1430607
1430607
العرب والعالم

الجيش السوري يتقدم في إدلب ويقترب من «سراقب»..و تركيا ترسل تعزيزات عسكرية جديدة

04 فبراير 2020
04 فبراير 2020

نشوب حرائق ووقوع أضرار مادية في منشآت نفطية بحمص لسقوط قذائف -

دمشق - - بسام جميدة - وكالات: يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية في ارياف ادلب وحلب، ويتقدم على أكثر من محور لاستعادة المزيد من القرى والبلدات هناك، ومن ثم الوصول الى الطريق الدولي الذي يربط بين حلب وحماة.

وأفاد مصدر ميداني لعُمان، أن الجيش السوري حقق أمس تقدما نوعيا في ريف إدلب، وبات على بعد كيلومترين من مدينة سراقب الاستراتيجية، فيما واصلت تركيا إرسال أرتال عسكرية جديدة إلى شمال سوريا.

وأفاد المصدر بأن الجيش السوري سيطر على قريتي كدور ورويحة بريف إدلب الجنوبي، وعلى بلدة النيرب الواقعة غرب سراقب وغرب الطريق الدولية حلب - اللاذقية، ثم وصلت إلى الضفة المقابلة من الطريق، وسيطرت على بلدة الترنبة الواقعة على بعد كيلومترين عن مدينة سراقب.

وبسيطرته على البلدتين المذكورين وقطعه الطريق الدولية بين سراقب وأريحا، يكون الجيش قد قطع إمدادات الجماعات المسلحة والإرهابية في المدينتين.

من جانبها نقلت قناة (سي.إن.إن ترك) عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله أمس إن تركيا لن تسمح للحكومة السورية باكتساب أراض في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا، وذلك بعد يوم من مقتل جنود أتراك في هجوم حمّلت أنقرة القوات السورية مسؤوليته.

كانت تركيا قد حثت روسيا على كبح جماح القوات الحكومية السورية في إدلب بعدما هز الهجوم تعاونا هشا بين أنقرة وموسكو.

وقال أردوغان على متن طائرة أثناء عودته من أوكرانيا إنه لا توجد حاجة «لخلاف خطير» مع موسكو بخصوص التطورات في سوريا في الوقت الراهن، مضيفا أن بلاده ستتحدث مع روسيا بهذا الشأن «دون غضب». وأردف قائلا إنه ربما يتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس.

وأكدت مصادر إعلامية سيطرة الجيش على النيرب والترنبة وقطعه طريق 4 الدولي، إضافة إلى محاصرته نقطة المراقبة التركية الحديثة، التي أنشأتها القوات التركية قرب الترنبة الأحد الماضي.

كما نقلت مواقع معارضة عن مصدر عسكري في «الجبهة الوطنية للتحرير» مخاوفه من أن يزج الجيش السوري وبدعم روسي جوي بكامل قواته خلال الـ 24 ساعة القادمة، لمحاولة الوصول، خلال الأسبوع القادم، إلى مطار تفتناز العسكري بريف إدلب، بعد أن أصبح على بعد 15 كم منه، نتيجة سيطرته على قرية جوباس جنوب سراقب في وقت سابق .

وعلى جبهة حلب، أحرز الجيش السوري تقدماً جديداً جنوب حلب وفي محيط مدينة سراقب، خلال عمليته العسكرية التي تستهدف في مرحلتها الأولى استعادة السيطرة على طريق عام حلب حماة، لوضعه في الخدمة بموجب اتفاق «سوتشي».

وأحكم الجيش السوري سيطرته على بلدة زيتان الحيوية إلى الجنوب من بلدة القلعجية، وذلك بعد يوم من تحرير بلدتي خلصة والحميرة الإستراتيجيتين، وبتطهير زيتان اقترب الجيش السوري من الشرق من بلد الزربة الواقعة على طريق عام حلب حماة، فيما حققت وحدات من الجيش إصابات مباشرة باستهداف مقرات الارهابيين في منطقة خوابي العسل وجمعية الكهرباء في ريف حلب الغربي.

في هذه الأثناء، دخلت 3 أرتال عسكرية تركية جديدة إلى الأراضي السورية أمس الأول عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال مدينة إدلب، حسبما أفاد «المرصد السوري المعارض»، ليرتفع بذلك تعداد الشاحنات والآليات العسكرية التركية من دبابات وناقلات جند ومدرعات والتي دخلت الأراضي السورية منذ صباح الأحد إلى أكثر من 400 آلية.

من جهة أخرى، تعرضت محطة غاز الريان ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى ومعمل غاز إيبلا ومصفاة حمص مجددا لاعتداءات إرهابية فجر أمس بقذائف من طائرات مسيرة أدت إلى نشوب حرائق ووقوع أضرار مادية.

وأكد وزير النفط والثروة المعدنية المهندس علي غانم إن الإرهابيين ورعاتهم عادوا لاستهداف قطاع النفط ومنشآته باعتداءات إرهابية فجر أمس ولا سيما معمل غاز إيبلا ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى ومحطة غاز الريان ومصفاة حمص وعلى الفور تمكن عناصر فوج الإطفاء العائد للمنشآت النفطية وعناصر الدفاع المدني من السيطرة على الحرائق الناجمة عن الاستهداف وإخمادها.

على الصعيد الإنساني نزح أكثر من نصف مليون شخص وفق الأمم المتحدة جراء التصعيد العسكري لقوات الجيش السوري وحليفتها روسيا في شمال غرب سوريا، في واحدة من أكبر موجات النزوح منذ بدء النزاع الذي يقترب من اتمام عامه التاسع.

وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون لوكالة فرانس برس «منذ ديسمبر، نحو 520 ألف شخص نزحوا من منازلهم، ثمانون في المائة منهم من النساء والأطفال».

وأوضح أن «أعمال العنف شبه اليومية لفترات طويلة أدت إلى معاناة مئات الآلاف من الناس، الذين يعيشون في المنطقة، بشكل لا مبرر له».

وشاهد مراسلو فرانس برس في الأيام الأخيرة قوافل من النازحين لدى مغادرتها مدناً وبلدات تتعرض للقصف أو تدور المعارك في محيطها باتجاه مناطق أكثر أمناً لا يشملها القصف.

وفي قرية حزانو الواقعة شمال مدينة إدلب، شاهد مراسل فرانس برس أمس عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة التي تقلّ نازحين مع مقتنياتهم من آوان منزلية وخزانات مياه وأدوات كهربائية وفرش وأغطية شتوية وحتى محاصيل زراعية وأخشاب.

وتوجّه النازحون وفق الأمم المتحدة إلى مناطق لا يشملها القصف، خصوصاً المدن أو مخيمات النازحين قرب الحدود في شمال غرب إدلب، بينما انتقل عشرات الآلاف إلى مناطق عفرين وأعزاز في شمال محافظة حلب المجاورة، والتي تسيطر عليها فصائل سورية موالية لأنقرة.