1423293
1423293
الرئيسية

النهج القابوسي أسس لفكر ثقافي متجذر في التاريخ ومنفتح على الزمن المعاصر

23 يناير 2020
23 يناير 2020

رسخ دور الفنون في ترقية الإنسان نحو فاعليته بالدولة والمجتمع -

كتب - عماد البليك: من المعروف أن الثقافة العمانية ذات بعد أصيل حيث أنها تمتد إلى جذور عميقة في تربة الأمس، وهذا المفهوم أخذ به فكر جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - وهو ينظر إلى الثقافة في أكثر من بعد ويربطها بسياق العصر المتغير والحياة بشكل عام، بحيث تصبح هي والفنون والتراث مقومات واحدة تصب في دفع الحياة عموما وترقية الإنسان نحو التوظيف الفاعل لوجوده في سياق الدولة والمجتمع.وقد قام فكر السلطان قابوس رحمه الله، على تأسيس ما يمكن الاصطلاح عليه بـ «الهوية الثقافية العمانية الحديثة» وهي فكر متعدد الأجنحة يحتفي بالأصيل والمتجدد في الآن وقته، وبدور الإنسان المنفتح فكريا على العالم عبر الفنون المختلفة.

وقد استفادت رؤية صاحب الجلالة السلطان الراحل من التنوع والثراء في هوية الأمة العمانية وأعادت تصوير هذا الثراء في مفهوم العصر بحيث كانت النتيجة هي تصور النهضة العمانية الحديثة في رؤاها للثقافة والفنون والإنسان ودوره عموما.

ويقوم المفهوم الثقافي العماني على ذلك التوازن بين قيم الحضارة الإسلامية والحضارة الإنسانية الجديدة، بحيث أن الإنسان يأخذ من الكل ما يفيد، وقد أكد السلطان قابوس - طيب الله ثراه- عام 2001 لدى افتتاحه جامع قابوس الأكبر بولاية بوشر، قائلا: «قد عزمنا بفضل الله وتوفيقه على أن نجعل من هذا المسجد المبارك مركزاً للثقافة والفكر يسهم بنصيبه في إحياء التراث الإسلامي بمشيئة الله وإبراز القيم الحضارية للأمة وتحديث أساليب معالجتها لشؤونها وقضاياها، بما يحفظ عليها أصالتها ويصون ثوابتها وقيمها ويواكب في ذات الوقت مسيرة التقدم الإنساني في مختلف مجالات الحياة».

فالتراث والثقافة والفكر والاحتفاء بالذات والهوية هي موضوعات لا تنفصل عن بعضها البعض في النظرة الشاملة إلى الثقافة في الفكر السامي للقائد الراحل، فالإنسان لا يمكن أن يصنع ثقافة أو فنا جديدا من الفراغ إذ لابد من جذور يستند عليها، كما أن النظرة إلى الفكر في ملخصها هي أيضا تصب في جوهر إحياء معاني الثقافة والفن. يشار إلى أن موضوع الفن أيضا فيه نتاج عن الاهتمام الشخصي لجلالة السلطان الراحل، بالإضافة إلى الإرث الحضاري لعمان في الفنون التقليدية المختلفة، وغيرها، وقد تولد عن ذلك إرث من النظر إلى الثقافة والفن باعتبارهما رافدين أساسيين من روافد النهضة، وساهمت رؤية السلطان قابوس في دعم الفنون وربطها بالعصر في ميلاد مشهد يكشف عن تآلف رائع، يشعر بالفخر في هذا المجال.