1427693
1427693
العرب والعالم

مسؤولو الاتحاد الأوروبي يتحدثون عن قارة «على أعتاب عصر جديد» بعد خروج بريطانيا

31 يناير 2020
31 يناير 2020

نيكولا ستورجن تطالب بإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا -

لندن - بروكسل - (د ب أ - أف ب): أثنى رؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي قبيل بريكست على ما وصفوه بـ«أوروبا على عتبة عصر جديد»، مذكرين المملكة المتحدة بأنّها ستخسر «مكتسبات» الدولة العضو، وذلك في رسالة نشرت أمس المصادف ليوم الطلاق التاريخي.

وأعرب شارل ميشال (المجلس الأوروبي) واورسولا فون دير لاين (المفوضية) وديفيد ساسولي، (البرلمان) في النص عن «الاستعداد للانخراط في شراكة جديدة مع جيران الضفة الأخرى من بحر المانش».

وقالوا «بالنسبة إلينا .. كما لأشخاص كثر، سيكون هذا اليوم حتما مدعاة تأمل وسيتسم بمشاعر مختلطة».

ودخل بريكست حيز التنفيذ عند الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش أمس بعد نحو نصف قرن من انضمام المملكة المتحدة إلى المشروع الأوروبي.

طبيعة العلاقات المستقبلية

وبينما ستبدأ عقب بريكست مرحلة مفاوضات مع لندن حول طبيعة العلاقات المستقبلية، حذّر المسؤولون الثلاثة من أنّه «في غياب شروط عادلة في مجالات البيئة والعمل والنظام الضريبي ومنح الدولة، لا يمكن أن تكون ثمة فرص واسعة للوصول إلى السوق الموحدة».

وذكّروا بأنّه «لا يمكننا الحفاظ على المكتسبات المنشودة من مكانة العضوية حين نفتقد هذه الصفة».

وينبغي على المفوضية الأوروبية التفاوض مع لندن بشأن علاقة ما بعد بريكست بدءا من بداية مارس، أي خلال الفترة الانتقالية التي ستمتد حتى نهاية 2020.

وأضاف المسؤولون الثلاثة «برغم انتفاء العضوية ضمن الاتحاد الأوروبي، فإنّ المملكة المتحدة ستبقى جزءا من أوروبا. الجغرافيا والتاريخ المشتركان، كما الروابط القائمة في عدد من المجالات، تجمعنا بشكل راسخ وتجعل منا حلفاء طبيعيين».

واعتبروا أن في أعقاب بريكست «ستستمر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في توحيد الجهود وبناء مستقبل مشترك .. لا يمكن لأي بلد بمفرده احتواء تطوّر التغير المناخي، إيجاد حلول على صعيد المستقبل الرقمي أو إسماع صوته في خضم انعدام التناغم المتنامي الذي يحكم العالم».

وختموا بأنّ الاتحاد الأوروبي سيستمر في «النهوض بأعبائه .. مع بزوغ شمس الغد».

في الأثناء طالبت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي نيكولا ستورجن أمس بإجراء استفتاء على استقلال اسكتلندا، وذلك في خضم «لحظة حزن» حيث تستعد بريطانيا لمغادرة الاتحاد الأوروبي (بريكست) بعد ساعات.

وتعهدت ستورجن، التي تترأس أيضا منصب الوزير الأول في اسكتلندا، في كلمة لها أمام حشد من أنصارها، ببناء «أمل في مستقبل أفضل، وأفضل لاسكتلندا».

وتأتي مطالبة ستورجن بإجراء استفتاء على استقلال البلاد بعد أن أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «يوجوف» أن نحو 51 بالمائة من الناخبين في اسكتلندا يفضلون الاستقلال، وهو أول استطلاع يسجل أغلبية في تصويت الناخبين لصالح الاستقلال منذ عام 2015.

وأضافت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي أنها ستعمل على بناء «مستقبل يمكننا فيه الشعور بأننا نعيش في مكان مفتوح ومرحب بنا فيه من أجل الدراسة والعمل، ويمكننا أن نصبح فيه عضوا مهما ضمن أسرة الأمم الأوروبية».

وتابعت ستورجن: «بعد هذه الليلة، هذا المستقبل يتيح لنا فقط الاستقلال. مهمتنا هي إقناع غالبية الناس في اسكتلندا بأن يختاروه».

ومضت ستورجن قائلة إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون «لحظة حزن حقيقي وشديد للكثيرين منا في جميع أنحاء المملكة المتحدة».

وأوضحت زعيمة الحزب القومي الاسكتلندي «هنا في اسكتلندا، بالنظر إلى أن ذلك يحدث ضد إرادة الغالبية العظمى منا، فإن هذا الحزن سوف يختلط بالغضب». وتزعم ستورجن أن الحزب القومي الاسكتلندي لديه تفويض بإجراء استفتاء بعد فوزه بـ 48 من أصل 59 مقعدًا مخصصا لاسكتلندا في البرلمان البريطاني، وذلك في الانتخابات المبكرة التي أجريت الشهر الماضي.

واستبعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إجراء استفتاء ثان، مؤكدا أن القضية تم حلها في التصويت الذي أجري في عام 2014 ، عندما عارض 55 في المائة من الناخبين في اسكتلندا الاستقلال عن المملكة المتحدة.

مازلنا نحب الأوروبي

في السياق وضع النشطاء الموالون للاتحاد الأوروبي لافتة عملاقة كُتب عليها «مازلنا نحب الاتحاد الأوروبي» فوق جرف أبيض في دوفر، وهو أحد المعالم القريبة من ميناء العبارات الرئيسي في بريطانيا المؤدي إلى فرنسا وبلجيكا، قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) منتصف ليل الجمعة.

وقال منظم الفعالية أنطوني هوك وهو عضو ديمقراطي ليبرالي بريطاني منتهية ولايته بالبرلمان الأوروبي، إنه جمع أكثر من عشرة آلاف جنيه إسترليني (13 ألف دولار) لدفع ثمن اللافتة التي يبلغ حجمها 150 مترا مربعا «من أجل هؤلاء الذين يثمنون علاقتنا بالاتحاد الأوروبي». وأضاف في تغريدة أنها «لهؤلاء الذين تعد بالنسبة لهم هذه لحظة مخيفة ومقلقة». وكتب هوك في مناشدته لجمع الأموال: «للأسف لا يمكننا وقف البريكست الآن ولكن يمكننا إرسال رسالة قوية للعالم أننا مازلنا نحب أوروبا».