العرب والعالم

جماعة «أنصار الله» تعلن تعرض محافظات يمنية لغارات جوية مكثفة

27 يناير 2020
27 يناير 2020

«اليونيسيف» ترحّب بإطلاق 64 طفلاً «مجنّداً» -

صنعاء - عمان - وكالات -

أعلنت جماعة أنصار الله في اليمن أمس أن التحالف العربي الذي تقوده السعودية شن عشرات الغارات الجوية خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التابعة للجماعة عن مصدر عسكري قوله إن «طيران (التحالف) شن 21 غارة على مديرية خب والشعف بمحافظة الجوف شمالي اليمن، و10 غارات على مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء».

وأضاف أن» الطيران استهدف أيضا بأربع غارات منطقة مجازة الشرقية في محور عسير على الحدود السعودية شمالي اليمن، مع شن ست غارات على منطقة البقع بمحافظة صعدة قبالة نجران السعودية».

وكثف التحالف العربي مؤخرا من غاراته الجوية على مواقع للجماعة في عدة جبهات اندلعت فيها المعارك خلال الأيام الماضية.

في المقابل ، أكد قائد العمليات المشتركة في الحكومة اليمنية الشرعية (المعترف بها دوليا) اللواء الركن صغير بن عزيز أن الجيش اليمني «لن يتراجع عن هدفه الرئيسي وهو تحرير العاصمة صنعاء»، وذلك خلال زيارة ميدانية قام بها ومعه محافظ صنعاء اللواء عبد القوي شريف وعدد من القيادات العسكرية والقبلية، للاطّلاع على سير العمليات القتالية التي تخوضها قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف ضد «أنصار الله» في جبهة نهم (شرق العاصمة صنعاء).

ودعا قائد العمليات المشتركة أبناء الشعب اليمني في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة «أنصار الله» إلى «تجنيب أبنائهم وعدم الزجّ بهم في محرقة الموت في صفوفها التي لا تراعي حرمة دماء اليمنيين»، مشيراً إلى «الخسائر الفادحة التي تكبّدتها عناصرها خلال المعركة الدائرة».

كما تفقّد قائد المنطقة العسكرية الثالثة «الموالي للشرعية» اللواء الركن محمد الحبيشي، أفراد الجيش الوطني في جبهتي هيلان وصرواح غرب محافظة مأرب (شرق صنعاء)، مشيداً «بالروح المعنوية العالية وجاهزيتهم القتالية التي يتمتّعون بها».

واتهم مسؤول في الحكومة اليمنية الشرعية بتلقي جماعة أنصار الله أسلحة إيرانية عبر ميناء الحديدة غربي البلاد.

وأوضح وليد القديمي وكيل أول محافظة الحديدة ، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، أن كميات من السلاح والصواريخ الإيرانية النوعية الحديثة وصلت إلى جماعة أنصار الله عبر ميناء الحديدة.

وأكد القديمي على ضرورة «تحرير الحديدة وموانئها من قبضة أنصار الله، وإنهاء انقلابهم ومنع وصول أي دعم عسكري، وكسرهم في فتره وجيزة». وتساءل قائلا :«هل تدرك وتعي القيادة السياسية في اليمن هذا الأمر؟».

من جهته ، اعتبر وزير الإعلام اليمني معمّر الإرياني أن تصعيد «أنصار الله»، ينسف كافة جهود التسوية السياسية للأزمة اليمنية، محذّراً من أن «صبر الحكومة لن يطول».

وأوضح في بيان نقلته أمس «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ)، أن «ما يحدث من تصعيد عسكري لأنصار الله المدعومة من الخارج والذي ترافق مع تطوّرات إقليمية، ينسف كل الاتفاقات والتفاهمات معها وفي مقدّمتها اتفاق السويد، ويعيد جهود بناء مسار سياسي لإحلال السلام في اليمن إلى نقطة الصفر». ولفت الإرياني إلى أن «أنصار الله لم تنفّذ خلال أكثر من عام أي من التزاماتها بموجب اتفاق السويد، في ظل وقف إطلاق النار الهشّ في محافظة الحديدة، وعدم تحقيق أي تقدّم في الوضع الإنساني وملف الأسرى وحصار محافظة تعز». ولفت إلى أن «أنصار الله استغلّت الفترة التي أعقبت الاتفاق لامتصاص وتعويض خسائرها البشرية وإعادة ترتيب صفوفها والتحضير لجولة جديدة من التصعيد».

ودعا الإرياني المجتمع الدولي والمبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن جريفيث إلى «إدراك أن صبر الحكومة إزاء هذه الممارسات لن يطول، وأن التصعيد العسكري من قبل أنصار الله في عدد من الجبهات هو نتيجة لغضّ الطرف وعدم التعامل الجدّي والحازم مع جرائمهم وانتهاكاتهم بحق اليمنيين». في غضون ذلك ، رحّبت ممثّل منظّمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في اليمن سارة بيسولو نيانتي في بيان أمس بإفراج «أنصار الله» في صنعاء عن 64 طفلاً، يزعم أنهم تم القبض عليهم أثناء العمليات العسكرية.

وأعربت عن أملها في أن تؤدّي هذه الخطوة أيضاً إلى توقيع «أنصار الله» على خطة العمل لإنهاء تجنيد واستخدام الأطفال في الصراع في اليمن.

وأعلنت «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» (التابعة لأنصار الله) أمس تسليم 64 طفلاً أسروا في جبهات القتال جنّدتهم القوات الحكومية، إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، «لإعادة إدماجهم بالمجتمع تحت إشراف منظّمة اليونيسيف».

ونظّمت الوزارة بصنعاء فعّالية «تسليم واستلام الأطفال الذين تم تجنيدهم من قبل القوات الحكومية، وتم أسرهم في جبهات القتال لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع تحت إشراف منظّمة اليونيسيف».

وخلال الفعّالية أكد رئيس لجنة الأسرى عبد القادر المرتضى أن «جزءاً كبيراً من هؤلاء الأطفال الأسرى تم تجنيدهم للقتال في الحدود». وأوضح أن الأطفال الأسرى الذين سلّموا للشؤون الاجتماعية و«اليونيسيف»، سيخضعون لبرنامج تأهيل يمتد لنحو شهرين ومن ثم إعادتهم إلى أسرهم.

وأضاف المرتضى: «الأطفال الأسرى الذين نقوم بتسليمهم إلى الشؤون الاجتماعية و«اليونيسيف»، هم شاهد حي على الطرف الذي يقوم بتجنيد الأطفال».