1429203
1429203
العرب والعالم

مقتل 9 مدنيين من عائلة واحدة في غارات جوية

02 فبراير 2020
02 فبراير 2020

الجيش السوري يستعيد قرى في إدلب وحلب -

دمشق- عمان - بسام جميدة- وكالات:

قتل تسعة مدنيين على الأقل غالبيتهم من أفراد عائلة واحدة جراء غارات سورية وأخرى روسية أمس على مناطق عدة في شمال غرب سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد عن مقتل طفل بقصف جوي سوري على أطراف مدينة بنش الواقعة شرق مدينة إدلب أمس، بينما قتلت امرأة بغارة روسية على مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي.

وفي بلدة سرمين في ريف إدلب الشرقي، قتل سبعة آخرون من أفراد عائلة واحدة جراء ضربات، لم يتضح وفق المرصد ما إذا كانت طائرات سورية أم روسية نفذتها، كون الطرفين يشنان غارات في المنطقة.

وشاهد مراسل وكالة فرانس برس منزلاً من طبقتين دُمّر بالكامل جراء القصف على أطراف سرمين، نجت منه غرفة واحدة كانت العائلة قد وضبت حاجيات وأغراض فيها.

وقال أبو فداء الذي كان يبكي بتأثر أفراد عائلته بعد انتشال جثتي طفلين منهم من تحت الأنقاض، هما ابنته (تسع سنوات) وابنه (13 عاماً) «نزحنا الخميس الماضي بثيابنا إلى إدلب بسبب شدة القصف وعدنا الليلة قبل الماضية لنأخذ أغراضنا». وكانت جثث زوجته وزوجتي إبنيه وحفيدين ما زالت تحت الأنقاض.

وأضاف: «كنت أرغب بإخراج عائلتي من القرية صباحًا لكن زوجتي طلبت مني الاهتمام بعملي، فأرسلت لهم سائقًا مع سيارة لنقل الأغراض، ثم جاءت الطائرة وقصفت المنزل»، متابعًا بتأثر «باتوا جميعهم تحت الردم، أنا راض بما كتبه ربّي لي، لكنّ المصيبة كبيرة ولا يستوعبها عقلي». ونجا ثلاثة من أولاد أبو فداء من القصف لعدم تواجدهم في المنزل.

وتتزامن الغارات الجوية على إدلب مع معارك عنيفة على محاور عدة في ريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي وكذلك في ريفي حلب الجنوبي والجنوبي الغربي، بين هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة من جهة وقوات الجيش السوري والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، بحسب المرصد.

وأفاد مصدر ميداني لـ«عمان» عن مواصلة الجيش السوري عملياته العسكرية في ارياف ادلب وحلب واستعاد أمس قريتي داديخ وكفربطيخ جنوب سراقب، بريف إدلب الجنوبي وكذلك سيطر على قرية زيتان بريف حلب الجنوبي.

وسبق أن سيطر الجيش السوري أمس الأول على قريتي خلصة والحميرة بريف حلب الجنوبي بعد معارك مع «جبهة النصرة»، أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوفها.

وجاء ذلك بعد تحرير الجيش السوري قرية خان طومان بريف حلب، وساتر القراصي وتلال القراصي جنوب غرب حلب.

وفي السياق، تمكن الجيش العربي السوري أمس الأول تأمين طريق خان شيخون - معرة النعمان بالكامل بعد استعادته قريتي ارمانيا ومعر حطاط.

وأفاد مصدر عسكري بأن الجيش السوري طوق نقطة مراقبة تركية في معر حطاط جنوب معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، مؤكدا سيطرة القوات السورية على طريق خان شيخون معرة النعمان بالكامل.

وقال المصدر العسكري إن تأمين طريق خان شيخون معرة النعمان جاء بعد السيطرة على قريتي أرمانيا ومعر حطاط.

وأضاف المصدر: إن الفصائل المسلحة التي تسمى «الجيش الوطني» المدعومة من تركيا، شنت هجوما على نقاط الجيش السوري في منطقة تادف في ريف حلب الشمالي الشرقي، مؤكدا أن اشتباكات عنيفة «تدور الآن دون أي تغير في الخريطة الميدانية».

وذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية، بأن وحدات من الجيش واصلت أمس تقدمها بريف إدلب الشرقي، وحررت قريتي لوف وقمحانة على محور خان السبل شرق مدينة سراقب. وأضافت: إن قوات الجيش كبدت خلال هذه المعارك إرهابيي «جبهة النصرة» والمجموعات المتحالفة معهم خسائر بالأفراد والعتاد.

وحسب الوكالة، فإن قوات الجيش تلاحق فلول الإرهابيين باتجاه مدينة سراقب، بعد أن حررت عددا من قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، بينها معرة النعمان، في وقت سابق من الأسبوع الحالي.

إلى ذلك ووسط تصاعد القتال بين القوات السورية والمسلحين في ريفي إدلب وحلب، أرسل الجيش التركي أمس الأول تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته المنتشرة على الحدود مع سوريا.

وأفادت وكالة «الأناضول» بأن قافلة تعزيزات تضم دبابات وناقلات جند مدرعة، وصلت قضاء ريحانلي المحاذي لمحافظة إدلب السورية بولاية هطاي جنوبي تركيا.

وأضافت الوكالة: إن القافلة توجهت باتجاه الوحدات العسكرية المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، في دفعة ثانية من التعزيزات خلال الأيام الأخيرة.

يأتي ذلك تزامنًا مع تصعيد فصائل المعارضة السورية والجماعات الإرهابية هجماتها على مواقع الجيش في ريف حلب، وبعد تصريحات للرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوح فيها باستخدام القوة العسكرية «لإرساء الاستقرار في سوريا» ردا على ما اعتبره خرقا من قبل موسكو ودمشق للتفاهمات القائمة بشأن إدلب ومناطق سورية أخرى. وكان الجيش التركي قد أنشأ خلال الأيام الأخيرة ثلاث نقاط مراقبة جديدة في محيط مدينة سراقب في ريف إدلب، في ظل استمرار قوات الجيش السوري في تقدمها باتجاه هذه المدينة الاستراتيجية بعد تحرير عدة قرى وبلدات في ريف إدلب، أكبرها معرة النعمان.

في الشمال السوري، حيث أصبح الوضع أكثر تعقيدًا من حيث توزع القوى العسكرية بعد عملية نبع السلام، فهناك تواجد للجيش السوري والروسي، والأهم التركي بشكل مباشر في العديد من المناطق والمدن السورية التي كانت محسوبة على قسد مثل تل ابيض وإعزاز. يرافق هذه القوة التركية فصائل من الجيش السوري الحر الذي راح يملأ الفراغ في هذه المناطق اجتماعياً وكأن هناك تهجير عرقي للكرد الذين هاجر منهم مئات الألوف إلى داخل الجزيرة، وذلك كله يأتي لحماية الأمن التركي من جهة، وكسب أوراق للمعارضة السورية في مفاوضاتها مع الدولة السورية من جهة ثانية.