العرب والعالم

طهران تندد بترحيل أمريكا طالبا إيرانيا - ظريف: عدم تفعيل «انستكس» لا يعني «موت»الاتفاق النووي

25 يناير 2020
25 يناير 2020

عواصم - محمد جواد الأروبلي(أ ف ب):-

قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «إن الأوروبيين لم يجروا حتى الآن معاملة واحدة باستخدام آلية «انستكس» للتبادل التجاري مع طهران، لكن ذلك لا يعني موت الاتفاق النووي نهائيا».

وأضاف ظريف في حديث لمجلة «شبيغل» الألمانية «الانستكس في الحقيقة شركة محاسبة، وبعد أكثر من عام ونصف العام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، لم يتمكن الأوروبيون من إجراء معاملة واحدة عبر هذه الآلية».

وفي معرض ردّه على سؤال عمّا إذا كان الاتفاق النووي في حكم الميت، قال ظريف «لا. الجزء الهام من الاتفاق يتمثل في عمليات تفتيش وشفافية النشاط النووي الإيراني، وهذه التفتيشات لا تزال مستمرة حتى الآن. الاتحاد الأوروبي لا يلتزم بجزء من الاتفاق، وإيران لا تلتزم بجزء منه، لكن هذا لا يعني أن الاتفاق قد مات». وقال ظريف أيضاً «إن طهران لا تستبعد التفاوض مع واشنطن، شرط أن تغير نهجها وترفع العقوبات».

وسبق أن أعلنت طهران مطلع الشهر الحالي تخليها عن آخر القيود المحورية في الاتفاق النووي والمتعلق بعدد أجهزة الطرد المركزي، في ما وصفته بآخر مرحلة في تقليص التزاماتها.

كما لوّحت طهران بمراجعة تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حال أقدمت بريطانيا وألمانيا وفرنسا على تفعيل آلية فضّ الخلافات في الاتفاق النووي، ما ينطوي على احتمال إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي. من جانب آخر أعلن وزير الخارجية الإيراني أن الشخص الذي أسقط الطائرة الأوكرانية يقبع في السجن حاليا. وأسقطت إيران عن طريق الخطأ، طائرة أوكرانية كانت متجهة من طهران إلى كييف، في 8 يناير الجاري. وفي شأن آخر نددت إيران أمس بالتعامل «غير القانوني وغير الإنساني» بحق مواطنيها من قبل حرس الحدود في الولايات المتحدة، وذلك بعدما أشارت وسائل إعلام أمريكية إلى ترحيل طالب إيراني على الرغم من حيازته تأشيرة دخول.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، في بيان، أنّ «هذه الاجراءات عنصرية وغير مقبولة قانونيا وتتعارض مع المواثيق الدولية لحقوق الانسان»، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية «ارنا».

وأشارت وسائل إعلام أمريكية الإثنين الماضي إلى انّ طالباً إيرانياً كان متجهاً إلى جامعة بوسطن (شرق) ألغيت تأشيرة دخوله في مطار المدينة، وقرر مسؤولون في دائرة الهجرة ترحيله.

وقال موسوي في ما بدا أنّه إشارة إلى حالات أخرى، إنّ «حرس الحدود (الأمريكي) يقوم باستجواب (هؤلاء الأشخاص) حول توجهاتهم السياسية والدينية ويقوم بالدخول الى حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي».

وبلغ التوتر بين طهران وواشنطن أوجه بعد مقتل الجنرال الإيراني النافذ قاسم سليماني بضربة جوية أمريكية في بغداد 3 يناير الجاري. واعتبر موسوي أنّ ترحيل طالب إيراني يندرج «في اطار سياسات العداء التي تنتهجها الادارة الاميركية ضد ايران» والتي تمظهرت أخيرا «بإيذاء الايرانيين عند الحدود الامريكية».

وحذر الولايات المتحدة من أنّه بالإمكان متابعة هذا السلوك «من خلال منظمات حقوق الانسان»، من دون إعطاء تفاصيل إضافية. في الأثناء أعلن البنتاغون أنّ نحو 34 جنديًّا أمريكيًّا تعرّضوا لإصابات في الدماغ جرّاء الضربات الإيرانيّة الأخيرة على قاعدة عين الأسد في غرب العراق.

وقال المتحدّث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان لصحفيّين إنّ «34 جنديًّا شُخّصت إصابتهم بارتجاجات في الدماغ وإصابات الدماغ الرضحية (تي بي آي)».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرّح بُعيد الهجوم أنّه «لم يُصب أيّ أمريكيّ» في تلك الضربات. لكن في الأسبوع الماضي، أقرّ البنتاغون بأنّ هناك 11 جندياً يعانون في الواقع من ارتجاجات.

وعندما سئل ترامب عن ذلك في دافوس الأربعاء الماضي قلّل مجدّدًا من تأثير الضربات الإيرانيّة. وقال «سمعت أنّ لديهم صداعاً .. أنا لا أعتبرها إصابة خطرة».

وقال هوفمان إنّ 17 من المصابين نُقلوا إلى ألمانيا لتلقّي العلاج، وقد عاد ثمانية منهم أمس الأول الى الولايات المتحدة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفي في البنتاغون «سوف يستمرون بتلقي العلاج في الولايات المتحدة، إما في والتر ريد (مستشفى عسكري قرب واشنطن) او في قواعدهم الاساسية».

ولفت الى أنّ المصابين التسعة الآخرين الذين نُقلوا الى ألمانيا «لا يزالون يخضعون لتقييم وعلاج هناك».

وعاد 17 آخرون تلقوا العلاج في المنطقة الى خدمتهم العسكرية في العراق.

وأشار هوفمان إلى أن من بين الأعراض التي يعاني منها الجنود، «الصداع والدوار وفرط الحساسية للضوء والانفعال والغثيان». واختفت هذه الأعراض بسرعة في بعض الحالات، لكنها تفاقمت بالنسبة الى الحالات الأخرى، وتم إجلاء الجنود.