مرباط .. معالم سياحية نادرة في ولاية مليئة بمعاني الانبهار والدهشة

أرض المزارات الدينية والخلجان المتنوعة والمحميات الطبيعية -

مرباط ـ محمد بن سهيل العمري -

ولاية مرباط أو كما تعرف محليا (طرفيت) تقع على الشريط الساحلي الشرقي من محافظة ظفار ويربطها بمدينة صلالة حاضرة محافظة ظفار طريق مسفلت بطول 76 كيلومتر.

اشتهرت ولاية مرباط بعدة مسميات يطلقها السكان عليها أمثال (طرفيت) و(سيق) و(مرباط) وينسب التسمية الأخيرة إلى تجارة الخيول وذلك في القرن الـ 9 ميلادي حيث تم تصديرها إلى العديد من الموانئ وكذلك تجارة اللبان في العصور القديمة، كما تتميز الولاية بموقعها الساحلي المطل على بحر العرب حيث اشتهرت الولاية بتوفر كافة أنواع الأسماك وأيضا بوجود كميات جيدة من (الصفيلح) وتكثر على سواحلها الشعاب المرجانية وخلجانها الجذابة ومحمية جبل سمحان والعيون المائية الطبيعية المنتشرة في إرجاء الولاية، ويضاف إلى ذلك المعالم الأثرية المتمثلة في العديد من المباني القديمة المتسمة بالطابع المعماري العربي الإسلامي، كما تضم الولاية عددا آخر من الأضرحة والمقابر القديمة.

تتميز مرباط بمناخها المعتدل إذ أن الصيف في مرباط غائم ويكثر في الصيف تساقط الرذاذ بسبب الرياح الموسمية أو ما يسمى محليا (موسم الخريف) حيث تتراوح الحرارة بين 25 درجة مئوية و30 درجة مئوية ويتميز جو مرباط بالرطوبة العالية طوال أيام السنة ومن شهر أبريل وحتى شهر مارس يبدأ موسم الغيظ وترتفع درجات الحرارة من 30 درجة مئوية إلى 36 درجة مئوية أما في الأشهر الباقية فتبقى درجات الحرارة معتدلة على درجة 30 مئوية. تعتبر (طرفيت) ولاية مرباط ثالث ولاية من حيث عدد السكان على مستوى محافظة ظفار إذ يبلغ عدد سكان الولاية ما يقارب ١٤ ألف نسمه (تعداد ٢٠١٠) يعيشون في أكثر من ١٦٢ حيا وتجمعا سكانيا.

مرباط السياحية

وتعتبر ولاية مرباط من ابرز الولايات التي يذهب إليها السياح للاستمتاع بأجوائها الطبيعية الجميلة حيث عيون المياه الطبيعية والخلجان الرائعة والمحميات الطبيعية خاصة محمية جبل سمحان فهي تستحق الزيارة وفيها العديد من الأماكن السياحية الطبيعة الجميلة، كما وان الزائر لولاية مرباط لا يمكنه إغفال زيارة المباني القديمة المنتشرة في مرباط القديمة والتي هي المنطقة التي خلف حصن مرباط حيث يظهر فيها المعمار العربي الإسلامي كما ويوجد بمرباط العديد من الأضرحة والمزارات الدينية والتي اشتهرت بها المدينة منذ قديم الزمن ومن أشهرهم ضريح صاحب مرباط العلامة محمد بن علي والذي يقع في مدخل المدينة وكذلك ضريح «محمد بن علي القلعي» ويقع ضريح «زهير بن قرضم» في منطقة زهير جنوب المدينة والتي سميت باسم هذا الصحابي الجليل، ومن الأماكن الطبيعية والجميلة (عين حشير) تعدُّ عين حشير من أجمل عيون محافظة ظفار، وهي مقصد للسياح في فصل الخريف، وتسميتها نسبة للجبال التي تقع فيها بولاية مرباط، وتبعد العين عن وسط مدينة مرباط ١٠ كيلومترات جهة الغرب. وما يميِّز العين هو وجود أشجار التبلدي أو الباوباب العملاقة النادرة والتي تعرف عالميا باسم (Adansonia Digitata) نسبة لمكتشفها، وتعرف محليا «الكجي - هيروم ذري» وهي إحدى أندر أنواع الأشجار في العالم، وتوجد بالقرب من مجرى العين فوق سفح عقبة حشير، وفي منطقة محصورة من عقبة حشير ووادي حنة، وعددها قد لا يتجاوز 30 شجرة فقط.

حصن مرباط... وحكايات تاريخية

ومن المعالم التاريخية والسياحية في مدينة مرباط (حصن مرباط) والذي يعد من أهم المعالم التاريخية والسياحية في الولاية ويتميز بإطلالته على ميناء مرباط القديم تم إنشاؤه في القرن التاسع الميلادي ومر الحصن بالعديد من أعمال الصيانة والترميم ليتحول إلى مزار تاريخي يعبر عن تاريخ سلطنة عمان، والحصن به معرض للحرف التقليدية التي اشتهرت بها عمان كما يعرض الجوانب الجيولوجية والاجتماعية والبحرية والتاريخية وغيرها من جوانب الحياة التي تعبر عن السلطنة، وقد ازدادت أهمية الحصن منذ عهد السلاطين تركي بن سعيد، وفيصل بن تركي، وتيمور بن فيصل، وفي عهد السلطان سعيد بن تيمور تم تدعيم الحصن من الناحية الشمالية لتقويتها وتمكينها وذلك بعد فيضانات عام 1948 م التي تعرف بسنة «الأحيمر»، وقد ظل الحصن مقرا للوالي حتى سنة 1988م وفي عهد ‏السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وبالتحديد في سنة 1991م تم تسليم الحصن إلى وزارة التراث القومي والثقافة وقتها التي رمّمت الحصن في عام 1992م على طرازه المعماري القديم نفسه وباستخدام المواد الخام المحلية، وفي 7 فبراير 1994 م تم افتتاح الحصن بمناسبة عام التراث العماني، كما ‏خضع ‏الحصن ‏في عام 2011 م للترميم مرة أخرى من ‏الداخل والخارج.

وقد قامت وزارة السياحة بإعادة افتتاح حصن مرباط بعد أعمال الترميم والصيانة أمام السياح والراغبين في الاطلاع على المعالم الحضارية والتاريخية التي تزخر بها السلطنة في إطار جهودها الهادفة إلى تحويل القلاع والحصون إلى مزارات تاريخية يرتادها الزوار من داخل السلطنة وخارجها.

ويحتوي حصن مرباط على معرض دائم متكامل يتضمن عددًا من الجوانب التاريخية للحصن، إضافة إلى توثيق وعرض مختلف الحرف التقليدية للمجتمع المحلي والجوانب التاريخية والجيولوجية والمعمارية والاجتماعية والاقتصادية والحياة البحرية باستخدام وسائط التكنولوجيا الحديثة.

ويهدف مشروع تطوير حصن مرباط إلى عرض ‏القطع الأثرية والقيام بأعمال الإنتاج ‏الفني ‏للمواد ‏السمعية والبصرية ‏في المعرض بالإضافة إلى تزويد الزائرين ‏بالمعلومات واللوائح التعريفية اللازمة عن الحصن.‏

بيت سيدوف.. نزوى

ومن المعالم التاريخية والسياحية والتي إن ذكرت مرباط لابد من ذكرها (بيت سيدوف) والذي يعد واحدا من المعالم الأثرية المهمة ويتميز بمعماره الجميل ويرجع تاريخه إلى ما يزيد عن 200 عام ميلادي بدأ ببناء البيت الشيخ جمعان وأكمل ابنه الشيخ حسن بن جمعان سيدوف العمري البناء ويغلب عليه الطراز الإسلامي العربي الجنوبي وأشرف على بنائه مهندسين جلبهم بن سيدوف من مدينة المكلا في حضرموت، وجلبت بعض مواد البناء من الهند وأفريقيا وتم خلط الدبس بالنورة لمزيد من القوة والمتانة للطلاء الخارجي للبيت ولإضفاء اللمعان ليلا، مساحة البيت حوالي ثلاثة آلاف متر مربع وتتكون من الطابق السفلي ويسمى بالدهريز والطابق الثاني عبارة عن غرف والطابق الثالث مسمى بالقصر الشرقي والقصر الغربي والدور الرابع مسمى بالروشان وتتكون بيت الضيافة الخارجي من دورين الدور الأول مجالس والدور الثاني غرف للنوم.

وكان الشيخ حسن بن جمعان سيدوف العمري الذي آلت التجارة إليه بعد وفاة والده، وتوسع فيها وفتح محلاتٍ جديدة في مومبي وزنجبار وممباسه وعدن وصور والمكلا والشحر والغيظة والمدينة المنورة وشيراز، كما تملك منازل شاسعة من اللبان في جبل سمحان وحاسك، وسفنا عديدة منها الحكلية، وفتح الخير، وفلك السلامة، وفتح الباري، وأمانة الله، وقد أصبح التاجر الأول في ظفار وذاع صيته في أسواق عمان واليمن والخليج والهند، يروى أنه كان يأتي بالأموال فيصبها في حفر عميقة بمخازن سفلية ببيته ثم يصب عليها الزيت كي لا تصدأ، وكان يتكفل بالقضايا القبلية مثل الديّات وما شابهها وينفق على كثير من الأسر والمعوزين، وله مساع مأثورة في الإصلاح بين القبائل، وتوفي سنة 1919م. وقد تم بناؤه من الأحجار والأخشاب والطين ويطلق على البيت أيضا اسم نزوى وهو الآن تحت الترميم من قبل وزارة التراث والثقافة لتأهيله ليكون متحفا تاريخيا ومركزا ثقافيا لزوار الولاية. علما بأن قرار ترميم البيت وتحويله إلى مركز ثقافي كان بتوجيهات مباشرة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم - حفظه الله - حينما كان وزيراً للتراث والثقافة.

سوق مرباط القديم

تميزت ولاية مرباط (طرفيت) بأسواقها التقليدية القديمة كونها كانت بندر للقوافل من الشرق والغرب ومنذ قديم الزمن وميناء كبير لعموم محافظة ظفار ومازال شاهدا على تلك الحقبة.

(سوق مرباط القديم) والذي يعد من أقدم الأسواق المعروفة لبيع البضائع المستوردة من أفريقيا والهند وعدن والبصرة فتباع به الأقمشة والجلود والتمر ومنتجات الحرف اليدوية وهو بجانب حصن مرباط ومطل على شاطئ الفرضة الشهير عند أبناء مرباط.

ميناء مرباط

الزائر لمدينة مرباط لابد له من الذهاب إلى ميناء مرباط لأن السفن ترسو به وتعطيه منظرا جميلا يستحق المشاهدة وأيضا لوجود سوق السمك هناك حيث يتم بيع الأسماك بكافة أنواعها والتي يتم إحضارها إلى السوق من قبل الصيادين أبناء المدينة.

محمية جبل سمحان

إن محمية جبل سمحان من أهم الأماكن الطبيعية في ولاية مرباط التي تستحق الزيارة حيث يصل ارتفاع الجبل إلى 2100 متر فوق مستوى سطح البحر، وعند الزيارة سوف يستمتع الزائر بمشاهدة أنواع مختلفة من النباتات مثل أشجار اللبان والسمر إلى جانب الحيوانات البرية كالغزال والنمر والوعل والثعالب كما توجد بالمنطقة مجموعة من الكهوف تستحق الاستكشاف.

حفرة الإذابة... بئر الطيور

تقع حفرة الإذابة أو ما يسمى (بئر الطيور) في نيابة طوي اعتير التابعة للولاية وقد اكتسبت حفرة إذابة طوي اعتير شهرة عالمية منذ اكتشافها في العام 1997م من قبل فريق المغامرين السلوفينيين بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس حيث قام أهالي المنطقة بإرشادهم إلى موقع الحفرة ..تعتبر حفرة الإذابة في طوي أعتير واحدة من أكبر حفر الإذابة وهي تعتبر فرصة جميلة لمحبي الاكتشاف وللمهتمين بالطبيعة والمغامرة. ويبلغ حجم الحفرة حوالي 975 ألف متر مكعب ويتراوح طول قطرها فيما بين (130) إلى (150) مترا أما عمقها فيصل إلى أكثر من (211) مترا وبإمكانها استيعاب بناية من 70 طابقا وهى أعلى من اكبر أهرامات الجيزة بمصر بحوالي 70 مترا .. وكما انه بإمكان الزوار أن يسمعوا تغاريد الطيور والعصافير حيث تحيط بك العصافير والأشجار من كل مكان ولذلك أطلق على الحفرة اسم بئر الطيور بسبب كثرة الطيور والعصافير التي تعيش فيها.

كهف طيق

يقع (كهف طيق) في نيابة طوى اعتير التابعة لولاية مرباط ويصل حجمه إلى 170 ألف متر مكعب وهو ثاني أكبر كهف بالعالم كما يمتلك ما يزيد عن 6 مداخل وللوصول إليه لابد من المرور بمسالك صغيرة وضيقة ولذا عليك ارتداء الملابس المريحة والحذاء الرياضي وتوخى الحذر من السقوط .

الشواطئ والخلجان

تتمتع ولاية مرباط بجمال طبيعي من شواطئ وخلجان وذلك من أهم عوامل الجذب السياحي بها والشواطئ والخلجان من أجمل المعالم الطبيعية حيث المياه الصافية وممارسة الأنشطة الترفيهية المختلفة كالسباحة والصيد والغوص لمشاهدة الحياة البحرية الجميلة.

الفنادق والشليهات والشقق

يوجد في مدينة مرباط منتجع فندقي مصنف فئة الخمسة نجوم وهو منتجع كايربا مرباط يعتبر المنتجع منشأة مترامية الأطراف، أنيق ومنمق مع اللمسات العمانية في الداخل والخارج. يقع المنتجع عند الشاطئ في منطقة ( حينو) ويوفر سهولة الوصول إلى شاطئ الرمال البيضاء «مرباط كوف».

ويوفر منتجع كايربا مرباط المأكولات العالمية والعمانية التي يتم تقديمها في مطعم سمهرم، في حين مطعم الدانا للمأكولات البحرية يقدم عروض أسماك البحر الطازجة بالطريقة التقليدية. ويمكن لعشاق الرياضة الاستمتاع بالمباريات الرياضية كما وأنه يقدم المشروبات والوجبات الخفيفة. إضافة إلى مقهى مرباط العربي ذي الجو التقليدي وردهة بيانو ظفار اللذين يطلان على بحر العرب. يضم الفندق حوض سباحة بمساحة 2000 متر مربع الذي يعد الأكبر في سلطنة عمان. كما يوجد دوامة، صالة للرياضة، والعديد من الأنشطة الأخرى على شاطئ مرباط، يمكن للنزلاء الاسترخاء من خلال زيارة مركز سبأ الذي يختص بالتدليك. غرف منتجع كايربا مرباط فسيحة، مريحة وفخمة، مزودة بشرفة تطل على الجبال والبحر. النزلاء الذين يرغبون بالمزيد من الخصوصية يمكنهم الإقامة في واحد من الشاليهات التي تكون مباشرة على الشاطئ. كما تتوفر في المدينة العديد من البيوت والشقق والشاليهات السياحية العائلية وبأسعار مميزة لكافة زوار المدينة. كما يوجد في المدينة العديد من المطاعم والمقاهي والتي توفر مختلف أصناف الطعام وبكافة الأنواع الشعبية والعالمية.