الخطّاط بوخالفة.. توظيف الحرف للتعبير عن قضايا الإنسان

الجزائر «العمانية»: تُشكّلُ لوحات عبد الحليم بوخالفة، المعروضة تحت عنوان «تكريم» بجاليري «إفري ديزاين» بالجزائر العاصمة، تتويجا لمسيرة هذا الخطاط الجزائري المقيم في باريس.

ويمزجُ الفنانُ في أعماله التي تنتمي إلى المدرسة الحروفية، بين جماليات الحرف العربي وتلك المساحات اللّونيّة التي تشكل فضاء جماليّا تسبحُ ضمن نطاقه حروفُ الأبجدية العربية في زهو وخيلاء.

ومن المواضيع التي يتناولُها بوخالفة في أعماله: السلامُ العالمي، والحدود، والتقاليد، والحنين إلى الماضي، والهجرة، وفلسطين.

وتُعدُّ الأعمال المعروضة خلاصة سنوات من التجريب قضاها الفنان ما بين الجزائر؛ التي تعلّم فيها أبجديات الخط والفن على أيدي كبار الخطاطين والفنانين على غرار محمد بن سعيد شريفي، وفرنسا التي يُقيم بها.

ومما يُميّزُ أعمال بوخالفة الفنيّة عدمُ اقتصارها، من الناحية التقنية، على أسلوب بعينه، وانفتاحُها على جميع الأشكال والطرق التعبيرية؛ فهي تمزجُ بين الخط العربي بانسيابية حروفه التي يُشكّلها الفنان باستعمال الحبر الصيني، وهذا ما جسّده في لوحته «لمّ الشمل»، إضافة إلى اعتماده على أسلوب اللّصق الذي ظهر بوضوح في لوحته «غزة»؛ والتي جمع فيها قصاصات من مقالات صحفية وشّاها بكلمة «غزة» كتبها بالحبر الصيني على زوايا اللّوحة.

كما يلجأُ بوخالفة إلى التنويع في أحجام وأشكال لوحاته، إذ يعتمدُ على الأشكال الدائرية، والمربعة، والمستطيلة. ويغلبُ على الألوان التي يستعملُها الأسود والرماديُّ والأصفر والأخضر، وهي الألوان التي تنسجمُ وطبيعة المواضيع التي تتناولها أعمالُه.