oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

جلسة تاريخية في الأمم المتحدة

01 فبراير 2020
01 فبراير 2020

ليس من وصف عميق ليصور ذلك المشهد الذي عكسته الأمم المتحدة في مقرها الرئيسي بنيويورك وهي تؤبن السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- في صورة تحمل العديد من المعاني التي تدل على مكانة ذلك الإنسان القائد بين القادة والشعوب والأمم، كما تصور حجم ما تتمتع به عمان من احترام وتقدير بفضل ما نسجه السلطان الراحل- رحمه الله- طوال نصف قرن من رحلة البناء والتشييد وصناعة الأمل في السلطنة، ليصبح الحلم واقعا وتتحقق الآمال عبر جهود أبناء هذا الوطن.

في الكلمات التي تم تقديمها سواء من قبل الأمم المتحدة مباشرة عبر أمينها العام أو عبر ممثلي مختلف المجموعات فقد بدا جليا أن سلطاننا الراحل رحمه الله، كان له تأثير عميق على الإنسانية كافة، من حيث الخط الذي رسمه في بناء الدولة العمانية الحديثة وكذلك علاقات هذا البلد مع جميع بلدان العالم، وفق قيم ومفاهيم ومرتكزات خاصة، جاءت من صميم الروح العمانية الأصيلة في تقاطعها مع الحضارة الإنسانية والعالمية، حيث كان جلالة السلطان الراحل يؤمن بعمق الحضارة العمانية وتراث هذا البلد وقدرة إنسانها على العطاء والإبداع وتقديم الثمرات التي تقود إلى طريق المستقبل.

لقد كان جليا أن جميع الذين قدموا هذه الكلمات المعبرة والصادقة كانوا يتابعون بعضهم بصمت والبعض الآخر كان يعلن ذلك، ما يجري في هذا البلد من تقدم ومسيرة بناء وخير وازدهار، وليس أبلغ من صورة عمان في التقارير الدولية وهي البلد الأكثر استقرارا في العالم وأسرعا تطورا في أربعة عقود بشهادة الأمم المتحدة نفسها في تقريرها السنوي عام 2010 للتنمية البشرية، فما حصل في عمان بتعبير المنظمة الأممية وقتها يكاد يشبه المعجزة، ولم يكن ذلك إلا بفضل ذلك السلطان الحكيم الذي لخص سيرة وطن خلال سنوات حياته الممتدة عطاء وحبا وإخلاصا لهذه البلاد وشعبها.

لقد قدمت سيرة السلطان قابوس- طيب الله ثراه- عنوانا كبيرا لنهضة الأوطان وكيف أن القادة لهم دور ملموس في التقدم والتنمية ورسم السلام وكافة التطلعات التي يريد شعب معين أن يحققها، بما يمكن الحديث اليوم عن النموذج العماني في التنمية والبناء الذي سوف يستمر بإذن الله مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- حيث أكد جلالته على هذا المعنى في استمرارية التطوير في السلطنة، بناء على النهج الذي اختطه القائد الراحل.

شكرا للأمم المتحدة وهي تقيم هذه الجلسة التاريخية بكل المعايير التي استمرت لأكثر من ساعة وهي تروي سيرة وطن عبر سيرة إنسان كان له القدح المعلى في غرس إسهامه الواضح في مسيرة هذا الوطن وفي التاريخ الإنساني بشكل عام، وشكرا لكل الذين قالوا هذه الكلمات الطيبة بحق عمان وقائدها الراحل.