1430851
1430851
عمان اليوم

شبكات المياه عمت كافة المحافظات .. واهتمام كبير بتنظيم الموارد المائية

05 فبراير 2020
05 فبراير 2020

السلطان قابوس افتتح أول محطة لتحلية المياه عام 1975 -

كــــــــتب : خالد بن راشد العدوي -

حرص جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، طيّب الله ثراه، منذ توليه زمام الحكم وقيادة عمان في الثالث والعشرين من شهر يوليو 1970 على بسط وتوفير كافة الخدمات ومتطلبات الحياة الكريمة للإنسان العماني، والعيش في تراب الوطن بأمن وأمان واستقرار معيشي واجتماعي واقتصادي.

ويمكن الحديث عن بعض المنجزات التي تحققت في عهد السلطان الراحل، طيب الله ثراه، في قطاع المياه، فما ان خطت قدماه في كل شبر من عمان إلا وقام بتوفير ما ينقصها من خدمات ضرورية كان يعتبرها الأساس لينعم المواطن في بلده ووطنه دون التنقل من منطقة إلى أخرى. لذلك اهتم جلالته -رحمه الله - منذ بداية توليه زمام الأمور في السلطنة في الثالث والعشرين من يوليو 1970 بتطوير قطاع المياه كمطلب أساسي للمواطنين في مختلف بقاع السلطنة، انطلاقا من قاعدة أطلقها للشعب آنذاك وهي «سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء»، ففي عام 1975 قام - طيب الله ثراه - بتدشين أول محطة للمياه وهي محطة تحلية المياه وتوليد الكهرباء في منطقة الغبرة بمحافظة مسقط، التي كانت وما زالت تضخ مياهها عبر منصات ومنافذ التوزيع إلى مختلف الولايات الشمالية والداخلية، وعبر شبكة عنكبوتية محكمة.

وقد تضمن خطاب جلالته - رحمه الله - بمناسبة افتتاح الفترة الخامسة للمجلس الاستشاري للدولة بتاريخ 23-1-1990م الحرص على توفير مزيد من خدمة المياه، فقال «وحرصا منا على توجيه مزيد من العناية للعمل على تنمية موارد المياه فإننا قد أنشأنا وزارة تختص بهذا المجال، وذلك لما لتطوير هذه الموارد من أهمية بالغة للزراعة وتلبية احتياجات سائر المناطق من المياه لجميع الاستخدامات المختلفة، وعلى الرغم من كل ما تحقق في السنوات الماضية من تقدم في إنشاء سدود التغذية الجوفية، وصيانة وتطوير الموارد التقليدية، وإقامة محطات لتحلية المياه فإنه يتحتم باستمرار بذل المزيد من الجهود لاكتشاف مصادر جديدة وتنمية الموارد المتاحة وفقا لخطة طويلة الأجل، مع حفز المواطنين للمشاركة في هذه الجهود بالمحافظة على موارد المياه وترشيد استخدامها».

وتيرة متسارعة

فلم يألُ جهدا - رحمه الله - في توسيع شبكات المياه بمختلف القرى والمناطق الممتدة من مسندم إلى ظفار إلا وأمدها بالخدمة الأساسية للحياة وهي شريان الماء - عصب الحياة -، ودارت عجلة تنمية قطاع المياه بوتيرة متسارعة نحو اللحاق بركب التنمية وبأفضل السبل وأسهل الوسائل الممكنة.

وأصبح القطاع ينمو ويخطو بخطى ثابتة ومتسارعة، وفي عام 2007 أصدر جلالته - رحمه الله - مرسوما سلطانيا بإنشاء الهيئة العامة للكهرباء والمياه لتكون الجهة المسؤولة عن توفير مياه الشرب النظيفة لكافة المنازل والمؤسسات في السلطنة، إلى أن تغيرت في عام 2018 بمسمى الهيئة العامة للمياه وفق المرسوم السلطاني رقم ٤٢ /‏‏‏‏ ٢٠١٨.

محطات متنوعة

وقد تم توسيع وإنشاء العديد من محطات التحلية من بينها محطة تحلية مياه الغبرة الجديدة بمحافظة مسقط، ومحطة صحار بمحافظة شمال الباطنة، ومحطة بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، ومحطة التحلية بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، ومحطة قريات بمحافظة مسقط، ومحطة تنقية المياه بحوض المسرات في محافظة الظاهرة، والعمل جار لاستحداث وإنشاء محطات أخرى جديدة في محافظات وولايات مختلفة لتصل نسبة تغطية شبكات المياه إلى 98 % بحلول عام 2040.

 

أرقام وإحصائيات -

تم تسجيل 169 ألف مشترك في عام 2007 حتى وصل عدد المشتركين في نهاية 2019 أكثر من 600 ألف مشترك يتمتعون بخدمة المياه النظيفة، وبلغ إنتاج كمية المياه في عام 2007 م 122 مليون متر مكعب يوميا، إلى أن أصبح الإنتاج بنهاية 2019 أكثر من 386 مليون متر مكعب يوميا، حتى وصل إلى أكثر من 67 % من نسبة تغطية شبكات المياه بالسلطنة، بعد أن كان 38 % في عام 2007 وهو العام الذي أنشئت فيه الهيئة كمؤسسة متخصصة في ذات المجال.

وأصبح دور الهيئة الآن يقوم على توزيع المياه في مختلف أنحاء السلطنة، وتنفيذ المشاريع الجديدة لتوفير المياه لكل المقيمين على أرض السلطنة، وبناء وتشغيل وصيانة محطات تحلية المياه وشبكات التوزيع، ووضع الضوابط والمتطلبات الخاصة بالأنشطة المرتبطة بالمياه في السلطنة، واعتماد ومراقبة المواصفات الفنية لمعدات وأدوات المياه، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في البناء والملكية والتشغيل والصيانة والتطوير لمشاريع المياه والكهرباء.