1426780
1426780
العرب والعالم

عباس يعلن البدء فوراً باتخاذ الإجراءات لإنهاء الدور الوظيفي للسلطة

29 يناير 2020
29 يناير 2020

فلسطين تنتفض رفضاً لـ «صفقة القرن» والآلاف يشاركون في فعالية «حماية الأغوار» -

جيش الاحتلال الإسرائيلي يشدد إجراءاته العسكرية ويعتدي على المسيرات السلمية -

رام الله - (عمان) - وكالات: أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الليلة قبل الماضية،البدء فورا باتخاذ الإجراءات لإنهاء الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية ردا على إعلان «صفقة القرن» الأمريكية.

وقال عباس خلال اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في مدينة رام الله،إن «القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة،وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على هذه القضية».

وأضاف أن «مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقط حقا ولن تنشئ التزاما، مؤكدا «سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل».

ولم تكن خطة ترامب التي أعلنها في واشنطن أمس الأول بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مفاجئة للفلسطينيين وكانوا رفضوها منذ بدء الحديث غير الرسمي عنها.

وتقوم الخطة على اقتراح «حل واقعي بدولتين» مع عاصمة «في القدس» والاعتراف بسيادة إسرائيل على أراض محتلة ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين.

في السياق ذاته انطلقت أمس، سلسلة فعاليات منددة ورافضة لصفقة القرن في جميع أنحاء الوطن، فيما دفعت سلطات الاحتلال بكتيبتين إضافيتين إلى الضفة خشية التصعيد. وأصيب عدد من المواطنين وطلبة المدارس بالاختناق خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة سلمية في مخيم العروب شمال الخليل.

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال شددت إجراءاتها على مدخل المخيم الذي أغلقته بمكعبات اسمنتية، ومنعت المواطنين ومركباتهم من الوصول إلى الشارع الالتفافي.

واندلعت صباح أمس، مواجهات في بلدة أبو ديس شرق مدينة القدس، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي بالهواء وأمطرت القنابل الغازية بكثافة في المنطقة، واضطرت المدارس المحيطة لتعطيل الدراسة .

وكانت دعت القوى الوطنية والإسلامية لمحافظة رام الله والبيرة اعتبار يوم الإعلان عن صفقة العار يوم غضب شعبي وجماهيري واسع ردا على هذا العدوان الأمريكي الاحتلالي.

وأعلن الاتحاد العام المعلمين الفلسطينيين في بيت لحم عن تعليق الدوام أمس في كافة مدارس المحافظة ومديرية التربية والتعليم، وعم الإضراب الشامل مختلف مناطق قطاع غزة ورفع الأعلام السوداء رفضا لصفقة القرن.

وجددت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية بغزة تأكيدها على استمرار الفعاليات والأنشطة وحالة الاشتباك المفتوح مع الاحتلال من أجل إسقاط الصفقة .

وقالت مصادر إسرائيلية: إن الجيش الإسرائيلي قرر الدفع بقوات وكتائب عسكرية إلى غور الأردن والضفة الغربية، فقد دفع لأول مرة بكيبتي جفعاتي والمظليين في الضفة على خلفية تصريحات الفصائل الفلسطينية بتصعيد الأحداث ردا على إعلان ترامب.

وكانت انطلقت مسيرات منددة بالصفقة في الضفة وغزة، قبل وبعد خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ طواقمه «تتعامل مع 41 إصابة خلال مواجهات متفرقة في الأغوار الشمالية ومخيم العروب وطولكرم والبيرة» مضيفة أن «الإصابات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي وتم نقل 3 إصابات بعيارات إلى المستشفى».

كما شارك الآلاف من الفلسطينيين من مختلف المحافظات، وشخصيات رسمية ووزراء وأعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير،والمركزية لحركة «فتح»، وفصائل وقوى العمل الوطني ومتضامنون دوليون أمس، في فعالية شعبية دعت إليها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ضمن حملة «حماية الأغوار».

واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المشاركين بالضرب المبرح، وأطلقت قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع باتجاههم، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، كما منعت الطواقم الصحفية من تغطية الحدث.

وشدد جيش الاحتلال من إجراءاته العسكرية في الأغوار، ونصب العديد من الحواجز العسكرية الطيّارة في مختلف المناطق، ومنع الحافلات التي تقل المواطنين من الوصول إلى الأغوار.

وشملت الحملة التي تركزت في مواقع عدة على امتداد الأغوار الشمالية، مساندة المواطنين للوصول للأراضي التي منعت قوات الاحتلال أصحابها من زراعتها، وتنفيذ نشاط لحراثة هذه الأراضي.

كما تأتي هذه الفعالية للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، ورفضا للمخططات الأمريكية والإسرائيلية و«صفقة القرن» الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وقد أدى المشاركون صلاة الظهر فوق أراضي المواطنين المهددة بالاستيلاء، رغم محاصرتهم من قبل جيش الاحتلال، الذي حاول إبعادهم وطردهم من المكان.

«أفكار نتانياهو»

علّق امين سر منظمة التحرير صائب عريقات على خطة ترامب بأنّها «أفكار سمعتها شخصيا من نتانياهو ومفاوضيه وأؤكد للجميع أن ما يسمى فريق السلام الأمريكي قد نسخ حرفيا خطة نتانياهو ومجالس المستوطنات، وقدمها باسم الرئيس ترامب، وطلبوا من مجموعة من الدول إصدار بيانات تثمين للجهود الأمريكية بنسخ واعتماد أفكار نتانياهو». وقال «فعلاً (إنّها) مسخرة وحيلة القرن».

وعنونت الصحف الفلسطينية أمس باللون الأحمر أقوال الرئيس محمود عباس عن خطة ترامب، على غرار «لن تمر وستذهب إلى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة». وعنونت صحيفة الأيام «سنبدأ فورا باتخاذ كل الإجراءات التي تتطلب تغيير الدور الوظيفي للسلطة»، كما قال عباس.

وكتبت صحيفة الحياة الجديدة التابعة للسلطة «لا وألف لا.. والهتاف مقاومة».

وقالت إن «خطة ترامب لا تستهدف سوى تدمير مشروعنا الوطني التحرري.. وحرق روايتنا التاريخية وشطب قضيتنا الوطنية وخيانة دماء شهدائنا».