صحافة

بوادر انشقاق بريطاني - أمريكي بسبب شركة هواوي الصينية

03 فبراير 2020
03 فبراير 2020

في أكبر اختبار للسياسة الخارجية البريطانية في مرحلة ما بعد البريكست، سمح رئيس الوزراء بوريس جونسون بمنح شركة «هواوي» عملاق الاتصالات الصينية دورًا محدودًا في تطوير شبكة اتصالات الجيل الخامسG5 في المملكة المتحدة بالمشاركة في بناء الأجزاء «غير الحساسة» بشبكة الهاتف المحمول، على ألا تتجاوز نسبة مشاركتهم 35 بالمائة. وتسبب هذا القرار في إغضاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تخشى من أن تستغل الصين شركة «هواوي» في التجسس. وكانت واشنطن هددت بتقليص التعاون المخابراتي مع لندن إذا كان لشركة «هواوي» دورا في بناء هذه الشبكات.

صحيفة «ديلي تلجراف» نشرت تقريرا كتبه جوردون راينر بعنوان «بوريس جونسون يتحرك لمعالجة الشقاق بين الولايات المتحدة وبريطانيا حول شركة هواوي بإنهاء الاعتماد على التكنولوجيا الصينية»، أشار فيه إلى أن جونسون اخبر الرئيس ترامب هاتفيا بأن بريطانيا ستعمل مع الولايات المتحدة على «كسر هيمنة» شركات مثل هواوي الصينية بهدف إخراجها من البنية الأساسية في بريطانيا بالكامل، مؤكدًا على انه سيسمح لشركة «هواوي» بإنشاء أجزاء فقط من شبكة الهاتف المحمول في المملكة المتحدة، مع وجود قانون جديد سيحد من تأثيرها.

وأشارت الصحيفة إلى تصريح دومينيك راب، وزير الخارجية البريطاني أمام نواب البرلمان بأنه: «من الضروري ألا نكون مرة أخرى في وضع يسمح لنا بمثل هذه الخيارات المحدودة عند استخدام مثل هذه التقنيات الجديدة المهمة».

وفي تقرير نشرته صحيفة «الفايننشال تايمز» بعنوان «الولايات المتحدة تدين قرار المملكة المتحدة» ركزت فيه الصحيفة على رد الفعل الأمريكي حول خطط بريطانيا بخصوص شركة «هواوي» عملاق الاتصالات الصينية الى درجة وصلت إلى حد الإدانة، لكنها لم تصل إلى حد التهديد. وتقول الصحيفة: إن المحادثات التجارية التي أعقبت خروج بريطانيا من الاتحاد يبدو أنها هزت العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة في وقت «حساس للغاية».

أما صحيفة «الجارديان» فتقول يبدو أن قرار المملكة المتحدة قد تجنب المواجهة الكاملة مع البيت الأبيض حول شركة هواوي الصينية للاتصالات، بعد أن صنفتها الحكومة البريطانية بأنها «بائعًا عالي المخاطر»، وفرضت حدًا على مشاركتها في بناء شبكة اتصالات G5 في المملكة المتحدة.

وقالت الصحيفة: إن إدارة ترامب قدمت سلسلة من التحذيرات شديدة اللهجة حول المخاطر الأمنية في الفترة التي سبقت القرار البريطاني، لكنها كانت تستعد لتخفيف موقفها بعد مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي.

وقالت المصادر: إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ظلت تشعر بخيبة أمل إزاء قرار السماح لـ«بائع غير موثوق به» بالدخول إلى سوق المملكة المتحدة، إلا أن العلاقة الأمنية والاقتصادية بين البلدين كانت بالغة الأهمية بحيث لا تتعرض للخطر بسبب خلاف على تكنولوجيا الهاتف المحمول.

وذكرت صحيفة «التايمز» أن بوريس جونسون «واجه معارضة» من وزير دفاعه بن والاس بسبب سماحه لشركة «هواوي» للاتصالات بالمساعدة في بناء شبكة الجيل الخامس في قرار أثار انتقادات شديدة من السياسيين الأمريكيين. وان بن والاس اخبر زملاؤه خلال اجتماع امتد إلى 90 دقيقة في مجلس الأمن القومي ضرورة الاهتمام بتحذيرات الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أقوى حليف لها في الدفاع والأمن، بينما وصف الصين بأنها «ليست صديقة لأحد».

وكتب المحرر السياسي توم نيوتن دان تقريرًا لصحيفة «الصن» أشار فيه إلى الانتقادات الموجهة لبوريس جونسون على اثر تحديه نصائح الولايات المتحدة وأعضاء البرلمان بعدم السماح لشركة هواوي ببناء شبكة G5 بسبب المخاوف من عمليات التجسس. وان لجنة مكونة من 9 من كبار الوزراء فرضت سلسلة من القيود على مشاركة هواوي في محاولة لإدارة أي خطر أمني ونزع فتيل الغضب.

وقالت الصحيفة: إن رئيس الوزراء أجاب على نداء من رؤساء الاستخبارات لتعزيز صناعة الاتصالات في بريطانيا للتأكد من أنها لن تعتمد على الصين مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، كشفت الصحيفة أن بعض كبار قادة حزب المحافظين غاضبون للغاية لدرجة أنهم «يفكرون في تمرد داخل مجلس العموم» لمحاولة فرض حظر تام على الشركة الصينية.

ووصل الحال إلى أن أعلنت المملكة المتحدة أنها ستستبعد شركة هواوي الصينية من المواقع الجغرافية الحساسة مثل المواقع النووية والمواقع العسكرية في البلاد، عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي برئاسة رئيس الوزراء بوريس جونسون، بعد فترة وجيزة من إعلان بروكسل أنها ستسمح لشركة «هواوي» بدور محدود في تقنيات «الجيل الخامس» في الاتحاد الأوروبي.