1423162
1423162
الرئيسية

نخب سياسية وأكاديمية عراقية لـ«عمان»: الانتقال السلس للسلطة دليل على نضج كبير وحرص على المنجزات القائمة

23 يناير 2020
23 يناير 2020

أشادت بالسياسة الداخلية والخارجية التي انتهجها السلطان الراحل خلال فترة حكمه -

بغداد ـ «عمان» ـ جبار الربيعي:-

أشادت نخب سياسية وأكاديمية عراقية، بالسياسة الداخلية والخارجية التي انتهجها جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- خلال فترة حكمه للسلطنة، مشيرين إلى أن الانتقال السلس للسلطة يدلل على أن هناك نضجا كبيرا في التعاطي مع السلطة وإكمال المسيرة والمنجز الذي وصلت إليه عُمان في زمن السلطان الراحل.

وأكد النائب السابق عن تحالف «سائرون» ورئيس سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي: «أعتقد أن هناك حزنا كبيرا على رحيل السلطان قابوس بن سعيد، هذه الشخصية الفذة التي لعبت دورًا كبيرًا في تقدم عُمان والتي شهدت خلال سنوات حكمه على مدى نصف قرن، تقدمًا ملحوظًا على جميع المستويات، تقدمًا حضاريًا، اقتصاديًا وحتى على الصعيد السياسي، الذي تميز بالدبلوماسية والسياسة الهادئة، المستقرة والرصينة».

وأضاف فهمي: «حققت لسلطنة عُمان مكانة محترمة على الصعيد الخليجي والإقليمي والدولي، بحيث أصبحت عُمان تلعب دورًا مهمًا في التوسط لمعالجة الأزمات الكبيرة في المنطقة، ومعروف دورها سواءً في العلاقة ما بين الولايات المتحدة وإيران وغيرها من الميادين».

فيما قال رئيس مركز التفكير السياسي الدكتور إحسان الشمري: «كان السلطان قابوس يمثل حكيمًا للمنطقة، استطاع أن يجعل عُمان في مستويات الدول المحورية والفاعلة والمؤثرة، ولم تكن سلطنة عُمان مجرد دولة جسرية وإنما دولة يمكن أن نطلق عليها دولة ارتكاز».

ولفت الشمري إلى أنه «في زمن السلطان قابوس، الكثير من الأزمات كانت سلطنة عُمان فاعلة فيها بالشكل الأساس في قضية الحلول، أضف إلى ذلك استطاعت عُمان على المستوى الداخلي أن تنتقل في كافة المستويات سواءً كانت الاقتصادية، التعليمية، الثقافية بما يمكن أن يشار له بالبنان».

وزاد: «أنا بتصوري أن هناك خسارة كبيرة في وفاة السلطان قابوس، مع ذلك يمكن أن نلحظ بأن عُمان تميزت بدبلوماسية الهادئة والفاعلة والناجحة في نفس الوقت، وهذا يأتي من خبرة كبيرة، حيث إنها ليس لها أعدَاء وهي منفتحة على الجميع، وتتعاطى بإيجابية مع أغلب الأزمات»، مشيرًا إلى أن «السلطان قابوس استطاع أن ينحت لسلطنة عُمان مكانا ليس في المنطقة إنما على مستوى العالم، استطاع أيضاً قيادة عمان بدبلوماسية ناجحة على المستوى الخارجي».

وأوضح أن «عُمان داخليًا وكما أشرت قبل قليل أصبح عندها نقلات وقفزات كبيرة في النمو الاقتصادي، وحتى موضوع تسليم السلطة بَينَ للجميع الانتقال السلمي للسلطة وهذا يدلل على أن هناك نضجا كبيرا في التعاطي مع السلطة أولاً، وأيضاً في إكمال المسيرة والمنجز الذي وصلت إليه عُمان في زمن السلطان قابوس بن سعيد».

بدوره، قال الأستاذ الجامعي في كلية الإعلام بجامعة بغداد، الدكتور علاء مصطفى: إن «للسلطان الراحل قابوس بن سعيد تجربة مميزة في عالم عربي مضطرب، إذ إنه استلم بلدا بسيطا، يفتقر إلى البنى الأساسية، لم تتجاوز فيه المدارس أصابع اليد الواحدة، أما الآن فإنه ترك بلدا متقدما فيه جامعات تحاكي الجامعات العالمية، ومستوى التعليم عالي، (ومستوى الأمية) تكاد تكون مفقودة بين الشعب العُماني، هذا كله أنجزه بثروة نفطية متواضعة مقارنةً بدول أخرى».

وأضاف: «السلطان قابوس الذي حكم دولة تتشكل من ثلاثة مذاهب، إلا أنه أوجد حالة تعايش بين أبناء شعبه، وأنتج حالة التعايش السلمي بين المكونات، كما حول عُمان إلى بلد حوار و مفاوضات بين الخصوم، أسهم في تجنيب دول العالم صراعات شبه دولية، أبرزها اتفاق 5+1 مع إيران».

وزاد «كم تمنيت لو أن في العراق وجد شخص منحته الظروف أن يحكم كما حكم السلطان قابوس، لكنا الآن في مصاف الدول المتقدمة».

وختم الأستاذ الجامعي حديثه بالقول: «لا أقلق على الشعب العُماني، إذ أنه شعب واقعي، واع، متعايش، ومتحاب وبالتالي فإنه قادر على أن يواجه المستقبل».