oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

مآثر السلطان الراحل والسلام العادل

02 فبراير 2020
02 فبراير 2020

جددت جلسة جامعة الدول العربية في الاجتماع الطارئ الذي عقد مساء يوم السبت التذكير بمآثر القائد الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - باني نهضة عُمان الحديثة وصانع السلام، الرجل الذي أفنى عمره لأجل عُمان بالإرادة الكبيرة والعمل الدؤوب والصادق لأجل هذا الوطن وبناء مستقبله، وهو ذلك الحلم الذي تحقق بعون الله وتوفيقه وبالتضافر بين أبناء الشعب العُماني وهم يؤازرون قائدهم الراحل في سبيل التنمية الشاملة والمستدامة لأجل المستقبل الأفضل لهذه البلاد.

لقد وقف ممثلو الدول العربية دقيقة صمت حداداً على روح فقيد الوطن والأمة العربية جلالة السلطان الراحل، وذلك قبل الاجتماع الطارئ على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة، الذي ناقش قضية السلام في الشرق الأوسط والتطورات الحادثة في هذا الإطار فيما يعرف بـ «صفقة القرن» التي أعلنت عنها الولايات المتحدة الأمريكية كحل للقضية المعلقة منذ سنوات بعيدة.

وقد كان من بالغ الدلالات في هذا الحدث وتلك المناسبة أن هذه الوقفة التي جاءت محمولة بالأسى والحزن على الراحل، تزامنت مع حدث كان مركزياً وفي صلب الاهتمامات التي أولاها السلطان الراحل الاهتمام الكبير، وهي قضية الشعب الفلسطيني، وهو ما يؤكد عليه القادة الفلسطينيون وكيف أن جلالة السلطان قابوس رحمه الله، كان مناصراً لهذه القضية من أجل الحل العادل الذي يوفر للفلسطينيين المستقبل الأكثر إشراقاً، ويضمن لهم حقوقهم، بما يحقق الرضا والحياة الكريمة والسعيدة للأجيال المقبلة.

لقد كان هناك ارتباط جلي وواضح ما بين مشروع وتطلعات ذلك القائد الذي أفنى خمسين سنة من عمره في خدمة وطنه وهو يشيده لبنة لبنة، وتلك القضية التي استغرقت عمر العرب والأجيال المتعاقبة، وهم يحلمون بأن يروا اللحظة التي يكون فيها التحرر والانطلاق إلى السلام الشامل والعادل وأن تصبح الدولة الفلسطينية المستقلة والموحدة قائمة، تنظر إلى آفاق العلياء بكل ثقة وثبات واقتدار.

ولا يخفى على أحد في هذا الباب ما بذله جلالة السلطان الراحل من اهتمام وعطاء معنوي ومادي لأجل فلسطين، عبر كافة المشروعات السياسية والإنسانية والمساعدة في بناء المدارس والمستشفيات وتوفير كافة الخدمات الممكنة لأجل تقديم العون لأهل فلسطين، وهي جهود خيرة ومعروفة لا تتطلب ثناء إذ تأتي من صميم الواجب والضمير العربي المحب لبلد شقيق وإنسانه وقضية كبيرة ذات ارتباط بالوجدان المسلم والعربي.

وقد كان جلياً من كلمات معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاجتماع الطارئ العربي، التأكيد على تلك المواقف الثابتة وحاجة القضية الفلسطينية إلى الحل النهائي والعادل الذي يعطي الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بإقامة دولتهم المستقلة والمبنية على قرارات الشرعية الدولية والحقوق التاريخية المدركة، بالإضافة إلى منطق العدالة الإنسانية الذي تؤمن به عُمان وتراه سبيلا لسيادة السلام بين دول العالم أجمع لو أنه طبق بالفعل بين الجميع، بما يوفر العيش الإيجابي والمستقبل الآمن.