oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الاقتصاد الوطني واستمرارية العطاء والبناء

25 يناير 2020
25 يناير 2020

ما من شك أن الاقتصاد يشكل عصب الحياة والرفاهية، غير أن النظرة الاقتصادية لا تنفصل عن الإطار السياسي والقيم العامة المتعلقة بالإنتاج وسياق المجتمع، من هنا فإن السلطنة حرصت ومنذ فجر مبكر مع بدايات النهضة في السبعينات على أن تنشئ منظومة اقتصادية تعزز في المقام الأول مفهوم الإنتاج وتغرسه في صميم الإرادة الجماعية، بحيث أن مدخل النماء لأي مجتمع أو دولة يقوم على جاهزية الناس في البداية ورغبتهم في بناء الواقع الأفضل الذي يعمل على نقل حياتهم إلى الآفاق المرجوة أو المنشودة.

استطاعت السلطنة أن تؤسس لبنية اقتصادية لها مداخل عديدة يمكن أن تشكل المسار المستقبلي، فثمة مدخل في الطاقة وآخر في السياحة وثالث في اللوجستيات وغيرها، كلها تخدم في المسار الكلي الذي يعني أن يقوم اقتصاد مستقبلي له الطابع التكاملي الذي يصب في إطار الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي تسعى لوضع السلطنة في مصاف متقدم بين دول العالم من حيث التطور والتحديث والتقدم.

إننا أمام أجيال جديدة لها رهانات على الغد المشرق والمتطور، وهذه الرغبة أو الإرادة لأجيال الغد لابد لها أن تصحب بالتأهيل والتدريب والتطوير، كما نرى في العديد من البرامج الوطنية الداعمة للقدرات الشبابية ونقلها إلى ما هو أكثر تعايشا مع صور الراهن والمستقبل، مع الوضع في الاعتبار أن العصر الذي نحن فيه له العديد من الحاجات والمتطلبات، وهو بقدر ما يعطيك سيأخذ منك في جانب آخر، ما يتطلب الوعي التام والقدرة على الإدارة الذكية والتحكم في المقدرات والإمكانيات وغيرها من السبل في المضي نحو تمكين الأفضل في الواقع.

إن النظرة الشاملة والتكاملية للمشاريع الاقتصادية وربط ذلك بالمعاني الجيوسياسية وموقع السلطنة وخرائط الاستثمار الدولية والمرغوب محلياً، كل هذا يتقاطع مع تصورات الغد وإمكانية إنتاج واقع أكثر قدرة على استيعاب مقدرات الشباب والأجيال الصاعدة في عُمان مع التأكيد الدائم على أن الإنسان سيظل دائما كما هو العهد، المرتكز المركزي لنهضة عُمان وتطورها عبر الزمن، الأمر الذي بات جليا في الإرث العماني الحديث.

أخيراً يمكن القول بأن الاقتصاد كما هو معلوم ليس مجرد نظريات أو خطط وبرامج، فهو قبل ذلك يقوم على الجانب الأساسي فيه وهو القدرات البشرية الكامنة والمفعلة التي هي مركز هذا الحراك وجوهره في صناعة الحياة الإنسانية الباذخة بالعطاء والعمل وتفجير الطاقات لأجل البناء والتعمير والازدهار.

وإذا كانت خمسة عقود في ظل العهد الزاهر لجلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - قد شهدت نهضة ملموسة ومنجزات جلية للعيان، فالعهد أن نستمر اليوم في البناء والعطاء لأجل مستقبل عُمان تحت القيادة السديدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - نحو تحقيق المزيد من التطلعات والمجد لبلادنا الحبيبة، وما التوفيق إلا من عند الله.