صحافة

السويسرية: فعالية الحجر الصحي المُدُني في الصين

25 يناير 2020
25 يناير 2020

من أجل مكافحة انتشار «فيروس» كورونا، كي لا يصبح وباءً، قررت السلطات الصحية الصينية، وقف كل الاحتفالات بمناسبة عيد رأس السنة الصينية، بخاصة في العاصمة بكين، كما قرَّرت وضع مدن ووهان وهوانغانغ وايزهو بكاملها، في حجر صحي، بعدما تبيَّن أنَّ الوباء منتشر فيها. الفيروس المذكور يتسبب بعوارض سعال والتهابات رئوية، و قد توفي من جرَّائه حتىَّ تاريخ إعداد هذه الصفحة، ثمانية عشر شخصاً، بحسب إحصاءات رسمية صينية.

الصحف الأوروبية الصادرة حتى صباح الخميس الماضي تناولت هذا الموضوع الصحي العالمي المهم، مبدية خشية من تفشّي هذا الوباء وبالوقت ذاته أبدت نوعاً من الثناء على حسن إدارة الصين لهذه الأزمة الصحية. هذا الوباء لا يتراجع على ما يبدو، وخلال الأسبوع الأخير من شهر يناير، يتوجَّه الصينيون نحو الأرياف ويسافر بعضهم إلى الخارج للاحتفال بعيد رأس السنة الصينية. بالتالي لا أحد يعرف حتَّى الآن كيف سينتشر الوباء، لا في الداخل الصيني و لا في الخارج. مدينتا ووهان وهوانغانغ الموضوعتان بكاملهما في الحجر الصحي، هما مدينتان يقطنهما مع ضواحيهما أكثر من أربعين مليون نسمة. هذا هو التحدّي الكبير الَّذي تواجهه حالياً السلطات الصينية الصحية والأمنية على السواء، بصرامتها المعهودة. أشادت صحفٌ بكفاءة الصينيين وسرعتهم في دق ناقوس الخطر بمجرَّد ملاحظة تراكم غير عادي للالتهابات الرئوية، وبفعل التقنيات الحديثة نشرت الصين كل البيانات التي تساعد على اكتشاف مبكر لهذا الفيروس. جريدة تاغز انزيغر السويسرية اعتبرت في مقال نشرته الخميس الماضي أن فيروس كورونا شبيه بفيروس «الزكام أو الجريب» أو فيروس «النزلة الوافدة» وهي الترجمة الحرفية لكلمة «جريب» باللغة الفرنسية. إنَّ خوف الأوروبيين من الأوبئة متجذّر في التاريخ. في القرون الوسطى قضى وباء الطاعون على ملايين الأوروبيين بشكل مُهلك و مُدمّر، مات أكثر من ثلث الأوروبيين بسبب الطاعون في القرن الرابع عشر. في بداية القرن العشرين ، في خريف عام 1918 ، قتلت الانفلونزا الإسبانية عدداً من الأشخاص يفوق عدد الّذين قُتِلوا في الحرب العالمية الأولى. عندما يتم الإعلان عن فيروس قاتل جديد، يجب دوماً توخي الحذر، ولكن من دون الاستسلام للذعر. في سويسرا، تشير الإحصاءات إلى أنَّ خطر الإصابة بالانفلونزا هذا الشتاء هو أعلى بكثير من خطر الإصابة بفيروس كورونا.