إشراقات

خطبة الجمعة: لن يغيب عن ذهن إنسان ولن ينساه الزمان

23 يناير 2020
23 يناير 2020

سـاق الله على يديه كثيـرا من الخيـرات وتحققـت في عهـده الكثيـر من المنجـزات -

مستذكرة مآثر المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد -

تناولت خطبة الجمعة الأسبوع الماضي التي جاءت تحت عنوان: «لا تحزن إن الله معنا» مآثر المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- قائلة: لقد منَّ على أهـل هذا البلد الطيب، فيسر الله له من يكون سببا في بنائه، وهيأ من يسعى إلى تنميته وعمرانه، فساق الله على يديه كثيرا من الخيرات، وتحققت في عهده كثير من المنجزات و(ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، ولما كان من شكر الله أن نشكر من أحسن إليـنا، كان حقا عليـنا أن نشكره، وبما أجرى الله على يديه من الخيرات أن نذكره، فشكر الله لجلالة السلطان قابوس، وألبسه الله لباس الرحمة والرضا، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، بل نقول: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرا منها، (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). وأكدت أن ما حققه سلطاننا قابوس -طيب الله ثراه- لن يغيب عن ذهن إنسان، ولن ينساه الزمان (وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، وقوة هذا الوطن الكبير بقيادته الحكيمة، وشعبه ذي اليد الواحدة، ولقد شاء الله جل جلاله أن يخرج من هذه الأسرة المباركة سلطان آخر، وحاكم جديد ليواصل مسيرة البناء، فيشيد بناء فوق ذلك البناء الراسخ، ويسطر أمجادًا مع تلك الأمجاد، وإن ذلك يكون باتحادكم، وتفانيكم في بناء هذا الوطن، وبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعته، والمحافظة على مكتسباته ومنزلته. وليعلم كل واحد منا أن الله قد ائتمننا على هذه الأمانة العظيمة، وأن الله شهيد عليـنا، يعلم نياتنا، ويرى أعمالنا (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)، ومن فضل الله عليـنا وعلى الناس أن اختار الله لنا من اختاره لنا سلطاننا قابوس طيب الله ثراه، ليكون خير خلف لخير سلف، وما كان ذلك الاختيار إلا لصفات فيه، ومناقب أهـلته ليكون محلا لهذه الأمانة العظيمة، أمانة عمان، وقد رأينا ذلك، وسنراه بإذن الله ظاهرا للعيان، ولن يضيع الله عمل عامل من ذكر أو أنثى (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).

وجاء في الخطبة: إننا نعلم وسلطاننا أن مسيرة البناء لا تقف عند حد، وتنمية الأوطان لا تنتهي عند أمد، بل ذلك شيء مستمر، وعمل لا ينقطع، فكان لزاما عليـنا أن نجدد العهد، ونتعاون على البر والتقوى، ونكون خير خلف لخير سلف، ولن يتم ذلك إلا بوضع الكف على الكف، ورص الصف بالصف، جاعلين قول الله جل جلاله: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، في سويداء قلوبنا، لنترجمه واقعا عمليا؛ فيرى أثر ذلك في أقوالنا وأفعالنا، وحركاتنا وسكناتنا، ونكون صفا واحدا خلف سلطاننا الجديد، الذي لن يدخر وسعا في المضي بهذا البلد إلى الأمام، ولن يألو جهدا في جعل هذا الوطن في أفضل حال وأبهى نظام (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)، وإن من الأمور التي حذرنا منها ربنا تبارك وتعالى، ووجب عليـنا أن نحذر منها التنازع والاختلاف؛ فإنه سبب للفشل، وطريق إلى ذهاب القوة (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)، ودعانا ربنا تبارك وتعالى بعد ذلك إلى الصبر، وما أدراك ما الصبر! فالصبر وسيلة لبلوغ الآمال، وصراط إلى حسن المآل؛ ومن صبر ظفر، ومن ظفر ارتفع، فكان مقامه رفيعا، وصار منزله منيعا (وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).