صحافة

الوقت: العلاقات الدافئة بين طهران ومسقط

26 يناير 2020
26 يناير 2020

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة (الوقت) مقالا فقالت:

استضافت طهران الأسبوع الماضي معالي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية للسلطنة يوسف بن علوي حيث أجرى مباحثات مع معالي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة ابن علوي إلى طهران هي الثانية خلال أسبوعين، والأولى بعد رحيل جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- وتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد -حفظه الله ورعاه- زمام الأمور في السلطنة، وقد تمّ في هذه الزيارة التأكيد على أهمية استمرار العلاقات الدافئة بين مسقط وطهران ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين الجانبين في كافّة المجالات.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن تعزيز التقارب بين إيران والسلطنة يصب في مصلحة البلدين الجارين في شتى الميادين ويسهم كذلك في تعزيز الأمن والاستقرار بشكل مؤثر في عموم المنطقة.

ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة ابن علوي الأخيرة إلى طهران جاءت في ظلّ ظروف إقليمية ودولية متوترة نتيجة الخلافات القائمة بين إيران من جهة، وأمريكا وحلفائها من جهة أخرى، خصوصا فيما يتعلق بأزمة الملف النووي الإيراني والأحداث المتسارعة التي نجمت عن مقتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني في هجوم جوي أمريكي قرب مطار بغداد الدولي وما أعقبه من قصف صاروخي إيراني لقاعدة «عين الأسد» التي تتمركز فيها القوات الأمريكية في العراق.

وألمحت الصحيفة كذلك إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مسقط التي سبقت زيارة ابن علوي إلى طهران، لافتة في الوقت نفسه إلى مبادرة «هرمز للسلام» التي دعت لها طهران لرفع مستوى التعاون مع دول الجوار لغرض إبعاد شبح التوتر عن منطقة الخليج، مؤكدة أن سلطنة عُمان تلعب دورًا محوريًا في إنجاح كافّة المبادرات التي تسعى لدعم الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المهمة والحسّاسة من العالم.

وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن السلطنة كانت وما زالت تقوم بدور الوسيط النزيه والكفؤ لحلحلة أزمات الشرق الأوسط خصوصًا الأزمة القائمة بين إيران وأمريكا لتجنيب المنطقة أي تداعيات سلبية محتملة في حال تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، الأمر الذي لا يمكن التكهن بنتائجه ولا تطويق آثاره الكارثية بسهوله على كافّة المستويات.

وأشادت الصحيفة بالدور المحايد والمتوازن الذي تتحلى به السلطنة وبمساعيها الطيبة وجهودها المضاعفة التي أهلتها لأن تحظى بثقة واحترام كافّة الأطراف المتنازعة من أجل التوصل إلى حلول حكيمة ومؤثرة للمشاكل المتعددة الجوانب التي تواجهها المنطقة.

وأعربت الصحيفة عن ثقتها بقدرة جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد على مواصلة ذات الجهود المباركة التي بذلها الفقيد السلطان قابوس وتحقيق التقدم والازدهار على المستوى الوطني وكذلك الدور الإيجابي والبنّاء الذي اضطلعت به السلطنة في الوقوف إلى جانب دول وشعوب المنطقة لإبعادها عن دوّامة الصراعات والإسهام بوضع حلول جذرية لمختلف العقبات التي تحول دون تماسك وانسجام المنطقة نتيجة عوامل خارجية أو خلافات بين بعض الأطراف الإقليمية والتي كلّفت المنطقة الكثير من الخسائر طيلة عقود من الزمن.