1427335
1427335
المنوعات

الإعلام العماني.. ومضة مشرقة منذ بزوغ النهضة المباركة

30 يناير 2020
30 يناير 2020

[gallery type="rectangular" columns="5" ids="763160,763161,763157,763158,763156"]

مسيرة متوازية لخطوات بناء الوطن -

إعداد- سلامة بنت تيسير الرواحية -

«وعلى مستوى الإعلام: الذي يعتبر المرآة الحقيقية، ويعكس كل هذه الأنشطة، ويعرف بالنهضة الشاملة، التي تشهدها بلادنا في عصرها الحديث في هذا المجال أنشأت الدولة الكثير من المشروعات وقطعت على طريق التطور الإعلامي شوطا لا يستهان به.. فعلى قمة الجبل قامت مدينة الإعلام التي اشتملت على محطة الإذاعة الجديدة الموسعة بعد تقويتها، لينطلق صوت عمان إلى أوسع نطاق، ويدخل حياة الأسرة العمانية التلفزيون الملون الذي افتتحناه في المدينة الإعلامية المتكاملة المرافق والمشروعات نموذجا مشرفا يعكس مدى اهتمامنا بالكلمة الشريفة والرأي الحر، والخبر الصادق..». هذا ما قاله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في الثامن عشر من نوفمبر عام 1984 حينما جاء ذكر الإعلام،

الإعلام العماني أداة توعية للمواطنين بدورهم الأساسي في بناء الوطن -

تعيين صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد وزيرا للإعلام عام 1973 -

مؤكدًا جلالته أهمية هذا الصرح وهذا القطاع ليكون مرآة حقيقية تعكس مختلف جوانب التنمية في البلاد وكذلك هموم المواطن بحرية تامة وصدق تام. وقد أولى حضرة صاحب الجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- اهتمامه بالإعلام العماني، حيث يعتبر الإعلام العماني ركيزةً مهمةً في الدولة لنقل الأخبار للمواطنين ليكونوا على علم بما يحدث في البلاد من تطورات وقضايا إقليمية ودولية، ومنذ بدء مسيرة النهضة العمانية المباركة بتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- انطلقت مسيرة الإعلام العماني مع خطوات مسيرة النهضة العمانية المباركة، وأكد جلالته -طيب الله ثراه- أهمية دور الإعلام في الحياة المعاصرة وإنه من الضروري العمل على تطوير الإعلام العماني لتوعية المواطن بدوره الأساسي في بناء وطنه، بالإضافة إلى إسهام الإعلام العماني في توطيد العلاقات مع العالم الخارجي.

وقد أبحرت «عمان» في عدد من المراجع والمصادر والمواقع الإلكترونية التي وثقت مسيرة الإعلام في السلطنة، ودور مؤسسات المجتمع المدني في هذا المجال وتأثيرها على ممتهني المهنة، ومن تلك المصادر كتاب بعنوان «المواطنة في سلطنة عمان.. منطلقاتها.. نشأتها.. آفاق تطورها» للكاتب الدكتور سيف بن ناصر المعمري، وكتاب بعنوان «عمان 2019» وهو إصدار سنوي لوزارة الإعلام، إضافة إلى منشور صادر من وزارة الإعلام بعنوان «عهد» بمناسبة ملتقى الأسرة الإعلامية، وكذلك بعض المواقع منها موقع جمعية الصحفيين العمانية، وموقع وزارة التنمية الاجتماعية، واستخلصنا من جميع ذلك ما يلي:

مسيرة وزارة الإعلام

منذ سنوات النهضة الأولى وتقديرا من حضرة صاحب الجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- لدور الإعلام تم إنشاء وزارة الإعلام و الشؤون الاجتماعية والعمل في ديسمبر عام 1970، وكانت تحت تولي الأديب والشاعر عبدالله بن محمد الطائي رحمة الله عليه، ومنذ انطلاقة مسيرة الإعلام وحتى يومنا هذا عملت وزارة الإعلام على تأسيس و تطوير الإعلام العماني. وبعد عامين من إنشاء وزارة الإعلام والشؤون الاجتماعية والعمل، تم فصل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن الإعلام وتولي شؤون ومهام الإعلام إلى مديرية الإعلام ثم إلى مديرية الإعلام والسياحة. وعلى وتيرة انطلاقة مسيرة الإعلام تم إنشاء وزارة الإعلام والسياحة وتعيين صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد وزيرا لها في الثامن عشر من نوفمبر عام 1973. وبعد عام من إنشائها تم تغيير مسمى وزارة الإعلام والسياحة إلى وزارة الإعلام والثقافة في الثامن من ديسمبر عام 1974 م. وبعد مدة من الزمان تم تعين معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس وزيرا للإعلام وشؤون الشباب عام 1979م . وبعد ذلك تم تغيير مسمى وزارة الإعلام وشؤون الشباب إلى وزارة الإعلام وكان ذلك في الثالث والعشرين من مايو لعام 1982م، وما زالت مسيرة وزارة الإعلام مستمرة من تقدم لتقدم، حيث تم تعيين معالي حمد بن محمد الراشدي وزيرًا للإعلام في العاشر من يونيو لعام 2001م ومن ثم تم تعين الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزيرًا للإعلام في التاسع والعشرين من فبراير لعام 2012 م. فيما أوضح جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في خطابه بمناسبة العيد الوطني الثاني المجيد أهمية الإعلام والدور الذي يلعبه في حياة الأمم وأنه يعتبر المرآة التي تعكس الأحداث التي تدور في البلاد وأن هذه المرآة يجب أن تكون صادقة ونقية مع نفسها ومع الآخرين.

وكالة الأنباء العمانية

واستمرت جهود جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- في تطوير الإعلام العماني، حيث أمر بإنشاء وكالة الأنباء العمانية وكان ذلك في التاسع والعشرين من شهر يونيو عام 1986، بمرسوم سلطاني رقم (39/‏‏‏‏86)، حيث تعتبر وكالة الأنباء العمانية مصدرًا للأنباء الرسمية العمانية، وتقوم ببث ونشر أخبار السلطنة بصورة دقيقة وواضحة، بالإضافة إلى دورها الفعال في تغطية الفعاليات والأنشطة بمختلف المجالات (السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية المحلية منها والعالمية...إلخ) التي تشهدها السلطنة وتشارك فيها على الصعيد المحلي أو الخارجي أو الدولي. وعلى صعيد التطور الذي شهدته وكالة الأنباء أصبح للوكالة مراسلون من مختلف المحافظات و الولايات في السلطنة بالإضافة إلى مراسلين في العواصم العربية والدولية لتغطية الأخبار والفعاليات والأنشطة على الصعيد الداخلي للسلطنة والعالم الخارجي. وقد أصدرت وكالة الأنباء العمانية خلال الأعوام الماضية مجموعة من الكتب من بينها كتاب «سلطنة عمان مراكز متقدمة في المؤسسات العربية والدولية» وكتاب «مشاركة شعب وازدهار وطن» وكتاب «نقش الضوء». وإلى جانب ذلك حرصت وكالة الأنباء العمانية على تطوير وتوسيع خدماتها الإخبارية على الصعيد الداخلي للسلطنة والخارجي وذلك عن طريق خدمة «سبق» التي تزود المشتركين بأهم الأخبار المحلية والدولية.

تاريخ الصحافة العمانية

وبلا شك كانت جهود السلطان الراحل –طيب الله ثراه- بارزة في الصحافة العمانية التي واكبت مسيرة النهضة المباركة. إذ تعتبر جريدة «الوطن» أول صحيفة صدرت في سلطنة عمان باللغة العربية، حيث ظهر عددها في الثامن والعشرين من يناير لعام 1971، واستمرت الجهود في إصدار الصحف العمانية، حيث صدرت بعد ذلك جريدة «عمان» إذ تعتبر أول صحيفة حكومية تصدر في السلطنة باللغة العربية، صدر عددها في الثامن عشر من نوفمبر لعام 1972م وكان ذلك تضامنا مع احتفالات العيد الوطني الثاني. فيما توالى إصدار الصحف العمانية باللغة العربية والانجليزية، في عام 1993م صدرت جريدة «الشبيبة» التي تهتم بالشباب والرياضة. وصحيفة «الرؤية» التي تتضمن الموضوعات الاقتصادية وقد صدرت في عام 2009م وتلك من الصحف العمانية التي تعمل وتصدر إلى اليوم منذ إصدارها إضافة إلى صحف أخرى ورقية وإلكترونية بعضها لم يكتب لها الاستمرار إلى اليوم. كما تخاطب عدد من الصحف الجالية الأجنبية في السلطنة، منها جريدة «عمان أوبزيرفر» الصادرة من مؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان، والتي أصدرت في عام 1981، و جريدة «تايمز أف عمان» الصادرة من مؤسسة مسقط للإعلام -الشبيبة- وعدد من الصحف الأخرى.

الإذاعة والتلفزيون

«ويسعدني أن أقول إن التلفزيون العماني بدأ إرساله أيضًا في المنطقة الجنوبية ليغطي مساحة جديدة من هذا الوطن الحبيب، يساهم إلى جانب تلفزيون العاصمة في إسعاد وتثقيف المواطن ونقل الصورة الحقيقية لحياته الجديدة وآماله المرتقبة»، هكذا سطَّر التاريخ مقولة جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- في تطوير حق التلفزيون العماني، وبعدها واصلت مسيرة الإعلام العماني فتم إنشاء الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم (2010/‏‏‏‏108)، وقد سعت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى مواكبة التطورات في شتى مجالات البث الإذاعي والتلفزيوني لتقديم رسالتها على أكمل وجه، إذ عملت على تأهيل كوادر إعلامية وفنية وإدارية متميزة. واستمرت جهود الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في تطوير مسيرتها حيث شهد الإعلام المسموع والمرئي خلال الفترة 2015م -2016م مرحلة تاريخية حققت إنجازات عظيمة أهمها تدشين الهوية الجديدة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بالإضافة إلى تغيير شعارات القنوات التلفزيونية وشعار الإذاعة وتدشين مركز الأخبار. ومن جانب القطاع السمعي صرح جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- عبر إذاعة السلطنة في التاسع من أغسطس لعام 1970 حيث قال جلالته: «إن لدينا الآن محطة إذاعية وهي التي أتحدث إليكم منها هذه الليلة وقد أمرنا الحكومة أن تجري مسحا لاحتياجات البلاد لإذاعات الراديو والتلفزيون، لا لمواجهة الاحتياجات الترفيهية المشروعة فحسب، بل لما هو أهم، ألا وهو أن نجلب لشعبنا فوائد التعليم العام». ويضم القطاع السمعي بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون خمس إذاعات منوعة وهي العامة، والشباب، والقرآن الكريم، والموسيقى الكلاسيكية، والإنجليزية.

محطات وإذاعات خاصة

واليوم تبث من السلطنة عدد من الوسائل الإعلامية موادها المختلفة، مرئية كانت أم سمعية أم مقروءة، فقد أُشهرت عدد من القنوات التلفزيونية الخاصة وعدد من الإذاعات والصحف الإلكترونية، ويعد ذلك فرصة لتنوع الوسائل الإعلامية ما يولد منافسة شريفة لممتهني الإعلام بما لا يتخالف مع الأنظمة وقانون المطبوعات والنشر.

جمعية الصحفيين العمانية

في الواحد والعشرين من شهر نوفمبر لعام 2004 أشهرت وزارة التنمية الاجتماعية جمعية الصحفيين العمانية، لتكون بيتًا للصحفيين والممتهنين للإعلام بشكل عام، ومن أهداف هذه الجمعية المساهمة في النهوض بالصحافة العمانية لتكون الوجه المعبر والصادق عن سلطنة عمان في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الارتقاء بالمستوى الثقافي والمهني للصحفيين عن طريق عقد دورات في العمل الصحفي واللقاءات مع القيادات الإعلامية. من جهة أخرى، رعاية الكوادر الصحفية وتشجيعها على الانخراط في العمل الصحفي وتوثيق الصلة مع طلاب الصحافة في الجامعات والكليات وتيسير سجل البحث العلمي أمامهم.

ومن ثمار اهتمام جلالة السلطان الراحل بهذا القطاع، فقد قدم دعمه السخي للجمعية إضافة إلى احتضانها في مبنى يضم ثلاث جمعيات من بينها جمعية الصحفيين، وذلك إيمانا منه بضرورة تطوير قدرات الإعلاميين لتقديم المادة الصادقة والمشرفة والاحترافية للمجتمع العماني والعالمي. وما زالت الجهود المبذولة في تطوير مسيرة الإعلام العماني منذ بزوغ النهضة المباركة واهتمام صاحب الجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد –طيب الله ثراه- مستمرة في التطور وبذل أقصى الجهود لظهور الإعلام العماني بالمصداقية والوضوح، وتطوير كفاءة الإعلامين العاملين في كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والإلكترونية، إلى جانب العمل على الارتقاء بالمستوى العملي للدارسين في مؤسسات التعليم العالي في مجال الإعلام. ومن هذا المنطلق أطلقت وزارة الإعلام مسابقة الإجادة الإعلامية لتحفيز أبنائها العاملين في كافة الوسائل الإعلامية على العمل الجاد والارتقاء بالعمل الإعلامي وكان ذلك في عام 2004.