1426197
1426197
العرب والعالم

الجيش السوري يستعيد الجزء الأكبر من مدينة «معرة النعمان» الاستراتيجية

28 يناير 2020
28 يناير 2020

تركيا: سنرد على أي هجوم على مواقع المراقبة في إدلب -

عواصم - «عمان» - بسام جميدة - وكالات :-

سيطرت قوات الحكومة السورية أمس على الجزء الأكبر من مدينة معرة النعمان، الاستراتيجية وثاني أكبر مدن محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بعد تطويقها بالكامل إثر أيام من الاشتباكات والقصف العنيف.

وتشهد محافظة إدلب ومناطق محاذية لها، والتي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريباً من النازحين، منذ ديسمبر تصعيدًا عسكريًا لقوات الحكومة وحليفتها روسيا يتركز في ريف إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.

وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل منطقة إدلب وأجزاء محاذية لها في حماة وحلب واللاذقية رغم اتفاقات هدنة عدة تم التوصل إليها على مر السنوات الماضية في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنشط فيها فصائل معارضة أخرى أقل نفوذاً. وتمكنت قوات الحكومة خلال الأيام الماضية من السيطرة على 23 قرية وبلدة في محيط معرة النعمان، الواقعة على الطريق الدولي، لتطبق الحصار عليها تدريجيا.

وأوضح مدير المرصد السوري المعارض رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «تمكنت قوات الحكومة من السيطرة على أكثر من نصف مدينة معرة النعمان بعد وقت قصير من اقتحامها»، مشيرًا إلى أنها لا تزال تشهد اشتباكات يرافقها «قصف جوي روسي وسوري».

وأشار إلى أن معظم المقاتلين انسحبوا من المدينة بعدما اقتحمتها قوات الحكومة.

وبلغ عدد سكان معرة النعمان، التي سيطرت عليها الفصائل المعارضة في عام 2012، قبل أربعة أشهر 150 ألفًا إلا أنها باتت اليوم شبه خالية جراء موجات النزوح التي شهدتها، بحسب المرصد.

وأفاد مراسل لفرانس برس زار معرة النعمان قبل أيام قليلة أنها تحولت إلى مدينة أشباح تنتشر فيها الأبنية المدمرة أو المهجورة والأسواق المتفرقة.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «وحدات الجيش حررت معظم أحياء مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي وبدأت عمليات تمشيطها»، كما أشار التلفزيون الرسمي إلى أن وحدات الجيش قطعت «طرق إمدادات الإرهابيين وخطوط دفاعاتهم» قبل أن تتقدم داخل المدينة. وبالتوازي مع التقدم باتجاه معرة النعمان، تخوض قوات الحكومة السورية اشتباكات في مواجهة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى في ريف حلب الغربي، حيث يمر أيضًا الطريق الدولي.

ودفع التصعيد منذ ديسمبر بـ358 ألف شخص إلى النزوح من المنطقة وخصوصا معرة النعمان باتجاه مناطق أكثر أمنًا شمالًا، وفق الأمم المتحدة. وبين هؤلاء، 38 ألفًا فروا بين 15 و19 يناير، غالبيتهم من غرب حلب. ولجأ كثيرون إلى مناطق شمال معرة النعمان بينها مدينة سراقب ومحيطها، إلا أنهم أجبروا مجددًا على النزوح مع اقتراب التصعيد العسكري منهم. وفي بلدة حزانو قرب الحدود التركية في شمال إدلب، شاهد مراسل لفرانس برس أمس عشرات الشاحنات لنازحين فروا من جنوب إدلب، وقد حملوا معهم حاجياتهم من فرش وأغطية وسجاد. وتطرق لقاء جمع الرئيس السوري بشار الأسد أمس الأول بالمبعوث الخاص لروسيا إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف إلى التطورات في حلب وإدلب، حيث «كان هناك اتفاق على أهمية العمليات التي يقوم بها الجيش العربي السوري بدعم روسي» لوضع حد لـ«الاعتداءات الإرهابية»، وفق ما نقل حساب الرئاسة السورية على تطبيق تلجرام. من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية أمس: إنها سترد «بأقوى وسيلة وبلا تردد» على أي هجوم تشنه قوات الحكومة السورية على مواقع المراقبة التابعة لها في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.

ووصل إلى دمشق أمس المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، في زيارة يلتقي فيها عددًا من المسؤولين السوريين للبحث في عودة الروح لمفاوضات اللجنة الدستورية. وسيجري بيدرسون اليوم الأربعاء، لقاءات مع عدد من المسؤولين السوريين في الوقت ذاته الذي كان من المفترض أن يقدم فيه إحاطة في مجلس الأمن الدولي عن الشأن السوري، وحسب مصادر مطلعة فأن المبعوث الأممي سيحاول الاستفادة من فارق التوقيت بين دمشق ونيويورك، وسيقدم تصوراته عبر نائبته خولة مطر التي ستتوجه إلى هناك لتقديم الإحاطة بعد أن يطلّع بيدرسون على موقف سوريا من الجولة القادمة من مفاوضات «الدستورية».