salem-mahad
salem-mahad
أعمدة

رؤية تجاوزت المدى .. تأبين القائد الراحل

06 فبراير 2020
06 فبراير 2020

سالم بن محاد المعشني -

من تُراه قابوسُ؟ رؤيةٌ تجاوزت المدى واخترقتْ السديمَ، فلسفةٌ لم تجافِ العقلَ ولم تتحنَّطْْ في سراديبِ النَّقْلِ، فِكْرٌ قلبُهُ مُؤَطَّرٌ بالوحي وقواعدُهُ أصالةٌ وتحديثُ، وسطيةٌ أخذتْ من اليمينِ اليُمْنَ ومن اليسارِ كلَّ يسيرٍ.

من تُراه قابوسُ؟ ملاكٌ نزل الدنيا حليماً، وشيعته في رحلتهِ إلى الله مُهَجُ العالمين.

من تُراه؟ بساطٌ أخضرُ من النُّعمى، في إكليلٍ ناصعٍ من العافيةِ.

صخرةٌ أو جبلٌ باذخٌ من الثَّباتِ.

حصنٌ مكينٌ في طلعةٍ وسنى من الوقارِ.

عفا عندما فتكَ القادرون، واستمرأ العناءَ الكبيرَ عندما تبرَّمَ الصابرون، حملَ في قلبهِ الوطنَ إنسانا وأرضا، فاستطابَ الأسقامَ بغيةَ راحةِ شعبهِ، فارسٌ استلَّ مديةَ الحقِّ ورمى بها مهجة الليلِ ، وأومأ إلى الفجر أن يشرقا، رفعَ مقامَه على قدرِ همَّتِهِ وطموحهِ فتوسَّدَ الجوزاءَ. ومن حينها سجدتْ لهُ مقلُ الكبراءِ بعد أن استقالَ الدهاءُ واستعجمَت البلاغةُ. قابوسُ إن وعدَ أوفى، وإن قالَ اجترحَ الفعلَ، وإن زمجر خبا الرَّعدُ، وسكنتْ الأعاصيرُ. قابوسُ: اسمٌ وحيدٌ، وفعلٌ وحيدٌ أخلاقٌه من شعاعِ الوحي، وروحه من عبيرِ الجنانِ، وسيبقى في قلوبنا مادام الجديدان، وستظل مآقينا تندبهُ ماتورد الشفقان.