1426303
1426303
العرب والعالم

ترامب يقترح «حلا بدولتين» والفلسطينية «متصلة» الأراضي

28 يناير 2020
28 يناير 2020

تطرّق إلى عاصمة لدولة فلسطينية في القدس الشرقية -

واشنطن -عواصم : (وكالات - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أن خطته لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني تقوم على «حل واقعي بدولتين» مؤكدا أنها ستتيح لإسرائيل «اتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام».

وقال ترامب وبجانبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن «الفلسطينيين يستحقون حياة أفضل بكثير»، وذلك خلال مؤتمر صحفي أعلن خلاله خطته للسلام التي تتألف من 80 صفحة والتي اعتبرها «الأكثر تفصيلا» على الإطلاق.

وأضاف ان الدولة الفلسطينية المستقبلية «لن تقوم إلا وفقا «لشروط» عدة بما في ذلك «رفض صريح للإرهاب». ويمكن ان تكون هناك «عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية». وتابع ان واشنطن «مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراض محتلة» لم يحددها.

وقال ترامب إنه وجّه رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بشأن خطة السلام، وشدّد على أن القدس ستبقى «عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة»، وأن الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون «متصلة» الأراضي.

وفي إطار عرض خطّته تطرّق ترامب إلى عاصمة لدولة فلسطينية في القدس الشرقية، واقترح تجميد البناء الإسرائيلي لأربع سنوات في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية، وقال إن اقتراحه لحل النزاع قد يكون «آخر فرصة» للفلسطينيين.

ووصف ترامب خطّته بأنه «فرصة تاريخية» للفلسطينيين لكي يحصلوا على دولة مستقلة، مضيفا «قد تكون هذه آخر فرصة يحصلون عليها».

وقال الرئيس الأمريكي إن «الفلسطينيين يعيشون في الفقر والعنف، ويتم استغلالهم من قبل من يسعون لاستخدامهم كبيادق لنشر الإرهاب والتطرف».

الى ذلك، وصف مسؤول في حركة حماس تصريحات ترامب بشأن خطته للسلام في الشرق الأوسط بأنها «عدوانية» وقال إن اقتراحاته بشأن القدس «فارغة».

وقال سامي أبو زهري إن «تصريحات ترامب العدوانية ستفجر غضبا كبيرا». وأضاف أن «تصريحاته حول القدس فارغة وليس لها قيمه والقدس ستبقى أرض الفلسطينيين».

وفي وقت سابق أجرى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية اتصالا هاتفيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للتأكيد على رفض صفقة القرن الأمريكية للسلام مع إسرائيل.

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية(وفا) أن هنية عبر خلال الاتصال، عن وقوف حماس «خلف مواقف عباس الثابتة وبالتمسك بالثوابت الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ورفض صفقة القرن الهادفة لتصفية المشروع الوطني الفلسطيني».

وبحسب الوكالة أكد هنية على «وجوب وقوف الشعب الفلسطيني بكافة فصائله وأطيافه السياسية جنبا إلى جنب دعماً لمواقف عباس الثابت والرافض لكل مخططات تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقة القرن».

ودعا هنية إلى وضع جميع الخلافات جانباً والوقوف صفاً واحداً في مواجهة مخطط تصفية المشروع الوطني الفلسطيني.

من جانبه، ثمن عباس مبادرة هنية، مؤكدا أن «نقطة ارتكاز مواجهة وإسقاط مشروع تصفية القضية الفلسطينية تستند إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية».

وفي بيان لحماس أكد هنية «موقف الحركة برفض صفقة القرن وأننا جميعا في خندق مشترك للحفاظ على قضيتنا الفلسطينية وحقوقنا الكاملة في القدس واللاجئين والدولة».

وأبدى هنية جاهزية حماس لـ«العمل المشترك سياسيا وميدانيا في إطار نضالنا الشعبي لقطع الطريق على هذه التوجهات الامريكية الإسرائيلية وأن جماهيرنا في كافة أماكن تواجدها مستندة إلى هذا الموقف».

وتعقد القيادة الفلسطينية اجتماعا طارئا في مدينة رام الله ستشارك فيه قيادات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمناقشة خطة السلام الأمريكية.

في السياق تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية السبت في القاهرة بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة خطة السلام الامريكية، بحسب ما اعلنت الجامعة.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي للصحفيين أمس أن «وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا السبت في مقر الجامعة العربية بحضور الرئيس الفلسطيني لبحث ما يسمى بصفقة القرن». وأوضح ان «الاجتماع يعقد بناء على طلب فلسطين».

وأصيب عشرات الطلاب الفلسطينيين أمس بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، عقب مواجهات مع قوات إسرائيلية في مخيم العروب شمال الخليل.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية ( وفا) عن مصادر محلية قولها إن «جنود الاحتلال أطلقوا الغاز المسيل للدموع بكثافة صوب الطلاب الذين خرجوا تنديدا بما تسمى (صفقة القرن) ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق».

من جانبها ، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من تصعيد «إرهاب» المستوطنين في ظل الإعلان عن «صفقة القرن».

وأدانت الوزارة بـ «أشد العبارات اقتحام عناصر المستوطنين الإرهابيين لبلدة عينابوس جنوب مدينة نابلس، وإقدامهم على إحراق صف دراسي في مدرسة ذكور البلدة الاساسية، وخط شعارات عنصرية معادية تهدد بهدم منازل بالقرية».

واعتبرت الوزارة، في بيان صادر عنها أن «هذه الجريمة البشعة امتداد لمسلسل جرائم منظمات المستوطنين الارهابية ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم وممتلكاتهم».

وأشارت الى أنه «بالأمس القريب أقدمت عصابات المستوطنين على إحراق مسجد في قرية الشروفات بالقرب من بيت صفافا، واليوم ترتكب جريمة بشعة وترهب أهالي بلدة عينابوس وطلاب مدرستها من الأطفال كجزء لا يتجرأ من استهداف المسيرة التعليمية الفلسطينية ومؤسساتها، كما هو حاصل في القدس الشرقية المحتلة».

وحملت الوزارة «دولة الاحتلال وحكومتها ومؤسساتها المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائم مستوطنيها الإرهابية»، وأكدت أن «القرارات والإعلانات الأمريكية المعادية لشعبنا وللسلام تشجع عناصر الارهاب اليهودي على التمادي في استباحة الأرض الفلسطينية المحتلة ومقدرات وممتلكات ومؤسسات شعبنا».

الى ذلك، قال حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية إلى بريطانيا لرويترز في لندن إن خطة ترامب للسلام مجرد «مسرحية سياسية».

وقال «هذه ليست صفقة سلام. هذا تحويل لشعب فلسطين وأرض فلسطين إلى بانونستان أخرى». وكان يشير إلى مناطق مستقلة كان يعيش فيها السود إبان فترة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وأضاف «28 يناير 2020 سيمثل ختم القبول الرسمي من الولايات المتحدة لنظام فصل عنصري متكامل تطبقه إسرائيل».

وتظاهر أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني في غزة ضد خطة السلام الأمريكية ، وأفاد مصورا فرانس برس أن المتظاهرين جابوا شوارع مدينة غزة وأحرقوا الأعلام الأمريكية وصور ترامب على وقع هتافات «لا لا للصفقة» و«الصفقة لن تمر».

كما انطلقت عدة مسيرات صغيرة شارك فيها المئات في مدن ومخيمات في قطاع غزة ضد خطة ترامب.

وقالت أم أحمد، التي شاركت في الاحتجاج «سندفع من دمائنا وأرواحنا وأبنائنا ثمنا للقدس. صفقة ترامب لن تنجح أبدا».

وأعلن الجيش الاسرائيلي أمس تعزيز قواته في غور الاردن المنطقة الاستراتيجية في الضفة الغربية المحتلة، وقال الجيش في بيان «في أعقاب تقييم الجيش الاسرائيلي المستمر للوضع، تقرر تعزيز منطقة غور الاردن بقوات سلاح المشاة»، بينما ذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية أن الخطة الأمريكية قد تتضمن ضم هذه المنطقة من قبل اسرائيل.

وأعلن نتانياهو في سبتمبر عزمه ضم غور الأردن الاستراتيجي والذي يمثل حوالي ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، في حال أعيد انتخابه.

ويطالب نتانياهو حاليا بعقد جلسة خلال هذا الاسبوع لتشريع ضم غور الاردن في البرلمان الاسرائيلي والمصادقة عليه.

وكان نتانياهو صرح في ديسمبر «حان الوقت لتطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وإضفاء الشرعية على جميع مستوطنات يهودا والسامرة الموجودة في الكتل الاستيطانية وتلك الموجودة خارجها» مستخدما المصطلحات التوراتية للضفة الغربية. وأضاف أنها «ستكون جزءا من دولة إسرائيل».

وتقع معظم أراضي غور الأردن في المنطقة المصنفة (ج) في الضفة الغربية المحتلة التي تسيطر إسرائيل على ستين بالمائة منها فعليا.

وفي وقت سابق اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني) علي لاريجاني أن خطة السلام الأمريكية، هي «نتيجة للانقسامات بين الدول الإسلامية».

ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عنه القول:«أمريكا تجرأت على طرح مشروع صفقة القرن المزيف نتيجة الانقسامات بين الدول الإسلامية، لكنها سرعان ما ستدرك نتيجة هذه السلوكيات». كما اعتبر أن «الخطة وُضعت لإهانة المسلمين».

من جهته دعا وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى إجراء تقييم دولي لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا باسم «صفقة القرن».

ووفقا لموقع «روسيا اليوم»، اقترح لافروف أمس «أن تنضم اللجنة الرباعية الدولية إلى مناقشة وتحليل صفقة القرن الأمريكية»، مشيرا في الوقت نفسه إلى إن واشنطن لم تطلع موسكو على تفاصيل الخطة.

وقال لافروف:«تواصلنا مع الولايات المتحدة ولم يعلمونا بتفاصيل هذه الصفقة، هم دائما يحاولون حل المشكلة بضربة واحدة وبطريقة واحدة ويسعون إلى إيجاد حلول لقضايا عديدة عالمية، لكن هذا لا يأتي بنتائج إيجابية».