1428070
1428070
المنوعات

كوم أمبو المصرية.. مدينة التماسيح والاكتشافات الأثرية

01 فبراير 2020
01 فبراير 2020

الأقصر (مصر) «د.ب.أ»: تعد مدينة كوم أمبو التاريخية جنوبي مصر، إحدى المدن السياحية الشهيرة الواقعة شمالي محافظة أسوان، والتي يزورها آلاف السياح خلال رحلاتهم النيلية على متن الفنادق العائمة في رحلاتها الأسبوعية، بين مدينتي الأقصر وأسوان، الغنيتين بمقابر ومعابد ملوك وملكات ونبلاء مصر القديمة.

وتدين المدينة ببقاء آثارها، للرمال التي حمت أحجارها وأبقتها لامعة لآلاف السنين، وتضم كوم أمبو بقايا مدينة « نوبت» المصرية القديمة، وعرفت باسم مدينة «التماسيح»، وبها معبد يوناني روماني، يُعد من أجمل المعابد المصرية.

ويتفرد معبد كوم أمبو، الذي تم بناؤه عام 180 قبيل الميلاد، بأنه معبد مزدوج جرى تكريسه لعبادة إلهين من آلهة قدماء المصريين، هما سوبك، الذي يتجسد في شكل تمساح، وحورس الكبير ذو رأس الصقر.

وبحسب الباحث الثقافي بإقليم جنوب الصعيد في الأقصر محمد إمام، فإن ازدواج نظام العبادة في المعبد للإلهين سوبك وحورس، جعل المعبد وكل مكوناته من بوابات وممرات مزدوجة.

وبجانب المعبد الرئيسي، يوجد معبد صغير لعبادة المعبودة حتحور، معبودة الحب والسعادة والموسيقى والرقص في مصر القديمة، بجانب بيت للولادة، ونظام مائي يوصف بالبديع، وهو مكون من آبار وسلالم وأحواض للماء.

ويقول إمام لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن معبد كوم امبو يضم بداخله متحفا للتماسيح جرى تشييده في عام 2012، ويعرض المتحف لزواره من السياح 22 من التماسيح المحنطة التي عثر عليها بالمعبد. وخضع معبد كوم أمبو لمشروع مصري أمريكي، استهدف خفض منسوب المياه الجوفية أسفل معالمه الأثرية، وهو المشروع الذي مولته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بمبلغ 3.2 مليون دولار أمريكي، واستغرق تنفيذه قرابة ثلاث سنوات.

وتضم كوم أمبو أيضا، منطقة محاجر جبل السلسلة، والتي تعد من أكبر وأهم المحاجر المستخدمة لقطع الحجر الرملي بمصر القديمة، حيث بدأ استخدامها على نطاق واسع منذ بدايات عصر الأسرة 18 واستمر استخدامها حتى العصور الحديثة، وقد تم قطع أحجار معظم المعابد من تلك المحاجر مثل معابد الكرنك، والأقصر، وهابو، ومعبد كوم أمبو، وادفو، وإسنا، ودندرة.

ويقول خبير الآثار المصري، إبراهيم سليمان، المدير العام الأسبق لآثار الأقصر، إن مدينة كوم أمبو كانت معروفة منذ عصور ما قبل التاريخ، وتضم الكثير من الجبانات والآثار القديمة، كما حظيت بأهمية اقتصادية كبيرة، وارتبطت تجاريا مع مدينة «قفط» التاريخية في محافظة قنا. ويقول سليمان لـ (د. ب. أ) إن كوم أمبو، صارت اليوم مدينة للاكتشافات الأثرية، إذ شهدت المدينة ومعبدها اليوناني الروماني، الكثير من الاكتشافات الأثرية المهمة والمتتالية خلال الفترة الماضية.

وعثر في كوم أمبو على الميناء الرئيسي الذي كان يستخدم لنقل الأحجار من منطقة محاجر جبل السلسلة عبر نهر النيل لبناء المعابد والمسلات.

والميناء الذي توصلت له البعثة الأثرية المصرية العاملة في المدينة، كان مطمورا بالرديم وطمي النيل والحشائش، وبعد أن قامت البعثة بإزالتها وتنظيفها ظهرت العديد من العلامات والنقوش وأماكن ربط المراكب والقوارب تمهيدا لتحميل الأحجار عليها.

كما نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمشروع تخفيض المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو، في الكشف عن رأس تمثال للإمبراطور ماركوس اورليوس، وتوصف رأس التمثال بأنها من القطع الأثرية الفريدة لذلك لإمبراطور، وذلك نظراً لندرة التماثيل الخاصة به في مصر، وهي تمثل الإمبراطور بشعر كثيف ومجعد وله لحية.

كما تم العثور على الجزء الأعلى من لوحة مصنوعة من الحجر الجيري، والتي تعيد معبد كوم أمبو إلى عصر التحرير، وقد وجدت على اللوحة صور شخصين يقدمان القرابين للملكة تيتي شيري والملكة أحمس نفرتاري وعليها نصوص للملكة تيتي شيري تلقبها بأم الملك وسيدة الأرضين. وترجع أهمية ذلك الكشف إلى أنه يُرجعُ تاريخ معبد كوم أمبو إلى تاريخ أقدم مما كان معروفا من قبل.

كما عثر بمعبد كوم أمبو على تمثال منحوت من الحجر الرملي لأبو الهول، يرجح أن يرجع التمثال إلى العصر البطلمي، حيث تم العثور عليه في الجهة الجنوبية الشرقية من معبد كوم أمبو، كما عثر في ذات المنطقة على لوحتين من الحجر الرملي للملك بطليموس الخامس.

وكما يقول خبير الآثار إبراهيم سليمان، إنه الاكتشافات الثرية المهمة التي عثر عليها في مدينة كوم أمبو، شملت العثور على أقدم ورشة لصناعة فخار الدولة القديمة، ويرجع تاريخها إلي فترة الأسرة الرابعة المصرية (2613 -2494 ) وهى فترة بناة الأهرام .

وحسب سليمان تتكون الورشة من حفر نصف دائرية لصناعة الفخار بطريقة القوالب (مدقات الفخار)، تم تصميمها بشكل متجاور في أرضية الورشة، كما يوجد بداخل الحفر كتل حجرية دائرية الشكل لدق وضرب الطين المراد تشكيلة في هيئة أوان. ولفت إلى أنه تم العثور داخل الورشة على أقدم عجلة حجرية لصناعة الفخار في مصر القديمة في هيئة قرص دوار من الحجر الجيري، وقاعدة مجوفة، وهي تعد من أنواع العجل التي كانت تدار باليد وأطلق عليها العلماء اسم العجلة البسيطة.