرة أو تلك على الأرض.».

تابع العالم الألماني: «سيكون المسبار الشمسي، في كثير من جوانبه، مهمة فريدة، وأول مهمة من نوعها». ويشارك المعهد الذي يرأسه البروفيسور سولانكي بأربع من الأدوات العلمية العشر التي سيستخدمها المسبار. يضم المسبار على متنه مقراب PHI المتخصص في تصوير الرجفات والتذبذبات الشمسية في الأقطاب الشمسية، والتي ينتظر من الصور التي سيلتقطها أن تساعد في التوصل لاستنتاجات بشأن المجال المغناطيسي لسطح الشمس.

وأشار سولانكي إلى أن «هناك مهمات فضائية أخرى بشأن الشمس، وكانت هناك بالفعل مثل هذه المهام. ولكنها كانت عمياء.» موضحا أن هذه المهمة المقررة في العاشر من الشهر الجاري تتميز بوجود تلسكوبات على متنها قادرة على النظر للشمس مباشرة.

يأمل العلماء من وراء هذه المهمة أن يحصلوا على معلومات عن كيفية إنتاج الرياح الشمسية، وكيفية عمل المجال المغناطيسي للشمس، «حيث إن أقطاب الشمس هي مفتاح المجال المغناطيسي. وهذا المجال المغناطيسي هو القوة الدافعة وراء جميع الأشياء الأخرى، التآكلات والهالة الفضائية الساخنة، والرياح الشمسية، وما يعرف بالطقس الفضائي.

كما أن للعواصف الشمسية تأثيرات على الأرض، منها الإيجابي، وهو الظاهرة الطبيعية للأضواء القطبية، والسلبي الذي يمكن أن يؤدي لتحييد الأقمار الاصطناعية وإخراجها من الخدمة، إضافة إلى التشويش على إمدادات الطاقة، وخدمات تحديد المواقع واستقبال أجهزة المحمول.

عندما ينطلق المسبار الشمسي الذي يزن نحو 8ر1 طن، حسب الخطة المقررة له، في الساعة 03ر5 وفقا لتوقيت وسط أوروبا من 10 ‏فبراير الجاري ، في الفضاء على متن صاروخ أطلس V 411، فستكون أمامه رحلة طويلة، حيث ينتظر له أن يحلق على مسافة تصل إلى 42 مليون كيلومتر بالقرب من الشمس، حيث تبلغ نسبة تركيز أشعة الشمس في هذه المسافة 13 ضعف تركيزها على الأرض، حسب بيانات وكالة الفضاء الأوروبية.

أما على سطح نجم الشمس نفسه، فإن درجات الحرارة تصل إلى نحو 5500 درجة مئوية، ولكن درجة الحرارة داخل الشمس نفسها تتراوح بين 15 و 16 مليون درجة مئوية.

ستبلغ أكبر مسافة بين المسبار الشمسي والأرض خلال مساره 300 مليون كيلومتر، عندها ستحتاج الإشارة الراديوية 5ر16 دقيقة.

تحظى هذه الإشارات الراديوية بالذات بأهمية هائلة بالنسبة لفريق التتبع والتوجيه، الموجود على الأرض، فبدون هذه الإشارات سيحوم المسبار بشكل أعمى في الفضاء.

وأوضح أندريا أكومازو المدير المسؤول في مركز المراقبة بمدينة دارمشتات، أثناء التحضيرات التي يتخذها فريقه لإطلاق المسبار قائلا «ستكون أولى ثمان دقائق هي الأكثر أهمية وخطورة في المهمة».

وتدرب أكومازو وأفراد فريقه ، على مدى أسابيع، على جميع الاحتمالات الممكنة في هذه المهمة، وذلك للحيلولة دون فشلها.

عندما ينفصل المسبار الشمسي عن الصاروخ الذي سيحمله للفضاء فسيكون هذا الفريق القابع في مركز التحكم والمراقبة بمدينة دارمشتات، هو عين المسبار وعقله وموجهه.