1429039
1429039
المنوعات

علماء آثار ينقبون عن ملوك إمبراطورية الآزتك بموقع في المكسيك

02 فبراير 2020
02 فبراير 2020

مكسيكو سيتي- «د.ب.أ»: يقع موقع التنقيب في مدينة مكسيكو سيتي، أمام المعبد الكبير (تمبلو مايور) في تينوتشيتلان، عاصمة إمبراطورية الآزتك (1521-1325).

وفوق الأرض، يتواصل النشاط المستمر من التجار والمارة كالمعتاد في قلب المدينة الضخمة، بينما في الأسفل، ينشغل علماء الآثار المكسيكيون بأعمال التنقيب باستخدام فُرش رقيقة، ويجثون على حصيرة لحماية ركبهم.

ويقول ليوناردو لوبيز لوخان، كبير الفريق الأثري: «يتعين علينا استكشاف كل صناديق القرابين هذه على مستوى الأرض أولا، قبل الحفر على عمق أكبر بحثا عن رفات الملوك».

ووفقا للوثائق التاريخية، تم دفن ثلاثة أشقاء هم أكساياكل وتيزوك وأويتزوتل، الذين حكموا بين عامي 1469 و 1502، في هذه المنطقة، التي كانت جزءا من إمبراطورية الآزتك .

وكان أويتزوتل هو سلف الملك موكتيزوما الشهير الذي فوجئ بوصول الفاتح الإسباني إرنان كورتيس وقواته من الرجال البيض الملتحين.

ويقول توماس كورتس، الذي يعمل في التنقيب: «هناك يمكنك أن ترى صولجانا خشبيا على شكل أفعى». كما يمكن رؤية سمكة منتفخة في زاوية أخرى. وفي أحد الأماكن، بدأت بعض خرزات الحجر الأخضر تظهر بين الأنقاض. وفي مكان آخر يبعد حوالي ما يتراوح بين 15 إلى 20 سنتيمترا توجد أنثى نمر مزودة بشارة محارب تم اكتشافها بالكامل، حيث وضعت هناك تكريما للشمس وإله الحرب هويتزيلوبشتلي. وظهرت عدة قرابين وآثار مهمة في المنطقة خلال الأعوام الماضية. وتظل مقبرة إمبراطور الآزتك هي القطعة الكبيرة المفقودة مما يمثل لغزا للأثريين.

وعند وفاة الحاكم، كان الآزتك يحرقون رفاته الملفوفة في صرة ويتم ذلك في الهواء الطلق ليلا. وفي اليوم التالي، وفقا لمصادر تاريخية، يتم وضع العظام والرماد المتبقية في أوعية بجانب قربان غني عند سفح المعبد الكبير، الذي كان على ارتفاع 45 مترا. ولم يقم الآزتك ببناء سراديب كبيرة في مبانيهم. لهذا السبب يتوقع علماء الآثار العثور على رفات ملكية في غرفة صغيرة، وهذا لا يعني أنها ستكون متواضعة. ويقول لوبيز لوخان: «لن يكون الأمر كما هو في حالة المايا، مثل قبر باكال الذي هو واسع وكبير للغاية، نحن نتصور أن نصادف جميع هذه الرفات والقرابين في منطقة صغيرة للغاية».

وفي 2011، تم اكتشاف عنصر رئيسي وهو «كواكسيكالكو»، الذي هو عبارة عن منصة يبلغ قطرها 16 مترا وارتفاعها 5ر2 متر، وقد طمرت الحكام، حسب المصادر.

ولم يتم العثور على رفات موكتيزوما ولا خليفته، اللذين لقيا حتفهما في الاضطرابات إبان الفتح الإسباني. كما تم استبعاد وجودهما في هذا الموقع. تدعي إحدى الروايات العديدة حول هذه القصة أنه تم حرق رفات موكتيزوما ، ثم قام أقاربه بخلط رماده بالماء وشربوها.

وتقول عالمة الآثار أليخاندرا أجيري: «إننا نقوم بالتنقيب فوق ما كان يُعرف باسم كواكسيكالكو». ويشير زميلها أنطونيو مارين إلى وجود «قرابين مختلفة تعرض حيوانات ترتدي ملابس محاربين». وتم اكتشاف كتلة حجرية ضخمة رائعة لمعبودة الأرض تلالتكوهتلي في المنطقة.

ويمكن للزائرين بالفعل مشاهدة نصف المنصة في بهو المتحف الكبير (تمبلو مايور). لكن خلف جدار، لا يزال النصف الآخر تحت الأرض بينما يكتشف علماء الآثار القرابين في الأعلى.

وتم تدمير إمبراطورية الآزتك، وهي دولة توسعية عسكرية كانت تزود «المعبود هويتزيلوبشتلي» بتضحيات بشرية ، على يد كورتيس في غضون عامين.

وفوق أحجار أهراماتها، وكذلك باستخدام هذه الأحجار، تم بناء عاصمة إسبانيا الجديدة (نويفا إسبانيا). وتقع الكاتدرائية الحالية وغيرها من الآثار على بقايا تلك المملكة العظيمة: من المستحيل هدم كل شيء بحثا عن الإمبراطور. وبالرغم من أن العاصمة تقع في جزيرة بوسط بحيرة على ارتفاع ألفين و200 متر، فإنه لا يوجد أثر للقرابين التي من بينها النمور والذئاب والشعاب المرجانية والصدف والسمك المنتفخ، في المدينة. لقد تم إحضارها من بعيد وهي تعكس قوة الإمبراطور.

إن القبر الملكي هو كتاب مفتوح عن الحاكم وبلاطه وضياعه. ويقول لوبيز لوخان: «إننا نحن حقا من يبحث في هذه اللحظة.. أنا مقتنع، من خلال ما تخبرنا به المصادر، أنه موجود هنا، لكن ربما يكون بعيدا بعض الشيء وقد لا نكون نحن الذين نجده».