1425138
1425138
عمان اليوم

«الصحة» تؤكد خلو السلطنة من الفيروس ودعوات للطلبة العمانيين بالعودة

27 يناير 2020
27 يناير 2020

يعد فيروس كورونا المستجد 2019 (ناقوس الخطر الصحي الجديد) وباء يهدد الصحة العامة واختبار لجاهزية العالم للتعامل مع الطوارئ الصحية بين حالة من الترقب لتوارد مزيد من المعلومات المتواترة حول الميكروب المسبب لحالات من الالتهابات الصدرية الشديدة بولاية ووهان الصينية في أواخر ديسمبر من العام الماضي المنصرم، وبين الكشف عن أنه كون الفيروس من عائلة التاجيات المعروفة بالكورونا. وظلت الهيئات والمنظمات الصحية والعلمية بين المشكك والمتأكد من قابلية انتشاره خارج حدود ووهان، فيما مكن الإعلان عن الشفرة الجينية لفيروس كورونا المستجد 2019 - كما تعارف على تسميته مؤقتا- مكن من إيجاد الفحص الخاص به والذي يؤكد إصابة أي مريض مشتبه في حمله لهذه العدوى.

هذا المقال يوفر بعض المعلومات عن هذا الفيروس المستجد ويحاول الإجابة على عدد من الأسئلة التي تواردت مع الإعلان عن اتساع رقعة انتشاره وخاصة داخل جمهورية الصين الشعبية. من المعلوم أن فيروسات كورونا تعتبر فصيلة واسعة الانتشار تسبب طائفة من الأمراض تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحادة.

ويطلق اسم فيروس كورونا المستجد على أي سلالة جديدة من فيروسات كورونا لم تُكشف إصابة البشر بها سابقاً. ويعد الفيروس الحالي المتفشي في جمهورية الصين الشعبية 2019-nCOV واحدا ومن أمثلة فيروسات كورونا المستجدة التي تسببت سابقا في أوبئة ومن الأمثلة كذلك فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (سارس)، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس). وقد تم الإبلاغ عن أول حالة للإصابة بفيروس كورونا المستجد الحالي بتاريخ 31 ديسمبر 2019 في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي بجمهورية الصين الشعبية، وحتى تاريخ 26 يناير 2020 تم تسجيل ما يزيد على 1000 حالة في الصين من بينها 59 حالة وفاة، مع تسجيل 34 حالة مؤكدة خارج الصين في كل من تايلاند وماليزيا وسنغافورة واليابان وتايوان وكوريا الجنوبية وهونج كونج وماكاو وفيتنام ونيبال واستراليا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ولم يتم حتى الآن تسجيل حالات للإصابة بالفيروس في السلطنة أو في منطقة الشرق الأوسط، وما تزال تحديثات التقصي الوبائي مستمرة بهذا الخصوص.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه التحريات الوبائية جارية للتعرف على الناقل الحيواني لفيروس كورونا المستجد فقد أثبتت الدلائل الأولية أن عدوى فيروسات كورونا المستجدة تنجم عن مخالطة حيوانات مصابة بالفيروس. كما تم إثبات انتقال الفيروس من شخص إلى آخر وذلك عن طريق الاتصال عن قُرب مع الشخص المصاب عادةً، كما يحدث في سياق الأسرة أو أماكن العمل أو في مراكز الرعاية الصحية مثلاً. وكذلك عن طريق التعرض للأسطح الملوثة بإفرازات الشخص المصاب. إضافة إلى ذلك فلقد تم تسجيل حالات انتقال للعدوى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية وذلك نظراً لاقترابهم من المرضى أكثر من عامة الناس، لذلك يوصى هؤلاء العاملين باستخدام وسائل الوقاية الشخصية المناسبة من العدوى واتباع تدابير المكافحة اللازمة.

وتتلخص أعراض الإصابة بهذا الفيروس فيما يلي: الحمّى، والسعال، وضيق النفس وصعوبة التنفس. وفي الحالات الأشد وطأة قد تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي وحتى الوفاة. وحتى الوقت الراهن فإنه لا يوجد لقاح فاعل لهذا الفيروس، حيث أنه عندما يظهر مرض جديد لا يتوفر له أي لقاح ما لم يتم تصنيعه أولاً. وقد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل التوصل إلى تصنيع لقاح ضد الفيروس.

كما ولا يوجد علاج محدد للمرض الذي يسببه فيروس كورونا المستجد. غير أن العديد من أعراضه يمكن معالجتها، وبالتالي يعتمد العلاج على الحالة السريرية للمريض. وقد تكون الرعاية الداعمة للأشخاص المصابين بالعدوى ناجعة للغاية.

وطبقا للمعطيات المتوفرة حاليا عن المرض فإنه لم يتم فرض قيود على السفر إلى جمهورية الصين أو أي من المناطق التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد غير أن اتخاذ مثل هذا الإجراء في المستقبل يخضع أولا بأول لكل ما يستجد من معلومات حول الفيروس.

والسؤال هنا هل سيتمكن العالم من مواجهة هذا الطارئ بناء علي الخبرات التراكمية الناتجة عن التعامل مع فيروس السارس وكورونا متلازمة الشرق الأوسط أم أن هذا الفيروس سيكون تحديا جديدا سيكلف الكثير وقد يحصد أرواحا عديدة اكثر ويستنزف الموارد الاقتصادية. سؤال وحدها الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عليه من واقع ما يستجد من انتشار للمرض وشدة الإصابة به. الجدير بالذكر أنه إلى جانب الجهود الدولية المبذولة للسيطرة على المرض وإنهاء تفشيه فإن وزارة الصحة في السلطنة ممثلة بالمديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض تواصل متابعة الوضع مع تفعيل خطط الجاهزية على المنافذ الحدودية وجهودها فيما يتعلق بمراقبة ومكافحة المرض بالتعاون مع الجهات ذات الصلة من خلال التأكيد على جاهزية كافة المنافذ الحدودية ومؤسسات الرعاية الصحية للتعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها ومع الحرص على رفع مستوى الوعي العام حول المرض. و تدعو الوزارة المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية لمكافحة العدوى واتباع العادات الصحية السليمة أثناء السفر إلى الصين وغيرها من المناطق التي سجلت حالات مؤكدة للإصابة بالفيروس والتوجه إلى أقرب مركز للرعاية الصحية فور ظهور أية أعراض مع الإفصاح عن تاريخ السفر.

وللحصول على المزيد من المعلومات عن فيروس كورونا المستجد يرجى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الالتفات أو التسويق للشائعات لما في ذلك من إضرار بمستوى الوعي العام وتشتيت الجهود المبذولة فيما لا طائل فيه.