salim
salim
أعمدة

نوافذ: كــورونا

03 فبراير 2020
03 فبراير 2020

سالم بن حمد الجهوري -

[email protected] -

التعليمات الصادرة من الجهات المعنية في الدولة وفي مقدمتها وزارة الصحة، حول كيفية التعامل مع مرض كورونا المنتشر عالميا، يجب الأخذ بها والالتزام بتنفيذها على مستوى الفرد، دون الالتفات إلى ما يعرض من اجتهادات للبعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا استقاء المعلومات من مصادرها الأساسية التي تقدم المعلومة الصحيحة.

ولأننا في وقت حساس يتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية والعمل على منع وصوله إلى السلطنة، فإن الجميع مطالب بإدراك ما يمثله من خطورة بالغة جدا على المجتمع وأفراده، وضرورة أخذ الحيطة والحذر خلال هذه المرحلة التي يتطور فيها هذا الفيروس ليأخذ دورته القصوى في الانتشار ومن بعده التراجع إلى نقطة الصفر، كما مرت العديد من الأوبئة الماضية ذات الأسماء المتعددة كانفلونزا الطيور وسارس وأبيولا وغيرها والتي حصدت أرقاما عديدة من البشر في طريقها.

ولأن البشرية تتعرض بين الحين والآخر إلى مثل هذه الأمراض والأوبئة خاصة خلال السنوات الثلاثين الماضية التي انتشرت فيها بسرعة بالغة، خاصة بعد المحطات التي شهدتها القرون الأربعة الماضية، التي رصدت في السنة العشرين من كل قرن بدءا من 1720 مرورا بـ 1820ثم 1920 حتى 2020 وقد قضت هذه الحالات على قرابة 100 مليون إنسان تقريبا حسب تقدير من مصادر تاريخية مختلفة.

ويربط بعض العلماء تسارع وتكرار هذه الأوبئة بأنه يعود إلى أسباب منطقية، فهم يرون أنه منذ عام 2007 تضاعف أعداد السكان في المدن والعواصم الرئيسة في العالم، حيث بلغ ساكنوها 4 مليارات شخص شغلوا مساحة 1% من مساحة الكرة الأرضية، وحسب بعض الإحصائيات فإنه في عام 2019 استطاعت شركات الطيران أن تنقل 4.5 مليار بين عواصم وحواضر المدن في العالم وهو ضعف ما نقل قبل 10 سنوات، كان هذا كفيلا بأن يوجد حالة من التقارب بين البشر ويسهل من انتقال الفيروسات بينهم في أقصر وقت، فهو يحتاج إلى هذا المناخ لينمو خارج الجسم إذا وجد أشخاصا آخرين للعيش في أجسادهم، وقد تكون هذه نتيجة طبيعية لهذه الحركة والنمو المتزايد لسكان الأرض.

ولأن هذا الفيروس ينتقل بالسعال أو العطس أو اللمس بين الناس مما يسبب حالة من الهلع اليوم في البلدان المصابة، لذلك تعمل الدول بكل طاقتها لتقليل تلك الإصابات التي بلغت حتى أمس وفاة قرابة 361 شخص وعدد المصابين وصل إلى 17 ألف وهذه الأرقام تتغير بشكل يومي، حيث يتزايد عدد الوفيات والإصابات كل ساعة.

ونظرا لأن الخطورة بالغة ليس علينا فقط، وإنما على العالم أجمع، فإنه من المهم أن يتم توحيد الجهود محليا ودوليا من أجل معالجة مثل هذه التحديات التي تظهر بين الحين والآخر على هذا الكوكب، لتقليل الخسائر في حالة- لا قدر الله- وجدت عبر أي من الأسباب، واتباع بعض الإجراءات كالتقليل من السفر إلى الدول المزدحمة سكانيا وعدم استخدام وسائل النقل المكتظة وتجنب تجمعات الناس ووضع الكمامات على الوجه، وغسل اليدين وعدم ملامسة الأماكن والأشياء المشتبه في وجود الفيروس بها، وعالميا يجب تبادل المعلومات الكافية حول تطوراته، وأيضا التوصل إلى لقاح يستطيع كبحه والإطاحة به.