1428792
1428792
الرياضية

السيب.. صــدارة بنكهة السـكـــر والحــليب !

04 فبراير 2020
04 فبراير 2020

ياســر المـنــا -

دخلت بطولة دوري المحترفين «عمانتل» في العد التنازلي مع تبقي 9 جولات بعدها تكتب المنافسة السطر الأخير في النسخة الحالية، وحملت الجولة الماضية كثيرا من مظاهر الإثارة والندية والقوة والتنافس القوي بين الفرق الباحثة عن الصدارة ومراكز متقدمة في الترتيب.

يحافظ الدوري على ملعب يقبل كل الاحتمالات والتوقعات وبين كل جولة وأخرى تكشف الفرق المشاركة عن نتائج حصادها مع تجاوزها نصف الموسم بعد مسير صعب وشاق وليس الجولة الماضية وحدها التي كشفت واقع الحال وحددت حجم الحصاد بل، كانت الأمور شبه ظاهرة منذ وقت سابق في صراع الصدارة والفرق التي تعاني من التراجع وتبحث عن طوق النجاة من شبح الهبوط وكل ما جاء من تنافس في الجولة الماضية التي قبلها لم يكن إلا من باب التأكيد والتعزيز وتوضيح الرؤية أكثر، فلم تكن ثمة متغيرات كبيرة وأحداث جديدة.

شهدت الجولات الماضية التي مضت من عمر الدوري الطموحات والرغبات والأحلام ومع اقتراب المنافسة من خط النهاية بعد سباق ساخن في الدور الأول والأسابيع القليلة في الدور الثاني ظهرت الحقائق مجردة تتحدث عن الكثير من العوامل وعناصر التفوق والأفضلية التي كانت سببا مباشرا في رسم خريطة الفرق في جدول الترتيب وحددت مقدار حصاد كل منها وهو أمر ربما لا يشكل قناعات وموافقة عند البعض وسط تباين الأسباب والمسببات التي كانت من الممكن أن تطبق مبدأ «كان بالإمكان أفضل مما كان» والمشهد يدل على أن هناك أكثر من فريق تجتمع تحت مظلة هذا المبدأ وفي حساباتها بعض الأرقام الناقصة.

استحق فريق السيب الصدارة بجدارة ويقدم حتى الآن مستويات قوية وكل ما من شأنه يفتح شهيته للقب فهو لم يترك مسألة الحسم في المباريات للصدفة أو هدايا تقدمها له الفرق الأخرى فظهر بـ« كاريزما» الفريق الكبير متجاوزا مسألة صعوده حديثا للدوري وظهر منذ اليوم الأول يلبس عباءة العزيمة والإصرار ويرفض أي تراجع أو خسارة للنقاط، ففي أكثر من مباراة تعرض لمواقف صعبة وتأخر في حسم الفوز، إلا أن الطموح القوي كان دائما يسنده ويدفعه للقتال واللعب بإصرار ومن ثم العودة للمباراة وتحقيق النتيجة الإيجابية وهو موقف يمنحه حق التفكير في البطولة ويمنحه الحوافز والدوافع ليستمر أكثر عزيمة فيما تبقى من مباريات الدور الثاني.

استحق السيب تفرده ونجاحاته في النصف الأول للموسم وهو يقفز بقوة منذ البدايات مقدما شكلا جديدا يختلف كليا عن الشكل الذي تكون عليه الفرق الصاعدة التي تكون بحاجة للخبرات وإثبات الذات أولا قبل التفكير في التفوق.

الجدارة في صدارة السيب تمثلت في نجاحه وفوزه بثلاثية على فريق مرباط في الجولة الماضية ليمنح نفسه مساحة أكبر تبعده عن مطاردة منافسه الأبرز فريق ظفار الذي تعثر بالتعادل أمام بهلا.

في جوانب أخرى من المنافسة هناك فرق خسرت وضاعت هويتها وافتقدت ملامحها وأضاعت فرصا ذهبية كانت متاحة أمامها لتسجل حضورا أفضل وتقدم نفسها في شكل يتناسب مع طموحات وأمنيات جماهيرها التي قامت بواجبها وقدمت ما استطاعت له سبيلا في مجالات الدعم المعنوي والتحفيز لتقديم المستويات الفنية القوية والنتائج الإيجابية.

المعروف أن البداية في الدور الثاني لم تخل من الصعوبات التي ترافق أي بداية والعثرات، وظهرت مشكلة مغادرة المدربين لفرق أشرفوا على إعدادها وخططوا لسياسة تنفيذها في الموسم الحالي، إلا أن رياح الاستغناء جاءت بغير ما يشتهون ووجدوا أنفسهم بين يوم وليلة خارج أسوار النادي في عادة ظلت تتكرر في كل موسم.

الركن الفني: التعادل «كلمة سر».. الخوف من الخسارة -

تباينت مشاهد وصور الفرق في الدوري في الجولة السابعة عشرة وكان الحدث الأبرز كثرة التعادلات فقد انتهت أربع مباريات بنتيجة التعادل في حين نجح مسقط والسيب فقط في تحقيق النتيجة الإيجابية.

وهذا يدل على أن معظم الفرق ترفض الاستمرار في خسارة النقاط خاصة فرق المقدمة لذلك نجح البعض في استعادة توازنه سريعا وعاد لتحقيق النتائج الإيجابية حتى لو عبر التعادل بعد أن خسر الجولة الماضية.

الحالة الفنية العامة تشير بوضوح إلى أن جميع الفرق لها طموحات كبيرة في ألا تتعرض للخسارة ويتضح الأمر أكثر عند فرق منطقة الوسط في جدول الترتيب التي تنتظر الفرصة المناسبة لتقفز إلى المقدمة وتنافس على الصدارة.

تعرض أكثر من فريق للعرقلة عبر التعادل وكثرت التعادلات يدل على أن كل فريق يلعب بحسابات الفوز أو التعادل على أسوأ تقدير مع رفض واضح وصريح للخسارة، ولكن يبدو التعادل في بعض المباريات أشبه بالخسارة خاصة إذا كانت نقطته لا تغني ولا تسمن من جوع.

المعروف أن كثرة حالة التعادل تبطئ تقدم الفرق وتؤدي إلى تقارب النقاط وهذا يحدث فعلا عند النظر إلى جدول الترتيب وحصاد الأندية.

استمرار خوف الفرق من الخسارة ربما يقودنا لمشاهدة المزيد من نتائج التعادلات في الجولات المقبلة.

دائرة الضوء : الزلفاني.. خروج عبر «نافذة» التراضي -

بالرغم من تنوع وكثرة الأدلة الفنية التي تشير إلى وجود تطور وتضمن استمرار المنافسة القوية والجادة بين الفرق في الجولات المقبلة، إلا أن المنافسة لم تسلم من بعض السلبيات التي تتمثل في استمرار مجزرة المدربين التي راح ضحيتها غالبية مدربي الفرق في الدوري وهو أمر ربما لا يتوقف عند هذا الحد وتنتقل العدوى إلى الفرق التي تنعم بالاستقرار الفني.

تستغل الأندية شماعة المدرب لتعلق عليها إخفاقات فرقها لذلك لا تجد غير المدرب ليكون كبش فداء لنهجها الإداري وهو ما يكشف أن معظم التغييرات التي تتم تكون بغرض تغيير الأجواء ليس أكثر.

العجيب والغريب في الدوري أن إقالة المدربين باتت تتكرر بصورة متواصلة والمنافسة لا تزال في بدايتها ومثل هذه القرارات القياسية التي تحطم الأرقام تظهر حقائق مهمة ترمي بالمسؤولية في وجه الإدارات التي لم تحسن الاختيار منذ البداية وأهدرت وقت أنديتها وأموالها في تعاقدات فاشلة وربما يكون هذا الأمر فيه جانب من الصواب والحقيقة، إلا أن المنطق يشير إلى جانب آخر يجب وضعه في الاعتبار ويبرئ بعض المدربين الذين لهم سمعة وخبرات وتجارب ورغم ذلك طالهم سيف الإقالة.

هناك مدربون ودعوا الدوري العماني وفي رؤوسهم الكثير من علامات الاستفهام ويشعرون بخيبة أمل كبيرة في مسيرتهم ولا يقرون بأنهم من يتحملون مسؤولية النتائج السلبية وعدم نجاح الفريق في تحقيق الطموحات المرجوة.

أحدث مدرب غادر الـــــــــــدوري هو التونسي ايمن الزلفاني مدرب ظفار عبر التراضي بعد أن حصل على عقد في الجزائر في واحدة من حالات الرحيل بالاتفاق وليس عـبر الإقالة.

بورصة الأهداف: بيكاي يعزز الصدارة.. وينتظر المطاردة -

واصل مهاجم فريق مسقط بيكاي تعزيز صدارته لقائمة الهدافين بعد الهدف التاسع الذي سجله في شباك العروبة ليؤكد بأنه مهاجم قناص يعرف كيف يترجم الفرص إلى أهداف ويبدو أن إدارة نادي مسقط كانت موفقة في ضم هذا اللاعب الذي يصنع الفارق باستمرار للفريق ويقوده لكسب التحديات الصعبة.

رغم انفراد بيكاي بصدارة الهدافين لكنه ينتظر مطاردة صعبة من الثلاثي محسن جوهر وسعيد الرزيقي ومحسن الغساني وبقية اللاعبين الذين لا يتجاوز الفارق بينه وبينهم ثلاثة أهداف.

الإحصائية النهائية تبين أن مستوى التهديف جيد في الدوري إلا أن المفارقة الظاهرة تعكسها غياب الفارق الكبير بين الفرق في عدد الأهداف التي سجلتها الفرق في الدور الأول والفارق بين المتصدر السيب وصاحب المركز الأخير مرباط ويصل إلى 12 هدفا، فيما يزيد بين السيب برصيد 27 هدفا والعروبة الذي يملك في رصيده 9 أهداف فقط.

ظهور بعض المهاجمين الشباب في فرق الدوري يمثل استراتيجية مهمة تستحق أن تصمم لها رؤية فنية يتشارك فيها اتحاد الكرة مع الأندية لظهور المواهب التي من شأنها أن تأتي بالحلول لواحدة من أبرز العقبات التي تعترض مسيرة المنتخب الوطني الأول نحو الغايات المنشودة.

شروق -

■ تقدم فريق مسقط بقوة نحو المنطقة الدافئة بفوز غال معوضا النقاط التي خسرها في الجولات الماضية بعد فوزه بهدف وحيد على العروبة معوضا ظهوره الباهت في هذا الموسم الذي جعله يقبع ضمن قائمة الفرق المتأخرة في الترتيب.

الفوز الأخير كشف عن قدرات جيدة للفريق الأحمر وبإمكانه أن يلعب بجدية وقوة ويصمم على النتائج الإيجابية بعيدا عن الاستهتار أو مشكلة تذبذب المستوى الفني ويمثل الفوز الأخير دفعة معنوية قوية للفريق ليعود في الدور الثاني أكثر قوة وتنظيما ليستعيد بعض بريقه ويبتعد بصورة نهائية عن المنطقة الخطرة.

■ حقق فريق بهلا تعادلا معنويا في مواجهة فريق ظفار حامل اللقب ووصيف الدوري في أرضه ووسط جماهيره ليخرج قليلا من الضغوط النفسية التي ظلت تحاصره بسبب تراجع الأداء في بعض المباريات وهو ما أثر سلبا على مسيرة الفريق القوية .

النتيجة التي حققها بهلا تعد إيجابية بكل المقاييس ويمكنها أن تفتح آفاقا كبيرة للفريق ليواصل انطلاقته ويتقدم في الترتيب أكثر إذا ما نجح الجهاز الفني في معالجة السلبيات والأخطاء ووفرت الإدارة المعينات المطلوبة خاصة في ما يتعلق بترميم صفوف الفريق.

■ استحق الحكام التقدير على ما ظلوا يقدمونه من مستويات تبدو جيدة للغاية في ظل تقارب التنافس بين الفرق وحرصها على النتائج الإيجابية ورغم وجود بعض الاعتراضات هنا وهناك على قرارات بعض الحكام، إلا أن الشواهد تحدثت عن أن الحكام لم يقعوا في أخطاء الكبيرة التي يمكنها أن تؤثر على النتيجة.

الفرصة متاحة أمام الحكام للمضي قدما في سلك النجاح وتأكيد قدرتهم في دعم دوري المحترفين ليأخذ وضعيته ويتطور ويبلغ المرحلة التي تجعله ينافس الدوريات الآسيوية والعربية ويجذب المزيد من الأنظار عبر الأداء الجيد والتركيز العالي والتجويد في الأداء عبر معالجة القصور والسلبيات.

■ حجز جمهور فريق السيب مقعدا له ضمن قائمة الجماهير الإيجابية التي تساهم بقدر عال في دعم فرقها وتقودها لتحقيق النتائج الإيجابية وظلت جماهير السيب في انتظار عودة فريقها ليحجز موقعه ضمن الفرق الكبيرة، في المواسم الماضية تشكل غيابا واضحا في المدرجات.

إلا أن بعض جمهور السيب يخرج بعض الأحيان عن الروح الرياضية ويحتك مع الحكام في مشهد يتنافى مع المظهر الرائع الذي تظهر عليه الجماهير في المدرجات وهي تشجع وتساند فريقها وتمضي معه ليكون اليوم في الصدارة ومرشحا بقوة للقب.

غروب -

■ استمر فريق العروبة في خسارة النقاط ومن ثم التراجع في الترتيب العام والمكوث في المراكز الأخيرة في مؤشر خطير وناقوس خطر يتطلب من إدارة النادي التدخل حتى لا يستمر النزيف ومن ثم تضعف قدرة الفريق ويصبح في مهب الريح وعرضة لاحتمالات عديدة منها خسارة مقعده في دوري الأضواء.

مهمة العروبة ليست مستحيلة خاصة وان الفريق ظهر في بعض المباريات بمستوى فني جيد وكان قريبا من الفوز على فرق كبيرة ولكن سوء الحظ وضعف الخبرة قاده لخسارة نقاط كانت في المتناول .

■ فريق نادي مرباط لا يزال يبحث عن نفسه وعروضه القوية التي قدمها في الموسم الماضي ومنحته فرصة البقاء بجدارة ويعيش الفريق علة التذبذب في الأداء نتيجة عدم الاستقرار الفني والتبديل المستمر في الجهاز الفني وغياب اللاعبين المجيدين الذين يصنعون الفارق.

يحتاج فريق مرباط لعمل كبير في فترة الراحة حتى يعود من جديد ويكرر سيناريو الموسم الماضي عندما انتفض في آخره ونجح في تحقيق نتائج إيجابية عدلت من وضعيته وأبعدته من المراكز الأخيرة، فهل يكرر الفريق الأمر ذاته ويستفيق في الدور الثاني وينجح في الابتعاد من المركز قبل الأخير؟.

■ لا يزال الإحجام الجماهيري في غالبية المباريات يمثل الحلقة الأضعف في الدوري بالرغم من أن بعض الأندية عبر مبادرات من أقطابها تقدم الحوافز والجوائز للمشجعين لتشكيل حضورا قويا ومؤثرا إلا أن المحصلة العامة تدل على أن المدرجات لا تزال تعاني من الضعف الجماهيري وبحاجة لجهود كبيرة حتى يقتنع الجمهور بالحضور من تلقاء نفسه بعيدا عن الاستقطاب والتحفيز.

ارتبط حضور الجماهير عند بعض الفرق بالأداء والعطاء الجيد على عكس جمهور بعض الأندية التي تقف خلف فرقها في كل الأوقات ومهما كانت الظروف في نموذج رائع للانتماء والولاء.

■لم تظهر بصمات بعض المدربين بالصورة المطلوبة وغابت لمساتهم في شوط المدربين ووقف منهم عاجزا عن تعديل وضعية فريقه الذي كان يعاني، وإذا ما استمر الجهد الفني في الفرق التي تعاني من سوء النتائج ولم تقم الأجهزة الفنية بدورها وتعالج الأخطاء والسلبيات فإن مصيرهم لن يختلف كثيرا عن من سبقوهم في مغادرة الدوري وان اختلفت الأسباب.

التغييرات المستمرة تشكل عائقا كبيرا أمام المدربين لإظهار بصماتهم، حيث لا تتاح لهم الفرصة كافية للعمل وتنفيذ خططهم.