صحافة

الموقف البريطاني من صفقة القرن ما بين التأييد والرفض

03 فبراير 2020
03 فبراير 2020

صفقة القرن التي أعلنها الأسبوع الماضي في واشنطن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثارت ضجة كبيرة في دول العالم الحر، وفيما أيدها البعض فقد أبدى آخرون اعتراضهم عليها خاصة لعدم دعوة الفلسطينيين وإخبارهم بها وهم أصحاب الشأن.

في بريطانيا اعلن متحدث باسم داوننج ستريت، بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون ناقش هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقترح الأمريكي للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال: إن جونسون رحب بالخطة الأمريكية واعتبرها خطوة إيجابية للأمام.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن خطة السلام التي أعلنها الرئيس ترامب لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني هي بكل وضوح «اقتراح جدي»، وان اتفاقًا للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمتها، ويمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل».

واعتبر راب أن خطة ترامب تطلبت «الكثير من الوقت والجهد»، وان المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين «هم الوحيدون القادرون» على اتخاذ موقف حيال هذه المقترحات ومدى «استجابتها لاحتياجات وتطلعات شعبيهما». وقال راب: «نشجع الفلسطينيين على دراسة الخطة بطريقة صادقة ومنصفة، وبحث ما إذا كان يمكن أن تشكل خطوة أولى للعودة إلى مسار التفاوض».

اما زعيم المعارضة العمالية، جيريمي كوربين، فقد اعرب في بيان على حسابه في «تويتر» عن رفضه للصفقة المزعومة، معتبرًا إياها «تهديدًا للسلام»، داعيا حكومة جونسون إلى رفض الصفقة التي وصفها بـ«الشيء المخزي»، مؤكدًا أن الصفقة «ليست خطة سلام، وإنما هي ضمان لاستمرار السياسة الاستعمارية غير القانونية التي تقوم بها إسرائيل، وتنكر حقوق فلسطين، ومن ثم هي تهديد للسلام». كما شدد كوربين أيضا على «ضرورة معارضة الحكومة البريطانية لهذا الخزي، وممارسة الضغوط من أجل التوصل لاتفاق سلام حقيقي، وحل قائم على أساس الدولتين».

ومن جانبها، قالت ليزا ناندي، المرشحة لخلافة كورببن لزعامة حزب العمال: إنّ قرار الحكومة البريطانية دعم «صفقة القرن» هو أمر «مشين»، معربة عن «فزعها» من خطة الرئيس الأمريكي ترامب. وأضافت في تغريدة لها على «تويتر»، أن هذه الخطة «تقضي على أي أمل بحل الدولتين»، وأكدت في الوقت نفسه على انها «ضارة بإسرائيل». وقالت: إن وزير الخارجية دومينيك راب دعا إلى «التعامل بجدية» مع عرض ترامب، ووصفت دعوته بأنها «مشينة».

صحيفة «التايمز» نشرت مقالا تحليليا حول صفقة القرن بعنوان «التوقيت محاولة فاضحة لتعزيز نتانياهو»، أشارت فيه إلى أن إدارة الرئيس ترامب تهدف بصفقة القرن حل النزاع المستمر منذ أجيال بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن ترامب دعا نتانياهو ومنافسه بيني غانتز إلى واشنطن لاطلاعهم على تفاصيل الصفقة، فيما تجاهل الفلسطينيين ولم يدعهم إلى واشنطن ولم يطلعهم على شيء. وتتساءل الصحيفة عن سبب إصرار وتحمس واشنطن لصفقة القرن؟ وقالت ان الجواب يكمن في شقين، الأول: اعتقاد ترامب بأنه «سيد الصفقات»، والثاني: إن الدائرة المقربة من ترامب من مستشاريه يمثلون الأقلية اليمينية المتشددة من اليهود وكذلك مجموعات كبيرة من المسيحيين الإنجيليين الداعمين للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.