Untitled-1
Untitled-1
المنوعات

السورية تولين بعلبكي: «ما زلت في رحلة بحث عن هويتي الفنية»

28 يناير 2020
28 يناير 2020

برلين- «العمانية»: تعالج الفنانة التشكيلية السورية تولين بعلبكي في أعمالها، موضوعات تتعلق بالإنسان وبالبيئة التي يعيش فيها والكون الذي يحتضنه، مجسّدة بأسلوبها أشكالا تشدّ الحواس وتثير الوجدان وتشعل في الفكر جذوة الأسئلة والاستفسارات المرتبطة بالوجود بأكمله، وبما يجعل المشاهد لأعمالها يدرك في لحظة تأمُّل أن مصيره يعتمد على مصير شجرة أو زهرة أو سمكة، حيث الطبيعة مجال واسع للإبداع والتجريب والفن واللون والفكر.

تكاد أعمال بعلبكي تنتمي إلى المدرسة الانطباعية، إذ تعيد الفنانة تجسيد الطبيعة وفق بعدين مستخدمة الألوان القزحية والأشكال المتكررة كظلال للشكل الأساسي والتي تدعو للتأمل والتدقيق في أشكال لا تنقل الطبيعة، كما هي، بل تشير إليها بأسلوب يزيدها عمقا واتساعا ويفتح بوابة التلقي وآفاقه الرحبة.

وبعيدًا عن مفردات الطبيعية، تظهر أعمال بعلبكي على أنها صورة مكبّرة ومختزلة في آن عن الواقع الوجداني للإنسان المعاصر، حيث الفن بالنسبة لها «تأريخ للحالة أو للألم أو للقضية»، وهذا التأريخ قد يحتوي على موضوعات وأشكال تبدو غير مترابطة أحيانًا، لكن التمحيص يكشف أنها تصب جميعها في بوتقة واحدة تهدف إلى إيقاظ وعي المتلقي وحثه على التأمل والتفكير والبحث عن حلول.

تستخدم بعلبكي ألوانًا هادئةً بعيدة عن الجرأة والقوة، وقد تكتفي بلونين اثنين فقط لإنجاز اللوحة؛ كالأسود والأبيض، أو الأسود والأزرق.. وهي في ذلك تترك المجال لإظهار الخطوط الانسيابية لأعمالها والتي تتشابك أو تتقاطع أو تتداخل تارة، وتارة أخرى تمتد بسهولة وكأنها شلّال نهر جار، كما في الخطوط التي تستخدمها لرسم شَعر المرأة في تشكيلات تحيل إلى بتلات الأزهار.

وجاءت بعض الخطوط بتأثير من عمل بعلبكي في مجال الرسوم المتحركة والإخراج الفني، إذ بدأت الفنانة المولودة في دمشق عام 1976 حياتها المهنية بمجال الرسوم المتحركة، وشاركت في دورات وحلقات عمل في مجال الإخراج مع مخرجين معروفين. وفي أعمالها ذات الألوان الصارخة والقوية، والتي تجسد شكل الدماغ البشري أو القلب، يظهر هذا التأثر واضحًا، كما تظهر القدرة على نقل أدق التفاصيل وإبرازها في الرسم مع قدرة على التأثير في وجدان المتلقي.

وتكشف بعلبكي تأثرها في طفولتها بوالدتها التي كانت تمارس هواية الرسم وتلوين الأشكال وتجسيمها بالعجين وغيره من المواد القابلة للتشكيل، وتستذكر أول رسمة لها في المدرسة والتي أعجبت المديرة حتى إنها علّقتها على حائط مكتبها. وهذا ما ترك أثرًا كبيرًا في نفس الفنانة ومثّل حافزًا لها لتستمر.

ورغم إنجازات بعلبكي المتعددة، إلا أنها تؤكد أنها لا تزال في رحلة بحث عن هويتها الفنية، مضيفة: «ما زلت أجرب بما يشمل الأساليب الفنية والأنماط والألوان والمساحة والخط وتوزيع الكتل». وتشير إلى أنها لا ترغب في أن تظهر أعمالها بصورة مقولبة، قائلة: «أسعى دائماً لتطوير أسلوبي وإغناء تجربتي وتقديم أعمال تحمل فكرًا وتحترم عقل المشاهد وتكون جذابة ومحببة».

يذكر أن بعلبكي شاركت في معارض جماعية في لبنان والأردن ومصر وهولندا والسعودية ودولة الإمارات وألمانيا، وأقامت معرضين فرديين.