1424100
1424100
عمان اليوم

قطاع المياه يعزز إمكانياته بافتتاح عدد من محطات التحلية حتى نهاية 2023

25 يناير 2020
25 يناير 2020

من افتتاح محطة التحلية وتوليد الكهرباء بولاية بوشر عام 1975[/caption]

شهد نموا متسارعا منذ فجر النهضة المباركة -

كتب - نوح بن ياسر المعمري -

منذ فجر النهضة الحديثة في عمان وإنجاز المشاريع التنموية وتوفير الخدمات الأساسية يسير بتسارع لتوفير العيش الكريم للمواطن وبناء دولة عصرية توفر الرفاهية والرخاء لكل القاطنين على أرضها الطيبة، ولعل أبرز الخدمات الأساسية التي تكتمل بها منظومة الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم وتكتمل بها منظومة الخدمات والقطاعات الأخرى هي خدمة المياه. فمنذ البداية كان اهتمام جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه بقطاع المياه واضحا وجليا حيث افتتح جلالته رسميا محطة تحلية المياه وتوليد الكهرباء في الغبرة في عام 1975 كما أكد جلالته - طيب الله ثراه - أهمية المحافظة على المياه وضرورة الالتزام بالترشيد في استهلاكها.

حيث قال جلالته في خطابه بالعيد الوطني الحادي والعشرين «‏إن المياه ثروة وطنية ينبغي المحافظة عليها والعمل على تنميتها وتطوير مصادرها. وهي نعمة كبرى من نعم الله التي يجب شكرها ، وعدم الإسراف في استخدامها حتى يبارك الله عز وجل في مواردها ومصادرها ((ولَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)). وإذا كان الإسراف مذموما بوجه عام في الشريعة الإسلامية فإنه مذموم بصفة أكبر في استعمال الماء، وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن الإسراف في الماء حتى في الوضوء. إن تعاليم ديننا الحنيف تحثنا على الاقتصاد في استخدام المياه، وهي بذلك تعبر عن الأهمية القصوى لهذه الثروة الطبيعية وضرورة المحافظة عليها. لذلك فإننا نؤكد على أهمية سياسات الترشيد التي وضعتها الحكومة في هذا المجال من أجل الاستغلال الأمثل لهذا المورد الذي له تأثير بالغ على استراتيجيات التنمية في مختلف المجالات دول العالم ثم تكتسب القضايا المتعلقة به بعدا أمنيا وسياسيا خطيرا قد يؤدي إلى توترات دولية، إن لدى الحكومة خطة لزيادة موارد المياه بالقدر الذي يتناسب وتطلعات السلطنة في هذا المضمار دون أن يعني ذلك التخلي عن سياسات الترشيد التي ستظل هي المؤشر الحقيقي على مدى قدرة المواطنين في الحفاظ على الثروة المائية. ‏ومن هنا فإننا نهيب بكم جميعا أن تتعاونوا مع الحكومة في تنفيذ الخطط والبرامج الموضوعة في هذا الشأن، ونحن على ثقة تامة من أنكم ستتجاوبون بلا شك مع هذا النداء تأمينا لاحتياجاتنا الكبيرة من المياه سواء للزراعة أو لغيرها من القطاعات».

شبكات نقل وتوزيع المياه

وفي 2007 أصدر جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه - المرسوم السلطاني رقم 92/‏‏2007 بإنشاء الهيئة العامة للكهرباء والمياه وذلك لتطوير قطاع المياه عبر تنفيذ مشاريع شبكات نقل وتوزيع المياه وإنشاء محطات تحلية المياه بما يسهم في توفير المياه الصالحة للشرب لكافة المواطنين والمقيمين على أرض السلطنة، وفي 2018 صدر المرسوم السلطاني رقم ٤٢ /‏‏ ٢٠١٨ في شأن الهيئة العامة للكهرباء والمياه حيث جاء ضمن مواد المرسوم استبدال مسمى الهيئة العامة للكهرباء والمياه الى الهيئة العامة للمياه.

ومن هذا المنطلق قامت الهيئة العامة للمياه (ديم) بدروها الرائد في هذا القطاع حيث تحرص على تطوير الاستراتيجيات والخطط الرئيسية في قطاع المياه لضمان تنفيذ رؤيتها الطموحة الرامية إلى «أن تكون مؤسسة خدمية رائدة تطبق أفضل الممارسات العالمية للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة لسلطنة عمان»، ومن أجل تحقيق هذه الرؤية تعمل الهيئة وفق الخطة الرئيسية لقطاع المياه 2040 والتي تضمن تغطية 98% من السلطنة بشبكات المياه ذات الجودة والكفاءة العالية ، وتعمل ديم جاهدة للتوسع في خدماتها لتشمل كافة المدن والقرى التي تتطلع إلى تقديم خدمات المياه لها وذلك بهدف استكمال البنية الأساسية لقطاع المياه. وفي إطار هذا التوسع ارتفع عدد المشتركين من 169 ألف مشترك في 2007 عند إنشاء الهيئة الى اكثر من 600 ألف مشترك بنهاية 2019 إضافة الى ذلك ارتفعت كمية المياه التي يتم إنتاجها من 122 مليون متر مكعب في 2007 إلى أكثر من 386 مليون متر مكعب في 2019 ، وقد واكب هذا الارتفاع في عدد المشتركين والكميات التي يتم إنتاجها من المياه ارتفاع في نسبة التغطية بالشبكات.

تحقيق الأمن المائي

وسعيا منها لتحقيق الأمن المائي فقد عملت ديم على إنشاء وتنفيذ محطات تحلية المياه وهي الخيار الاستراتيجي لتوفير المياه الصالحة وبجودة عالية، ومن المحطات القائمة والتي تعتمد عليها ديم في إنتاج المياه محطة الغبرة الجديدة في محافظة مسقط والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 191 ألف متر مكعب، ومحطة التحلية في صحار التي تعمل على إنتاج 150 ألف متر مكعب من المياه يوميا وعدد من محطات التحلية في بركاء والتي يبلغ إجمالي إنتاج المياه منها 313 ألف متر مكعب يوميا توفر الاحتياجات المائية لمحافظتي جنوب الباطنة والداخلية وأجزاء من محافظة مسقط، وفي محافظة جنوب الشرقية تنتج محطة التحلية في صور 131 ألف متر مكعب من المياه يوميا، وإضافة الى منظومة محطات التحلية الحالية ستدخل الخدمة محطات أخرى والتي ستغطي الطلب المستقبلي إضافة الى إحلالها محل المحطات التي ستخرج من الخدمة، ومن أبرز المحطات الجديدة محطة التحلية في قريات بقدرة إنتاجية تبلغ 200 ألف متر مكعب في اليوم والتي بدأ تشغيلها في 2018، كما تم في 2018 أيضا التشغيل التجاري لمحطة التحلية الرابعة في بركاء بسعة إنتاجية تبلغ 281 ألف متر مكعب في اليوم ، وتم في العام الماضي 2019 التشغيل التجاري لمحطة التحلية الجديدة في صحار والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 250 ألف متر مكعب يوميا، كما تم في 2019 التشغيل التجاري لمحطة تقنية المياه في حوض المسرات بمحافظة الظاهرة بإنتاج يومي يبلغ 40 ألف متر مكعب يوميا، إضافة لذلك سيتم في 2021 افتتاح محطات تحلية جديدة في كل من محافظة جنوب الشرقية في ولاية جعلان بني بوعلي بسعة إنتاجية تبلغ 80 ألف متر مكعب يومياً، بالإضافة إلى محطة تحلية المياه في جزيرة مصيرة بسعة إنتاجية تبلغ 10 آلاف متر مكعب يوميا والتي من المؤمل أن يتم التشغيل التجاري لها في عام 2023م. وفي عام 2022 م سيتم افتتاح محطة التحلية بإنتاج يومي يبلغ 16 ألف متر مكعب في محافظة مسندم وبالتحديد في ولاية خصب، كما سيتم افتتاح محطة تنقية المياه بسد وادي ضيقة بسعة إنتاجية تبلغ 125 ألف متر مكعب يوميا يتم تخصيص 67 ألف متر مكعب يوميا منها لــــ( ديم ) وتخصيص 23 ألف متر مكعب يوميا للأغراض الزراعية، وسيتم افتتاح محطة التحلية الجديدة في الغبرة بقدرة إنتاجية تبلغ 300 ألف متر مكعب يوميا، وفي العام الذي يليه وتحديدا في عام 2023 م سيتم افتتاح محطة التحلية في محافظة شمال الباطنة بقدرة إنتاجية تبلغ 150 ألف متر مكعب يومياً.