oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

تطوير الأبحاث لأجل التنويع الاقتصادي

08 فبراير 2020
08 فبراير 2020

معروف أن الدراسات والأبحاث المتقدمة في أي مجال من المجالات من شأنها أن ترقي هذا المجال وتنقله إلى آفاق مستقبلية أفضل، خاصة إذا ما تمت الاستعانة بالأدوات العصرية والتقنية وكافة المعينات التي تتيحها الثورة الرقمية وغيرها من الآليات في هذا الإطار.

وإذا كانت السلطنة غنية بالموارد الطبيعية من كافة الأشكال والأنواع، فإن استكشاف هذه الموارد والعمل على الاستفادة منها بشكل أكثر فائدة، يتطلب تفعيل الأبحاث العلمية ومضاعفتها بحيث تصبّ في عمليات التنمية الشاملة المستدامة.

هنا سوف نشير إلى جهود تطوير العديد من القطاعات الإنتاجية عبر الأبحاث والدراسات العلمية، بما يفتح الأفق نحو الفائدة المستقبلية التي تنعكس سواء على الدخل الوطني بشكل عام أو على التنويع الاقتصادي بدرجة أوضح.

هذا يقود إلى أن عملية إدارة التنويع الاقتصادي ترتبط لحد كبير بالأبحاث العلمية الجديدة التي تستمر في كيفية إعادة وعي الموارد البشرية والتفكير فيها بطريقة غير تقليدية، وهذا لن يحدث إلا مع تعزيز البحوث خاصة في أطر جديدة وفاعلة تتقاطع مع متطلبات العصر الحديث الذي نعيش فيه.

إن اكتشاف المزيد من الفرص الاستثمارية التي تدعم تنويع الاقتصاد سيكون هنا مرتبطا بهذه الأبحاث المنشودة، التي تغادر الروتين والمكرر، فبعض الأبحاث مرات تكون ليست بالجديدة أو ذات الأثر المباشر في الفائدة على المجتمعات، ما يعني وبالضرورة ومنذ البدء العمل بدقة على اختيار الأبحاث في حد ذاتها بحيث تكون ذات فاعلية.

والطريق إلى الاكتشافات المفيدة كما في قطاعات كالموارد المائية أو الأسماك أو الزراعة وغيرها، لا يمكن أن يأتي إلا عبر تكثيف الجهود وفق هذه المناظير الحديثة التي تغادر كما أوضحنا المعتاد بحثاً عن طرق جديدة وفيها طابع المغامرة في بعض الأحيان، بحيث نقترب من نتائج غير ملحوظة أو غير مرئية أو هي جديدة في مطلقها.

هنا يمكن الحديث عما يمكن تسميته بإدارة الاستكشاف المثمر والفاعل من خلال عمليات البحث العلمي والبحوث المتعددة في كافة القطاعات الإنتاجية ومجمل المسارات الإنسانية، وهذا في حد ذاته يشكل نوعا من الاستثمار الذي يجب التوقف عنده ودعمه لأجل بناء القواعد الصلبة له.

أخيرا ينبغي التأكيد على أن الطريق إلى صياغة المستقبل يعني عملا تشاركيا تقوم به مختلف القطاعات والجهات المشاركة في العمل التنموي والإنساني بما يقود الخطى نحو ما يحقق الفائدة الجماعية ويكون له طابع الاستمرارية على المدى الأبعد.

بهذا الشكل وفي أي موقع عمل أو إنتاج أو أي قطاع من القطاعات في الدولة بشكل عام، يمكن القول بأن طابع الاستكشاف والجديد سيكون مرتبطا بحد كبير بالعلمية والتخطيط والبرمجة والدقة في الأداء، لأن الطموحات بشكل عام في عالمنا المعاصر لم تعد تقوم على مجرد الحظ أو الانتظار بل العمل المضاعف والدؤوب وهذا قائم بإذن الله في صميم إرث النهضة العمانية عبر عقودها الخمسة إلى اليوم.