1424854
1424854
العرب والعالم

نتانياهو وجانتس إلى واشنطن لبحث خطة السلام الأمريكية المرتقبة

26 يناير 2020
26 يناير 2020

السلطة تشدد على إقامة دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية -

القدس المحتلة - رام الله -عمان - وكالات:-

توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وخصمه في الانتخابات المقبلة بيني جانتس إلى الولايات المتحدة أمس لمناقشة الخطة الأمريكية المرتقبة لحل النزاع في الشرق الأوسط، التي جددت السلطة الفلسطينية رفضها لها. ودعي كل من نتانياهو وجانتس إلى البيت الأبيض اليوم وغدًا.

وقال نتانياهو للصحفيين قبل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: «نحن في خضم تطورات دبلوماسية مثيرة للغاية، وبانتظار ذروتها»، واصفًا الخطة مجددًا بأنها «تاريخية».

وأضاف: «سأتوجه بعد قليل إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء صديقي دونالد ترامب، الذي سيقدم عرضه للقرن، يحذوني الأمل في إمكانية أن نصنع التاريخ».

وقال ترامب الخميس الماضي إنه سيعلن عن خطته التي طال انتظارها قبل لقاء نتانياهو في واشنطن. وأضاف: «إنها خطة ممتازة، وستنجح». وسيلتقي السياسي ورئيس هيئة الأركان بيني جانتس الرئيس ترامب اليوم في اجتماع منفصل لبحث الخطة.

وقال جانتس في مؤتمر صحفي في تل أبيب: إن «خطة السلام التي وضعها الرئيس ترامب ستُحفر عميقًا في التاريخ كونها ذات مغزى».

ويتوقع زعيم التحالف الوسطي «أزرق أبيض» أن تتيح الخطة الأمريكية «لمختلف اللاعبين في الشرق الأوسط التقدم نحو التوصل إلى اتفاق إقليمي وتاريخي».

وستقتصر لقاءات اليوم على الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، حيث لم يتم توجيه الدعوة للقيادة الفلسطينية.

- «صيغ مرفوضة» - وجددت السلطة الفلسطينية الخميس رفضها لخطة ترامب واعتبرتها «أحادية» وسط استمرار توتر العلاقات بين الطرفين.

وكان الرئيس الأمريكي أعلن اعترافه بالقدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل، في حين يرى الفلسطينيون في القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية.

واحتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة وأجزاء من هضبة الجولان السورية في الخامس من يونيو 1967.

وضمت إسرائيل القدس الشرقية في خطوة لم تحظ باعتراف دولي، وشرعت ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية التي يسكنها أكثر من 630 ألف مستوطن فيما ترى الأمم المتحدة وغالبية المجتمع الدولي تلك المستوطنات غير قانونية.

وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيان: «نؤكد مرة أخرى رفضنا القاطع للقرارات الأمريكية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأمريكية المخالفة للقانون الدولي».

وأضاف «نجدد التأكيد على موقفنا الثابت الداعي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

وحذّر المسؤول الفلسطيني من أنّه «إذا تمّ الإعلان عن هذه الصفقة بهذه الصيغ المرفوضة، فستعلن القيادة عن سلسلة إجراءات نحافظ فيها على حقوقنا الشرعية، وسنطالب إسرائيل بتحمّل مسؤولياتها كاملة كسلطة احتلال».

بدوره، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن أي حل لا يستند إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود عام 67 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية، مرفوض جملة وتفصيلا.

وقال عريقات في حديث لإذاعة صوت فلسطين الرسمية أمس: إن القيادة ستتابع مع مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية كل على حدة، لتحمل مسؤولياتهم تجاه من يريد تدمير القانون الدولي والشرعية الدولية، واصفا ما يتم طرحه احتيالا وابتزازا لحقوقنا ووجودنا على وطننا،على حد قوله.

وأوضح أن جهود الرئيس عباس واتصالاته الأخيرة مع رؤساء الدول ستجعل من العالم كتلة واحدة في وجه المخططات التصفوية، فالعالم لن يتساوق مع مثل هذه الطروحات التي تتناقض مع الشرعيات الدولية.

وجدد عريقات تأكيده على أن المشروع الوطني الفلسطيني أكبر من أن تهزه أو تدمره مثل هذه الصفقات؛ لأن قضية فلسطين هي أساس الأمن والاستقرار الإقليمي، لا بل الدولي، لافتًا إلى أن ما يجري الآن هو العودة بنا إلى وعد بلفور بوطن قومي لليهود في فلسطين، والحفاظ على الحقوق المدنية والدينية للأقليات غير اليهودية، وهذا ما لن يحدث فخيارنا هو أن نبقى ونصمد على أرضنا.

وتابع عريقات أن المطلوب من الدول العربية التمسك بمبادرة السلام العربية كأساس للحل، ورفض كل هذه الطروحات جملة وتفصيلا، مشددا على أهمية وجود موقف دولي من الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي وروسيا والصين في وجه المخططات الأمريكية والإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية.

وأشار عريقات إلى أن الإدارة الأمريكية تعتقد أنها بأساليب الابتزاز والبلطجة والاحتيال السياسي والتهديد والوعيد تستطيع تركيع شعبنا، ونحن نقول لها لا سلام لأحد في المنطقة دون أن يكون هناك سلام يستند إلى استقلال دولة فلسطين على حدود عام 67، وفقا لقرارات الشرعية الدولية .

- «أعظم صديق لإسرائيل» - وأُعلن عن مبادرة ترامب للسلام في عام 2017، وهو العام الذي تولى فيه السلطة.

ووعد الرئيس الأمريكي أن يحل السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من خلال الخطة التي وصفها بأنها «صفقة نهائية».

وتم الكشف عن الجانب الاقتصادي منها في يونيو الماضي. ودعت الخطة الاقتصادية إلى استثمار 50 مليون دولار في الأراضي الفلسطينية والدول العربية المجاورة على مدار 10 سنوات.

ولطالما تباهى ترامب بأنه أكثر رؤساء الولايات المتحدة تأييدا لإسرائيل عبر التاريخ. ووصف نتانياهو الرئيس الأمريكي في بيان بأنه «أعظم صديق لإسرائيل».

وعلى خطاه سار بيني جانتس. الذي قال في مؤتمر صحفي «أود أن أشكر الرئيس ترامب على تفانيه وتصميمه في الدفاع عن المصالح الأمنية التي تتقاسمها إسرائيل والولايات المتحدة».

ويأتي لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وجانتس بالرئيس الأمريكي قبل نحو خمسة أسابيع على الانتخابات العامة في إسرائيل التي تجري للمرة الثالثة خلال أقل من عام.

وتظهر استطلاعات الرأي تقارب النتائج بين زعيم حزب الليكود ومنافسه زعيم تحالف «أزرق أبيض» اللذان وصلا إلى طريق مسدود في انتخابات أبريل وسبتمبر.

وتشير توقعات وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه من شأن إعلان ترامب المرتقب أن يدعم نتانياهو في السباق الانتخابي المقبل.

وكان المصدر في تحالف «أزرق أبيض» قد اعتبر اختيار ترامب هذا التوقيت للإعلان عن تفاصيل «صفقة القرن» هو «مناورة سياسية مكشوفة في محاولة لإنقاذ نتانياهو من جلسات الحصانة».

ومن المقرر أن يصوّت الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) غدا الثلاثاء، على تشكيل «لجنة الكنيست» للبت في طلب نتانياهو الحصول على الحصانة من المحاكمة في ثلاث قضايا فساد بتهم الرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال.

وتنطلق مساعي المعارضة في إسرائيل بتشكيل اللجنة المذكورة قبل الانتخابات، من تقديرات تشير إلى أنه في حال تشكلت اللجنة فإنها ستضم أغلبية رافضة لطلب الحصانة، ما يعني وقتها تقديم لائحة الاتهام ضد نتانياهو إلى المحكمة. إلى ذلك ، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس،رفع حالة التأهب بالضفة الغربية، وذلك خشية حدوث تصعيد على خلفية نية الإدارة الأمريكية الإفصاح عن خطة السلام المعروفة «بصفقة القرن» بحسب ما ذكر موقع «والا» العبري.

ووفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن القيادة المركزية نشرت ست كتائب في الضفة الغربية «لمنع حدوث هجمات إرهابية».

ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤول بالسلطة الفلسطينية القول إن القيادة الفلسطينية «تواجه ضغوطا هائلة من الشارع لاتخاذ إجراءات صارمة، خاصة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل».

وفي ظل هذه التطورات، ألغى رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي ندوة كان من المفترض أن يحضرها أمس، إلى جانب كبار قادة الجيش. ونقلت هيئة البث الإسرائيلي عن الجيش أنه تم إلغاء الندوة للتركيز على «الأمور العملياتية».