برامج تدريبية للبحارة لتحقيق أفضل النتائج
برامج تدريبية للبحارة لتحقيق أفضل النتائج
غير مصنف

الفوز بجائزة الاتحاد الدولي للابحار أكد على أهمية السلطنة في هذه المجال

29 يناير 2020
29 يناير 2020

قبل سنوات عديدة أكد المغفور له بإذن الله صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - طيب الله ثراه- على أهمية "إطلاق الطاقات الإبداعية للمواطن العُماني، وإبراز قدراته الكامنة وتطوير مهاراته ومواهبه وتمكينه من تحقيق مساهمة أكبر". وتماشيا مع هذه الرؤية، تأسس مشروع عُمان للإبحار في عام 2008م بمباركة سامية من جلالته كمشروع وطني غير ربحي يعمل تحت مظلة وزارة السياحة، هدف إلى إحياء أمجاد التراث البحري العُماني، والترويج للسلطنة حول العالم من خلال رياضة الإبحار الشراعي، وإيجاد فرص تدريبية مستدامة للأجيال الشابة تسهم في بنائهم البدني والذهني، وتساعدهم على المشاركة البناءة في مسيرة التنمية الشاملة. وخلال السنوات الماضية استطاع مشروع عُمان للإبحار تحويل الرؤية إلى حقيقة ملموسة، حيث أصبحت السلطنة في هذه الفترة الوجيزة وجهة مفضلة لاستضافة السباقات الشراعية العالمية التي يتنافس فيها أشهر البحارة من مختلف دولة العالم.

وقد استطاع المشروع تأهيل جيل من البحارة العُمانيين القادرين على تمثيل السلطنة في أشهر السباقات العالمية في الأسواق التي تستهدفها وزارة السياحة، وبهذا أسهم في تعزيز الجهود الوطنية لتنويع مصادر الدخل من خلال الترويج للسلطنة في وسائل الإعلام العالمية، والتعريف بمقوماتها الاستثمارية والتنوع الطبيعي والجغرافي الذي تتمتع به، كما حقق مشروع عُمان للإبحار نجاحات استثنائية أسهمت في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية قدما، وسجل إنجازات ساعدت في استغلال الرياضة للمساهمة في تنمية مواهب الشباب ودعم جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية والرياضية بالسلطنة، وتنمية صناعة السياحة الترفيهية البحرية وتحقيق سمعة للسلطنة على الساحة الدولية كوجهة للسياحة الفائقة والاستثمارات القادمة.

استضافات وبطولات عالمية

واستطاع مشروع عُمان للإبحار أن يستقطب الكثير من الاهتمام برياضة الإبحار الشراعي على المستوى الوطني، حيث حرص على إقامة الفعاليات المجتمعية المفتوحة بشكل سنوي وتعريف المجتمع بهذه الرياضة، بالإضافة إلى استقبال أعداد كبيرة من طلاب المدارس وتعريفهم بهذه الرياضة وتدريبهم على تقنياتها، كما حقق المشروع منذ افتتاحه العديد من الإنجازات الرياضية، حيث أصبح محسن بن علي البوسعيدي في عام 2009م أول بحار عربي يبحر حول العالم دون توقف، واستطاع فريق الموج مسقط، الفوز بلقب بطولة سباقات الإكستريم لمرتين على التوالي، كما أولى المشروع أهمية كبيرة بالعنصر النسائي من خلال توفير فرص متساوية للتدريب، وتأسيس فريق نسائي للسباقات الشراعية، واستطاعت المرأة العُمانية خوض سباقات أوروبية لأول مرة، حيث أصبحت راية الحبسية على سبيل المثال أول فتاة عربية تدخل في منافسات سباق فاستنت، وأول عربية ترشح لجائزة رولكس لأفضل بحارة للعام، كما استطاع قارب عُمان للإبحار من فئة المود70 والذي يحمل اسم “مسندم” تحطيم رقم قياسي عالمي في سباق النجوم السبعة للإبحار حول بريطانيا وأيرلندا في عام 2014م بفارق 14 دقيقة عن الرقم القياسي السابق، وأعطى دفعة إضافية للسلطنة في الساحة الدولية للإبحار الشراعي.

وتعدّ السلطنة هي أول دول دولة خليجية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب والتي أقيمت بالأرجنتين عام 2018 وايضا أول دولة خليجة لديها مدراس للابحار الشراعي، وحصول السلطنة على جائزة السياحة العالمية عام 2012 وذلك بعد استخدام السلطنة رياضة الابحار الشراعي في الترويج السياحي. كما استضافة دورة الالعاب الأسيوية الشاطئية 2010 واستضافة السلطنة بطولات العالم لليزر عام 2013 واستضافة بطولة "ار اس أكس" عام 2015 وايضا استضافة بطولة العالم النسائية لقوارب الليزر راديال عام 2015 واستضافة بطولة العالم للفورمولا للتزلج المظلي 2017 واستضافة بطولة العالم للتزلج المظلي 2018 وكذلك استضافة بطولة اسيا الدولية لقوارب الأوبتمسيت 2019 وايضا المشاركة في البطولات الدولية المختلفة في دول العالم.

طموحات أولمبية

منذ الـتأسيس سعت عُمان للإبحار إلى المنافسة للحصول على مقعد في بطولة الألعاب الأولمبية 2020 بطوكيو ورفع علم السلطنة عالياً من خلال الفوز بإحدى الميداليات. حيث تم تغير نظام التأهل للأولمبياد ليصبح عدد المقاعد الممنوحة للدول المتأهلة لقارة آسيا عدد مقعدين فقط أحدهما ذهب تلقائياً للبلد المضيف اليابان، لتصبح المنافسة أكثر صعوبة وتحدّياً للفريق الثاني والذي سيخوض منافسات قوية بين الفرق وخاصة الفريق التايلندي الذي يعتبر أحد أقوى الفرق على مستوى القارة. ليتم بعدها تحديد وإعلان المتأهل بتاريخ 14 مارس من العام 2020 وذلك في المنافسات التي سيخوضها البحّارة في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وجاء اختيار بحّارة المنتخب الوطني للإبحار الشراعي للمشاركة في التصفيات المؤهلة للاولمبياد باستخدام نظام التصنيف والقياس الذي يعتمد على نتائج منافسات الإبحار التي تقام عادة خلال العام، حيث تم تدريبهم بإشراف مجموعة من المدربين المحترفين وأصحاب الخبرات العالمية.

الناشئين يغازل اللقب الآسيوي

تمكن برنامج الإبحار الشراعي للناشئين منذ تأسيسه من إنشاء قاعدة قوية ينطلق من خلالها أشبال وناشئو عُمان للإبحار نحو عالم الإبحار الشراعي، حيث يتم خلال هذا البرنامج اكساب البحّارة المهارات اللازمة لتعلم هذه الرياضة واحترافها؛ والتي تبدأ مراحلها عبر قوارب الأوبتمست لينتقلوا بعدها للإبحار عبر قوارب الليزر وألواح التزلج الشراعي. وخلال مشاركاتهم الإقليمية والخليجية تمكنوا من الظفر بالعديد من الميداليات والألقاب مع اكتساح أغلب المراكز في مختلف الفئات والذي عكس مستوى الأداء والمهارات التي يتمتع بها البحّارة العُمانيون. وفي الوقت الراهن يسعى الطاقم الفرق المشرف عليهم إلى مواصلة تأهيلهم وصقل مهاراتهم من أجل إشراكهم في البطولات والمحافل الدولية وبالأخص البطولات التي تقام في القارة الآسيوية نحو كسب المزيد من الألقاب والميداليات.

برامج مجتمعية

بعد أن تمكن الفريق العُماني للإبحار الشراعي من ذوي المهارات الخاصة من حصد الميدالية الذهبية في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019، قامت عُمان للإبحار ممثلة بقسم تنمية المهارات الشخصية والمهنية (زمام) وبدعم من شركة بي.بي عُمان وبالشراكة مع اللجنة البارالمبية العُمانية، بتدشين برنامج الإبحار الشراعي لذوي الإعاقة “أبحر بحرّية”، وهو البرنامج الأول من نوعه في السلطنة، والذي يهدف إلى تعريف المشاركين برياضة الإبحار الشراعي، وإيجاد مسار جديد يُمكنهم من الوصول لمستوى عالٍ من الاحتراف في رياضة الإبحار عبر القوارب الشراعية، بالإضافة إلى تعزيز مهارات التفكير الإبداعي وتنمية مهاراتهم وقدراتهم العملية، مع تدريبيهم على أفضل الطرق والممارسات التي تساعدهم في التغلب على الصعوبات والعقبات التي تواجههم. ليتم في نهاية البرنامج اختيار طاقم فريق المنتخب الوطني والذي سيمثل السلطنة في المحافل والبطولات الدولية. ومع إطلاق هذه المبادرة، ستصبح عُمان للإبحار أول مؤسسة في الوطن العربي تمتلك برنامجاً وطنياً للإبحار الشراعي لذوي الإعاقة، والذي تعتبر خطوة كبيرة للنهوض بهذه الرياضة محلياً وإقليمياً.

جائزة الإجادة في الإبحار الشراعي

تمنح مؤسسة عُمان للإبحار "جائزة الإجادة في الإبحار" للبحارة المُجيدين في سلطنة عُمان احتفاءً وتكريماً بإنجازاتهم التي حققوها على مدار السنة. حيث تمكن طاقم عُمان للإبحار حالياً من تسجيل رقمين قياسيين عالميين ونيل مكانة مرموقة في خارطة في البطولات التي تقام حول العالم مع الفوز بالعديد من الجوائز والميداليات، والتي ساهمت في إعادة إحياء الأمجاد البحرية العُمانية في تلك الشواطئ. ومع اقتراب موعد إقامة دورة الألعاب الأولمبية 2020 في العاصمة اليابانية طوكيو، يستعد البحّارة العُمانيون لضمان مقعدهم في الأولمبياد وخوض غمار المنافسات لتحقيق أول ميدالية أولمبية باسم السلطنة. كما تقدم هذه الفعالية لشركاء ورعاة أنشطة وفعاليات عُمان للإبحار مساحة مثالية لإظهار الدور الذي تلعبه الرياضة والخطط التنموية الممنهجة للإجادة في الإسهام في نمو الشباب العُماني وتحقيق طموحاتهم.

جائزة التميز العالمي للإبحار

منح الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي عُمان للإبحار جائزة التميز العالمي للإبحار الشراعي لعام 2019 اعترافاً بالدور الكبير الذي تقوم به لعُمان للإبحار في مجال رياضة الإبحار الشراعي عالمياً، وتعد الجائزة أحد أهم الإنجازات المشرفة عالمياً التي حازت عليها عُمان للإبحار منذ تأسيسها وتكريما لمسيرتها المكللة بالنجاحات خلال العشر سنوات الماضية، وجاء اختيار عُمان للإبحار لنيل الجائزة نظير عملها الدؤوب في النهوض برياضة الإبحار الشراعي وتطوريها على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، حيث تمكنت من استضافة العديد من الفعاليات والبطولات، مثل بطولة سلسلة سباقات كأس أمريكا للإبحار الشراعي، وسلسلة سباقات الإكستريم للإبحار الشراعي، وسباقات الطواف حول العالم، وبطولة الليزر العالمية، وبطولة العالم للتزلج بالألواح الشراعية، وغيرها العديد من البطولات الإقليمية والقارية والعالمية على مستوى عالٍ من الاحترافية، إضافة إلى حرصها على زيادة عدد الموظفين العاملين في مجال تطوير رياضة الإبحار الشراعي في السلطنة والدول المجاورة إلى أكثر من 200 موظف وإنشاء برنامج خاص لتطوير مهارات الناشئين في مجال الإبحار الشراعي الذي يعمل على استقطاب البحّارة الجدد وتشجيعهم على ممارسة الرياضة مع توفير البيئة والتدريب المناسب لهم، ليتأسس من خلاله فريق فئة قوارب 49 للإبحار الشراعي، كأحد مخرجات البرنامج، كما أولت عُمان للإبحار اهتماما بالغاً بتطوير وتنمية مهارات الموظفين العُمانيين ذوي الكفاءة وتمكينهم من شغل مختلف الوظائف في مجالات التدريب، والقيادة والأعمال التجارية والإعلامية وغيرها، ويحتفل الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي يحتفل سنويا بالإنجازات المتميزة والمساهمات الاستثنائية في رياضة الإبحار.