العرب والعالم

تقرير :حــزب ميــركل يواجـــه «مشــاكل» مع اليمين القومي

07 فبراير 2020
07 فبراير 2020

برلين - (أ ف ب) - تواجه أنجيلا ميركل وحزب المحافظين الذي تقوده مشاكل عديدة أدت إلى إضعافه وحصول انقسامات في صفوفه، بعد اصطفاف غير مسبوق لعدد من نوابه الإقليميين مع اليمين القومي. وكتبت صحيفة «دي فلت» أمس على صفحتها الأولى «خطأ ميركل الفادح» آخذة عليها عدم فرضها نهجا صارما بما فيه الكفاية داخل حزبها «الاتحاد المسيحي-الديمقراطي» حول العلاقات مع اليمين القومي. وحذر نوربرت فالتر-بوريانز رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي شريك ميركل من أنه «يتعين على الاتحاد المسيحي الديموقراطي تصحيح الأضرار الكبيرة في أسرع وقت». لأن ما كان اعتبر في البداية انتخابات محلية في مقاطعة ثورينغيا المنطقة الصغيرة في وسط ألمانيا، تحول هذا الأسبوع إلى زلزال سياسي وطني، وكشف أكثر من أي وقت مضى صعوبات المحافظين في التموضع حيال تصاعد حزب «البديل لألمانيا». وبعد عقود من هيمنة اليمين، تراجع عدد ناخبي الحزب الديموقراطي المسيحي منذ سبع سنوات لصالح حزب البديل لألمانيا وخطابه المعادي للمهاجرين والنخب وتأثيره في الرأي العام خصوصا منذ وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى البلاد في 2015 و2016.

صفعة

وخلال الانتخابات في ثورينغيا الخريف الماضي مني حزب ميركل بأحد أسوأ هزائمه بعد أن احتل المرتبة الثالثة (21.7%) بعد اليسار الراديكالي والبديل لألمانيا.

والأربعاء الماضي تحدى النواب المحليون في حزب ميركل توجيهات قياداتهم وضموا أصواتهم إلى اليمين المتطرف لاختيار رئيس الحكومة المحلية.

يشكل هذا الأمر نكسة لميركل التي جعلت رفض أي تسوية مع اليمين المتطرف سياستها الثابتة. وهي نكسة أيضا لرئيسة الحزب أنيغريت كرامب كارينباور التي يفترض أن تخلف ميركل في السلطة أواخر 2021 على أبعد تقدير.

وفي ثورينغيا، لم تنجح كرامب كارينباور مساء أمس الأول رغم محادثات دامت خمس ساعات، في لجم فرع حزبها المحلي الذي وصفت المستشارة سلوكه بأنه «لا يغتفر».

ورفض النواب المحليون على الفور القبول بانتخابات إقليمية جديدة ويريدون إيجاد حل آخر لانتخاب رئيس حكومة جديد. ويخشون من خسارة مقاعدهم في حال تنظيم انتخابات جديدة.

وبحسب استطلاع أول نشر أمس سيحصل حزب ميركل مع هذه الفرضية على 12% فقط من نوايا الأصوات.

وكتبت صحيفة «بيلد» أن كرامب كارينباور «باتت تهدد الحزب». وتساءلت ما إذا كان هذا الخطأ الجديد سيكلفها منصب المستشارية.

احتجاج

وتواجه معارضة في الداخل، ويستعد خصمها فريدريخ ميرز للعودة إلى الساحة السياسية.

ولقد ترك للتو منصبه لدى مجموعة «بلاك روك» الأمريكية «لمساعدة حزبه على التجدد». وينوي الترشح للانتخابات التشريعية في 2021.

وسيضطر حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي إلى التوضيح بشكل نهائي لموقفه من حزب البديل لألمانيا. وكيف يمكن لنواب محليين تجاهل تعليمات حزبهم؟.

وذكرت صحيفة «فرانكفورتر ألغمايني تسايتونغ» إنه «مع حريق إيرفورت لم تجد مسألة موقع الاتحاد المسيحي الديمقراطي الأخلاقي وعلاقته مع حزب البديل لألمانيا جوابا».

وبات الجناح اليميني لحزب ميركل أكثر ميلا للتعاون مع اليمين المتطرف خصوصا في شرق البلاد حيث معاقل حزب البديل لألمانيا.

وأشاد أحد قادته هانس جورج مآسن المسؤول السابق في الاستخبارات الداخلية بتصويت ثورينغيا مؤكدا أن «المهم هو القضاء على الاشتراكيين في المشهد السياسي».

وكتبت دي فيلت أن «المستشارة وضعت دائما جانبا مسألة حزب البديل لألمانيا وتدفع الثمن في ثورينغيا» مضيفة أنها «فقدت الحس السياسي».