العرب والعالم

تقرير: باريس أمام تحدي إقناع البنتاجون بالبقاء في الساحل الافريقي

24 يناير 2020
24 يناير 2020

باريس - (أ ف ب) : ستحاول وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي خلال زيارتها إلى واشنطن بعد غد إقناع البنتاغون بعدم الانسحاب من الساحل الإفريقي حيث يمثل حضوره دعما ثمينا للقوات الفرنسية التي تعيش ضغطا لتحقيق نتائج في الحرب ضد المسلحين.

وعلى جدول الأعمال أيضا بين الحليفين بحث مستقبل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سياق إقليمي متوتر.

وقال رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارك ميلي مؤخرا إن بلاده تعتزم تقليص حضورها في إفريقيا، في وقت أعلنت باريس وشركاؤها في الساحل تكثيف جهودهم لهزم الجماعات المتطرفة التي كثفت هجماتها في الآونة الأخيرة. وسيمثل انسحاب أمريكا من غرب إفريقيا ضربة قوية للقوات الفرنسية البالغ عديدها 4500 جندي يعملون ضمن عملية «برخان»، وينتشرون في مالي والنيجر وبوركينا فاسو. ووفرت واشنطن لعملية «برخان» إمكانيات في مجالي الاستخبارات والمراقبة بفضل طائراتها المسيرة وتزويدها طائرات بالوقود في الجو والنقل اللوجستي، بكلفة سنوية تبلغ 45 مليون دولار أمريكي.

وقالت الحكومة الفرنسية إن «التواجد الأمريكي حيوي في المنطقة لأنه يوفر إمكانيات بالغة الأهمية، بعضها لا يمكن تعويضه».

إعادة توازن استراتيجي

وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة بو بفرنسا (جنوب غرب) مع رؤساء دول الساحل في 13 يناير، بأن انسحاب الولايات المتحدة من إفريقيا «سيمثل تطورا سيئا بالنسبة لنا».

وطلب رؤساء دول الساحل من واشنطن الإبقاء على عملياتها في المنطقة.

وشدد الرئيس الفرنسي عند حديثه عن «انتشار الإرهاب» على أنه يأمل في «إقناع الرئيس ترامب بأن محاربة الإرهاب قائمة أيضا في هذه المنطقة، وأن الموضوع الليبي ليس منفصلا عن الوضع في الساحل وفي منطقة بحيرة تشاد».

وقال المتحدث باسم رئاسة الأركان الفرنسية العقيد فريديريك باربري أمس الأول إنه «كما أكدت فلورانس بارلي أثناء زيارتها للساحل (الاثنين والثلاثاء)، يجب ألا تحصل عملية إعادة التوازن الاستراتيجي على حساب عملنا في الساحل الصحراوي».

على الضفة المقابلة للأطلسي، يبقى النقاش مفتوحا. وقال الجنرال ميلي في منتصف يناير إن «المسألة التي نعمل عليها مع الفرنسيين تخص مستوى الدعم الذي نقدمه لهم. هل هو أكثر من اللازم؟ أم أقل من اللازم؟ وما الذي يجب فعله؟». وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر الأربعاء «بصراحة مطلقة، لم يُتخذ أي قرار بعد».

وذكّر إسبر أنه بالنسبة للولايات المتحدة، «المهمة الرئيسية هي التنافس مع روسيا والصين» بحسب ما نصت عليه استراتيجية الدفاع القومي لعام 2018. وأضاف «على مستوى مكافحة الإرهاب، أريد التأكيد أن أولويتنا هي التهديدات ضد أراضينا الوطني».

ويتراوح عدد الجنود الأمريكيين في غرب وشرق إفريقيا بين 6 و7 آلاف ينتشرون خصوصا في الصومال.

ويمكن لباريس أن تستفيد في واشنطن من دعم النواب الأمريكيين، الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، ومن بينهم السيناتور ليندسي غراهام المقرب من الرئيس دونالد ترامب ـ وقد حضّ هؤلاء مارك اسبر، في ثلاث رسائل منفصلة، على عدم خفض إمكانيات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (افريكوم).

مصير التحالف الدولي

وستتناول أيضا وزيرة الدفاع الفرنسية مع نظيرها الأمريكي ملفا حارقا آخر: مصير التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.

وتريد باريس أن يتواصل نشاط التحالف الذي أسسته واشنطن، لحرمان الجماعات المتطرفة التي نفذت عمليات على أراضيها من ترميم صفوفها.

لكن الوضع في المنطقة متقلب. فقد صوت البرلمان العراقي بداية يناير لصالح سحب القوات الأجنبية من العراق ومن بينها 5200 جندي أميركي وحوالي 150 جنديا فرنسيا.

واتخذ هذا القرار بعد يوم من مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية بطائرة مسيّرة في بغداد.

ويمثل العراق القاعدة الخلفية لعمليات مكافحة الإرهاب في سوريا، ويحتجز فيه آلاف المتطرفين بينهم غربيون.

واتفق الرئيس دونالد ترامب ونظيره العراقي برهم صالح الأربعاء في مؤتمر دافوس على ضرورة الحفاظ على التنسيق العسكري بين البلدين.